الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلق امريكا فى غير محله فى موضوع العلاقة بين الكرد والعرب فى العراق

عبدالله مشختى

2009 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


ابدت وزارة الدفاع الامريكية عن قلقها حيال الخلافات الكردية العربية فى العراق فى تصريح قبل ايام ،ومهما تكن مصادر البنتاغون الا ان الاوضاع السائدة الان فى مجال العلاقات العربية الكردية فى العراق وعدد من الدول العربية لاتأخذ منحى التباعد وخلق الازمات . ان غالبية القوى السياسية العربية فى العراق ترتبط بالكرد وقياداتها السياسية بعلاقات جيدة وليس هناك فى الافق بوادر لان تأخذ تلك العلاقات منحى اخر باتجاه التصادم او التازم ،ولايمكن التكهن بوجود بوادر قريبة ولا حتى بعيدة لان تجر الجانبين الى ايصال الاحداث الى حافة الانفجار مثل قتال عربى كردى ،نعم الاختلافات موجودة فى الساحة السياسية بين القيادات الكردية وبعض القوى السياسية فى التوجهات حيال عدد من القضايا والملفات .فهناك الخلافات والاختلافات بينهم فى كيفية ممارسة الاقليم لصلاحياته الممنوحة له بموجب الدستور فى قضايا تخص العقود والاستثمارات النفطية او القوات العسكرية او مايخص النظر الى حيثيات واليات تنفيذ المادة 140 من الدستور الاتحادى العراقى .ولكن كل هذه الاختلافات والاشكاليات العالقة ليست بتلك الضخامة التى تتحدث عنها وسائل الاعلام المختلفة وليست بذلك الحجم كى تقلق الادارة الامريكية حيال الوضع القومى فى العراق او بالاحرى العلاقات الكردية العربية .
اذا كانت امريكا تعتمد على ما يظهر من مواقف بعض القوى العراقية وخاصة ذات النبرات القومية ، فمن حقها ان تقلق على اوضاع العراق المستقبلية بهذا الشأن ،ولكن هذه القوى التى تريد دفع الامور باتجاه التأزم والإيقاع بين الشعب العراقى ككرد وعرب والتى تعمل وفق اجندات خارجية وبعضها محلية ليست لها ذلك الثقل السياسى والعسكرى ومصدر القرار كى تتمكن من جر الجانبين الى الاقتتال والحرب ،هذه القوى تعمل وفق برنامج مخطط ومدروس ومنذ سقوط النظام على ايقاد نار الفتنة القومية تنفيذا لمصالحها ومصالح اسيادها من ناحية ومن ناحية اخرى لنفورها ولما تحمله من حقد دفين ضد الكرد وما حققوه من منجزات خلال السنوات ال18 المنصرمة .
هذه القوى تريد جر العراق الى حروب اهلية قومية كما فعلت في اشعال نار طائفية بغيضة وفشلت بسبب وعى العراقيين شيعة وسنة والان بعد ان جربوا حظهم العاثر فى التفرقة الطائفية يريدون اعادة تجربة حظهم الاسود فى اثارة النعرات القومية بين العرب والكرد وبين الكرد والتركمان ،ولكن الشعب العراقى بعربه وكرده وتركمانه اكبر من تنطلى عليهم المؤامرات الخبيثة والدنيئة لحفنة غادرة تريد ان تغدر بالعراق وتهدم العملية السياسية والنهج الديمقراطى الجديد فى العراق .
خاصة بعد اللقاءات التى جرت فى دوكان بين الحكومة الاتحادية التى تمثلت بشخص السيد رئيس الحكومة العراقية الفيدرالية نورى المالكى وقيادة اقليم كردستان العراق وبحضور السيد مام جلال رئيس الجمهورية العراقية واظهرت النتائج عن تفاهم وتقارب بين الطرفين لحل الاشكالات العالقة فى المواضيع المختلف عليها .اصابت هذه القوى بخيبة امل حيث لم تجر الرياح بما تشتهيه سفنهم فى استمرار القطيعة بين بغداد والاقليم واستغلال هذه الفرص لتعميق الخلاف وايصالها الى حد التباعد والتأزم والانقطاع ومن ثم لاسمح الله الى حدوث قلاقل امنية عربية كردية .
ولكن السياسة الامريكية كما فى سياساتها العالمية لها ابعاد واعماق وخطط استراتيجية وباشكال شتى هى تخطط من اجل الحفاظ على مصالحها اينما كانت اذا كانت تريد ان تخلق مبررات وفق اليات محددة لاثارة بعض المشاكل كى تتذرع ببقاء قواتها فى العراق بعد مدة نفاذ الموعد المحدد لها وفق جداول الانسحاب من العراق كما وردت فى الاتفاقية العراقية الامريكية لسحب القوات فهذا شأن اخر ،وحديث اخر يحتاج الى دراسات جوانب اخرى من القضايا العراقية والمتعلقة بالعلاقات العراقية والامريكية .ولو كانت امريكا حريصة جدا الى هذا الحد فكيف سمحت لنفسها بعقد اجتماعات مع جماعات تعادى النظام القائم فى العراق اى ما يسمى بالمجلس السياسي للمقاومة العراقية والتى ضمت في صفوفها قوى تعارضها وتحاربها امريكا نفسها .
ان العلاقات العربية الكردية اقوى الان مما مضى ولن تشوب هذه العلاقات شائبة بفعل محاولة البعض من القوميين المتطرفين او الشوفينيين من الاساءة الى تلك العلاقة ولن تكون هناك حرب عربية كردية بالمعنى الذى تتناوله اجهزة الاعلام ومواقف بعض القوى ،وستبقى العلاقة قوية طالما كانت هناك قوى تؤمن بروابط الاخوة والشراكة فى الوطن العراقى وتؤمن بوحدة المصير والتاريخ ،قد تتمكن بعض القوى التى تحب سفك واراقة الدماء والتواقين الى ابقاء في دوامة العنف والتخلف والحيلولة دون التحاقه بركب الحضارة ان تفتعل بعض المشاكل هنا وهناك كمحافظة الموصل او كركوك او غيرها ولكنها ستمنى بالفشل الذريع ولن يكون هناك شرخ او تصدع فى تلك العلاقات المتينة بين العرب والكرد والمتوارثة منذ اجيال قديمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد