الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات - بلاك ووتر .. بيت الدعارة والجريمة !

رضا الظاهر

2009 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


بينما يصعّد الارهابيون عملياتهم الاجرامية التي أودت، مؤخراً، بحياة المئات من الأبرياء، ويستمر "المقررون" في صراع الامتيازات، والتسييس، وتبادل الاتهامات، وتناقض التصريحات والتكهنات، في ظل لامبالاة مخيبة للآمال بمعاناة الملايين وتفاقم معضلات البلاد .. وسط هذه الأجواء المحبطة، وهي من "بركات المحررين"، يتواصل مسلسل الكشف عن فضائح شركتهم الأمنية سيئة الصيت، بلاك ووتر، التي نقلت أنباء مثيرة للترويع والسخط أن ادارة الرئيس الأميركي قامت، مؤخراً، بتجديد عقدها لتوفير "خدمات أمنية".
وفي تطور عاصف أكد شاهدان من كبار المسؤولين السابقين في بلاك ووتر (جرى التحفظ على هويتيهما لأسباب تتعلق بأمنهما)، في شهادة أدليا بها أمام محكمة فيدرالية بولاية فرجينيا، أن مجمع الشركة داخل المنطقة الخضراء شهد عمليات دعارة مع عراقيات قاصرات مقابل دولار واحد لكل منهن، لم يفعل مدير الشركة إيريك برنس أي شيء لوقفها. وأضاف الشاهدان أن برنس ضالع في التغطية على حوادث القتل العمد ضد عراقيين، وتهريب أسلحة، وغسيل أموال، وتهرب ضريبي، وإدارة شبكة لتبادل الزوجات، وتأسيس شبكة من الشركات الوهمية لتفادي الوقوع بيد القضاء. وقال الشاهدان إن برنس كان يقدم نفسه للعاملين في الشركة على أنه مسيحي متحمس جند نفسه لمحاربة المسلمين.
وكان صيت بلاك ووتر قد ذاع بعد حادثة ساحة النسور ببغداد، التي قتل فيها حراس أمنيون 17 مدنياً، مما دفع الحكومة الى عدم تجديد رخصتها اعتباراً من العام الماضي. غير أن الشركة عادت، ثانية، بعد أن تزيّت برداء آخر وحملت اسماً جديداً هو "زي".
وكشف تقرير لمجلة "ذي نيشن" الأميركية، في الرابع من الشهر الحالي، كتبه جيرمي سكيهل (مؤلف كتاب "بلاك ووتر: نهوض جيش المرتزقة الأقوى في العالم") عن أنها حصلت على نسخة من وثيقة تفيد بقيام وزارة الخارجية الأميركية بتجديد عقدها مع بلاك ووتر لتقديم خدمات أمنية في العراق مقابل 20 مليون دولار حتى الثالث من أيلول المقبل.
وجاء في التقرير أنه على الرغم من سجلها الفضائحي تواصل شركة بلاك ووتر جهودها في العراق، وتدرب قوات أفغانية وفقاً لعقود أميركية. كما أنها تنشط في الدخول في مناقصات للفوز بعقود حكومية في أفغانستان.
وقالت "ذي نيشن" إن سجلات العقود الفيدرالية تفيد بأن وزارة الخارجية الأميركية تعاقدت مع بلاك ووتر على "خدمات أمنية" بعقود زادت قيمتها على 174 مليون دولار في العراق وأفغانستان منذ تولي الرئيس الأميركي أوباما منصبه في كانون الثاني الماضي.
وعلى أية حال فان فضائح شركات العم سام لم تعد مما يثير الدهشة. غير أنه بينما استمر التعتيم الاعلامي منذ سنوات على جرائم بلاك ووتر، اضطر العديد من وسائل الاعلام الأميركية، الأسبوع الماضي، الى نشر بعض من وقائع فضائح بلاك ووتر بعد التقرير المروع الذي نشره سكيهل.
وبينما اضطرت وزارة العدل الأميركية الى النظر في تجاوزات بلاك ووتر، يتجلى المشهد المثير للسخرية في وزارة الخارجية، التي تقوم الشركة "الأمنية" بحماية وزيرتها لدى زياراتها العراق. وهي الوزيرة التي كانت، في إطار صراع المصالح بين الجمهوريين والديمقراطيين، ضمن قلة من أعضاء مجلس الشيوخ ممن حاولوا، قبل سنوات، منع هذه الشركة من الاستمرار في التعاقد مع الحكومة الأميركية واستمرار حصولها على مئات ملايين الدولارات مقابل خدماتها المخزية التي تنطلق من دافع ديني متعصب وآيديولوجية يمينية متطرفة، وهو ما يكشف عنه، على نحو أسطع، التاريخ الشخصي والعائلي لرئيسها برنس نفسه.
* * *
الشركة التي خبأت العام الماضي كواتم الصوت في أكياس كبيرة لأطعمة كلابها في العراق، بينما وصلت بعض أسلحتها الى تجار سوق سوداء في بلادنا .. الشركة التي جسدت نزعة أسيادها عبر استهتارها بحياة العراقيين واستهانتها بثقافتهم .. مازال مرتزقتها يحيطون بالسيدة كلينتون وأقرانها من سادة واشنطن عندما تطأ أقدامهم أرض بلاد الرافدين، كما كانوا يحيطون بحاكمنا المدني السابق المستر بريمر.
كل هذا وسواه من الفضائح والمآسي يجري بينما نرفل بـ "ديمقراطية" العم سام الذي "حررنا" بحربه، وجاء إلينا، عبر قراراته المتخبطة، بمنهجية المحاصصات المقيتة التي تفاقم صراع الامتيازات، مثلما جاء الينا بـ"إعادة الاعمار" عبر الفوضى والاهدار والنهب وشراء الضمائر، والسعي الى فرض شروط أمنية وعسكرية وسواها ليظل ممسكاً بخيوط اللعبة كلها بيديه، ومتحكماً بمصائر البلاد والعباد !
وإذا كانت شركة كي بي آر، المتفرعة عن هاليبيرتون، التي كان يرأسها ديك تشيني، نائب الرئيس الأميركي السابق، لا تتورع عن اغتصاب موظفات فيها يعملن في العراق، فكيف لا تتجرأ "حامية الحمى"، بلاك ووتر، على الدعارة وسط رمز "التحرير"، المنطقة الخضراء، حيث يمضي المجرمون، كالعادة، دون عقاب، بينما يتم التشهير بالضحايا، بل ويمضي بعضهم الى حتفه.
غير أنه مهما ارتدت بلاك ووتر من أقنعة وبراقع، واتخذت أسماء جديدة، فانها ستظل بيتاً للدعارة ورمزاً للجريمة.
كم من الجرائم ارتُكِبت تحت راية "التحرير"، وكم منها ستُرتكَب تحت الراية المخزية نفسها !




طريق الشعب - 18/8/ 2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة ثقة بين دول المنطقة وإسرائيل بسبب ممارسات حكومة نتنياهو


.. -يكفي.. بدنا وقف إطلاق نار-.. فلسطينية بغزة تنهار بالبكاء وت




.. ضابط إسرائيلي سابق: الحرب في غزة أصبحت أكثر صعوبة وحان الوقت


.. مظاهرة في العاصمة الهولندية أمستردام تنديدا بحرب إسرائيل على




.. ضبط إسرائيليين حاولا تهريب 73 سبيكة ذهبية إلى إسطنبول