الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكمة ولحظة غضب

حسب الله يحيى

2009 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


نختلف مع اخوتنا واصدقائنا.. ونختلف مع انفسنا في لحظة غضب تعصف بنا، فلا نجدها في حالة توازن.. وقد تجعل هذه اللحظة الغاضبة ان ندفع الثمن غالياً طوال اعمارنا.
يحصل هذا كثيراً، ذلك اننا لسنا في كل الظروف يمكن ان نتصرف بطبع هادىء وحلول عقلانية واعصاب باردة.
لكن المسألة غير المقبولة.. ان نشرك الاخرين فيما يحصل بيننا من اختلافات قد تتحول احياناً الى خلافات وتقاطعات وتجر علينا عداء لم نكن نقصده ولانهدف اليه ابداً.
هذه المسألة تحتاج الى قدر من التأني والمراجعة.. ذلك ان الخلافات التي تجري في البيت الواحد، لابد ان تكون داخل اسواره، لا ان تخرج الى الشارع والى تكتلات وشهود والى النظر لمن لا يكون في صفي فهو عدوي!
اورد هذه المقدمة وانا بصدد الحديث عن سلسلة مواقف شهدت وقائعها هذا الاسبوع.
خلاف بين الابن وابيه، والحبيب وحبيبته، وزميل العمل مع زميله، وعدد من اعضاء اتحاد الادباء مع زملائهم في الاتحاد نفسه..
ازاء ما حدث.. هناك سؤال مركزي يقول:
هل يحق للاب التنديد بسلوك ابنه امام الملأ، وهل يحمل الابن الجفاء لابيه.
وهل يندد الحبيب بشرف من كان يكن لها كل الحب، وان يتحول كرمه في عينها الى بخل في المشاعر والعطاء؟
هل يرفض الزميل تحية الصباح في غرفة عمل تجمع زميلين، وهل يصح لمن يملكون فردوس الكلمات الكيد لزملائهم خارج اتحادهم العتيد، اتحاد الادباء، وتتحول الرؤى الى انقلابات وتغيرات وجفاء وانعكاسات تصل حد القطيعة!؟
لايصح ان نوسع حجم الخلافات بكل هذه السرعة، ونجعل العالم المحيط بنا كتلاً من العداء والرفض الذي يصل حد السيف القاطع.
الوعي الانساني يقول بالاسباب والنتائج معاً، لا ان يعتمد النتائج بلا اسباب، فهذا ظلم وغبن للآخر، ولا موضوعية في حسم الاختلافات التي تتحول الى خلافات..
فنحن لا نكن لبعضنا مثل هذا الغضب كله، وامامنا مهمة استعادة ما مضى وكيف كان الواحد منّا يكن للاخر كل الود والاحترام والتقدير، لكن لحظة الغضب قد تتجاسر علينا وتضيق علينا نفوسنا وتجعلنا نتخذ مواقف عاجلة تسىء الينا بوصفنا نعتمد الحكمة في لحظة الغضب، لا ان يكون هذا الغضب هو السلطة التي تسلبنا حكمتنا التي نحترمها فينا ويحترمها الاخر لدينا..
من هذا المنطلق.. نحتاج الى ان نتقدم خطوة في النظر الى الاختلاف بوصفه حالة انسانية طبيعية..
اما الخلافات، فلا بد من رفضها رفضاً تاماً، حتى نبقي على جسور المحبة.. خضراء، خضراء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و