الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهذه جريدتنا...

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2004 / 5 / 15
القضية الفلسطينية


"هذه جريدتنا، جريدة العمال العرب، اول جريدة تنطق بلسانهم، جريدة شعبية تدافع عن مصالح الشعب وتعبّر عن امانيه، وإن الناطق بلسان العمال العرب في فلسطين، ناطق بلسان جماهير الشعب الكادحة". هذا ما جاء في العدد الاول لصحيفة "الاتحاد" الصادر يوم الاحد الموافق 14 أيار 1944 في مدينة حيفا. تحت عنوان "جريدتنا" وعلى الصفحة الاولى.. نعم نقولها بكل فخر واعتزاز هذه جريدتنا.. جريدة العمال الكادحين، جريدة الشعب والمعبّر الصادق والامين عن همومنا..
لقد مرّت ستون سنة منذ ميلاد العدد الاول "للاتحاد" التي جاء ميلادها هذا تعبيرا عن مخاض عسير وقاس خاضته الطبقة العاملة العربية في فلسطين بهدف الدفاع عن حقوقها من جهة وحماية الوطن المهدد من جهة اخرى. ونجد تعبيرا لذلك في كلمة "الاتحاد" من العدد الاول ايضا: "وهذه جريدتنا احدى نتائج حركتنا العمالية العربية تستوحي سياستها وخطتها العامة من نضال العمال اليومي لتحسين احوالهم الاقتصادية، ورفع مستواهم الثقافي والاجتماعي، وسوف تكون خير اداة لتوحيد جهودهم وجمع كلمتهم ولم شملهم في وحدة كاملة شاملة مذللة جميع العقبات التي تقف في سبيلهم".
اذن "الاتحاد" ومنذ ميلادها وضعت قضية الطبقة العاملة والحركة العمالية، وحقوق العاملين والسير على طريق النضال والوحدة من اجل حماية حقوقهم وتحسين شروط عملهم، هدفا لها ولذلك نجدها دائما تعكس قضايا العمال والطبقة العاملة بأمانة وترفع كلمة الحق في وجه الظالم مهما بلغت جبروته.
اننا نجد لذلك انعكاسا بارزا على مدار اعداد "الاتحاد" منذ العدد الاول وحتى اليوم. وضمن صفحات عدد "الاتحاد" الاولى في ايار 44 نجد ان اكثرية الاخبار والمواد التي يزخر بها هذا المولود قضايا عمالية وعلى صفحتها الثانية خصصت زاوية للعمال واخبارهم ونشاطاتهم تحت عنوان "شؤون عمالية" شملت العديد من الاخبار، كيف لا وهي "لسان حال العمال العرب في فلسطين" يومها. وكانت هذه الاخبار شاملة محليا وعالميا، لتعكس من خلالها الموقف الاممي الذي تتبناه ايضا. ومن العناوين البارزة في هذا المجال جاء: "مجلس اعلى للعمال العرب في فلسطين"، "تأجيل مؤتمر النقابات الاممي"، "تسجيل العمال العاطلين عن العمل"، "في سبيل الوحدة العمالية".. وغيرها من العناوين.
وهكذا من البدايات كانت "الاتحاد" الصدر الدافئ للعمال والنقابات، رفعت آلامهم وآمالهم، وعندما نقوم بتصفح اعدادها في فترات متبانية نجد انها كانت حريصة على المحافظة على هذا النهج المنحاز لصالح الطبقة العاملة. كيف لا وهي لسان حال ابناء هذه الطبقة، والناطق باسمها وباسم "مؤتمر العمال العرب". ونجد على صدر صفحتها الاولى الخبر التالي "الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الرابع لمؤتمر العمال العرب" (11/4/49) وتحت عنوان "اخبار عمالية" جاء: "عمال معسكر الطيرة" و "بيان عمال المسعكرات"، و "مؤتمر العمال العرب في القدس" (الاتحاد 16/2/47).
وعندما ينشب اضراب عمالي في مكان عمل تجد روح الدعم والمساندة في الخبر، مثل الخبر عن اضراب عمال "شركة بترول العراق" وجدنا العنوان التالي: "الرأي العام كله يؤيد العمال المضربين" (الاتحاد 16/3/47). وعندما قام عمال بلدية يافا باعلان الاضراب من اجل تحسين اجورهم وتدخل البوليس من اجل كسر هذا الاضراب واعتدى على العمال جاء عنوان الاتحاد: "من الذي طلب تدخل البوليس لتهديد العمال؟" وفي العنوان الفرعي جاء ايضا: "الرأي العام الوطني في يافا يدرك ان انصاف عمال البلدية يعني انصاف السكان والاعتناء بشؤون المدينة" (الاتحاد 3/8/47). من الصعب استعراض كافة الاعداد الحافلة باخبار الحركة العمالي في كافة المدن والقرى الفلسطينية، لكنها كانت مجندة دائما ومنحازة لصالح العمال وحقوقهم المهضومة، هذا الطريق الذي سارت عليه صحيفة "الاتحاد"، طريق دعم الطبقة العاملة، طريق الدفاع عن حقوقها، طريق دعم وتجنيد للقوى النقابية والقيادات العمالية، وكما جاء في مقدمة العدد الاول بهذا الخصوص "وهذه الجريدة هي جريدة العمال العرب في فلسطين عامة" وجريدة منظماتهم العمالية العربية الوطنية، تستمد قوتها منهم وتفتح صفحاتها لآرائهم واخبارهم وآمالهم، وستكون سجلا منظما لقضاياهم اليومية. ولنضالهم الموحد ولمطالبهم النبيلة الشريفة".
هي معبرة هذه الكلمات التي جاءت على صدر العدد الاول من "الاتحاد"، وعلى مدار الستون عاما ومنذ هذه الولادة حافظت "الاتحاد" على خطها الداعم للعمال وقضاياهم ليس فقط العمال العرب، بل جميع العمال المظلومين في بلادنا وفي العالم اجمع.. دعونا نصرخ فرحا، رغم آلام المرحلة التي نمر بها، "هذه جريدتنا".. هذا هو صوتنا.. هذا هو طريقنا الذي لا طريق لنا سواه..
تهانينا "للاتحاد" بعيدها الستين ومزيدا من العطاء.. فهذه جريدتنا ايها الأحبة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إلى الأمام
يوسف آغا ( 2012 / 1 / 31 - 22:04 )
إلى الأمام

اخر الافلام

.. سيلين ديون تكشف عن صراعها من أجل الحياة في وثائقي مؤثر


.. -هراء عبثي-.. شاهد رد فعل مؤرخ أمريكي على الديمقراطيين الذين




.. نيويورك تايمز: تجاهل البيت الأبيض لعمر الرئيس بايدن أثار الج


.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مسعود بزشكيان




.. بزشكيان يحصل على 42 % من أصوات الناخبين بينما حصل جليلي على