الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موجة التفجيرات في بغداد كشفت هشاشة الوضع الأمني في العراق

أياد السماوي

2009 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


موجة التفجيرات التي نفذت في هذا اليوم الدامي والتي شملت مناطق متعددة في العاصمة العراقية بغداد ألقت بضلالها القاتمة على الوضع الأمني الهش وعلى مجمل العملية السياسية الجارية في البلد .
هذه الموجة من التفجيرات أعادت إلى الأذهان من جديد الحديث حول قدرة الحكومة العراقية بضبط الأمن بعد انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية .
فهذه الموجة من التفجيرات والتي شملت مناطق متعددة من بغداد والتي راح ضحيتها العشرات من أبناء الشعب العراقي قد أفرزت جملة من المؤشرات منها .
أولا : هذه الموجة من التفجيرات هي الأعنف منذ انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية ولحد هذه اللحظة .
ثانيا : هذه الموجة من التفجيرات وبهذا الكم أثبتت قدرة القوى المعادية للعراق وللعملية السياسية بإلحاق الأذى للعراق وللشعب العراقي في أي زمان وفي أي مكان .
ثالثا : هذه الموجة من التفجيرات أثبتت إن الأجهزة الأمنية العراقية مخترقة تماما وبشكل كبير .
رابعا : هذه الموجة من التفجيرات أثبتت أن القوى الأمنية العراقية ضعيفة وعاجزة وغير قادرة على التصدي للقتلة والمجرمين .
خامسا : هذه الموجة من التفجيرات أثبتت أن الحكومة والقوى الأمنية العراقية غير قادرة على حماية أرواح الناس وممتلكاتهم وأعراضهم , بل هي غير قادرة حتى على حماية نفسها .
سادسا : هذه الموجة من التفجيرات أثبتت وبشكل قاطع إن الأساس الذي قامت عليه العملية السياسية في البلد خاطئ ومدمر .
سابعا : هذه الموجة من التفجيرات أثبتت وبشكل قاطع هشاشة وعدم كفاءة الجهاز الأمني العراقي .
ثامنا : هذه الموجة من التفجيرات أثبتت أن الجهد ألاستخباراتي في العراق معدوم ويكاد لا يذكر
تاسعا : هذه الموجة من التفجيرات أثبتت أن غياب الوعي الوطني وتفشي الفساد الإداري في جميع مؤسسات الدولة العراقية قد حول هذه المؤسسات إلى مافيات تابعة إلى الأحزاب والقوى السياسية الحاكمة .
عاشرا : هذه الموجة من التفجيرات أنهت ثقة المواطن بهذه الحكومة وبأجهزتها الأمنية التابعة لها .
ورب سائل يسأل أين هي الحكومة وأين هي الأجهزة الأمنية وأين هي الأجهزة الاستخبارية ؟ وكيف استطاعت هذه المجاميع المجرمة تحقيق هذا الاختراق الأمني الخطير والمدمر ؟
وكيف تم نقل هذا الكم الهائل من المتفجرات إلى داخل العاصمة العراقية بغداد ؟
ورب سائل يسأل أيضا هل أن الأجهزة الأمنية متواطئة مع هؤلاء القتلة أم أن الإهمال وحده هو السبب في حدوث هذا الاختراق الأمني المدمر ؟
ومهما كان السبب في حدوث هذا الاختراق الأمني المدمر ماذا ستقول الحكومة للشعب العراقي بعد هذه المأساة المروعة ؟ وهل ستتحمل بشجاعة مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية وتعلن استقالتها ؟ وهل هنالك ضرورة لاستمرار مثل هذه الحكومة العاجزة عن حماية أرواح الناس ؟
أخيرا ماذا سيقول السادة وزراء الداخلية والدفاع للشعب العراقي ؟ وهل هم مؤهلين للمناصب التي هم فيها ؟ والله لو كنت مكانكم لقدمت استقالتي حفاظا على قطرة الحياء .
في الختام في هذا اليوم الدامي والمروع أتوجه إلى ألله سبحانه وتعالى أن يتغمد الشهداء برحمته الواسعة والجرحى بالشفاء العاجل , وأن يمكن شعبنا المظلوم من التصدي للقتلة والفاسدين وأن يمكن شعبنا من تجاوز هذه المحنة .
أياد السماوي / الدنمارك
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة