الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفجيرات الأربعاء الأسود ..من يقف وراءها ؟

ضياء الاسدي

2009 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


تصاريح رنّانة ، خطب محرضّة على العنف ، التفافات طائفية يندى لها الضمير ، مسميات فجائعية لم تألفها القواميس ، مفخخات تحتطب الأخضر واليابس لاتقلّ فعلا عن مفخخات التصعيد الكلامي ، سياسيون يرتدون ابهى حللهم للظهور كنجوم وطنيين على شاشات الفضائيات كلّ يدعي وصلا بالوطن والناس ، هذا هو المشهد السائد في راهن الايام وربما في قوابلها بين ظهراني أهل السياسة والحلّ والعقد ، بينما تجد المواطن ينتظر في طابور طويل من الصبر والرجاء والإحتمالات الضئيلة بين أن ينكشف له الخيط الوطني الأبيض من الاسود !
صناديق الإقتراع لم تعد فارغة ، فقد حشرت من الآن بجثث الموتى المغطاة بالحبر البنفسجي ، ليتربع على عرشها الفائزون ، ثم تقرع اجراس الفوز الكاسح وتدار اقداح نخب النصر المثخن بدماء البررة ، آه ، ماأشقانا نحن المتفائلين في رؤية سحنة الحياة على وطننا المستباح ، مااتعسنا حين نكفكف الدمّ من فوق شفاه إحبتنا لنقبلّ الموت بصبر ماعاد أن يحتمل .
نحن أناس طيبون ، أعتدنا التورّط في حب الوطن المفجوع ، تفزعنا التهاب الأعمال الارهابية المتزامنة مع تصاعد التجاذبات السياسية المسعورة بين الكتل الطائفية المتشكلة لهدم وتفرقة ابناء الجلدة الواحدة ، ولايخفى علينا ايضا إنتظار سماع دوّي الانفجارات المتلاحقة بين التصعيد والآخر مع عدم الإكتراث المطلق بكمية الدم المهدور من ابدان الناس البسطاء الذين هالهم مايحصل ومايدور في البلاد بين العباد الطامحين الى حكم اللانهاية والإستحواذ على مقدرات الوطن .
الكلّ يريد أن يفشل الآخر ، أن يظهر وهنه وسوء عاقبته دون أن يرعوي لثمن ذلك ، دون أن يبصر وطن استوطنته السعادين ، وينحر أنى حين على مذابح الديقراطية المزعومة التي شبعنا من عطاياها تقتيلا وتسويف ، الشعب أذكى من كلّ ألاعيب المتسيسين وهو الاجدى في التقاط أناسه الشرفاء ليتبوأو سدّة الحكم ، لكن من يمنحهم حرية الاختيار وحصافة الرأي في اوساط تمور بالتطرف الديني وفتاوى التكفير وسياط النار وسلطة المقدّس التي تتوارى خلفها الوجوه الصفراء .
أبشّر القتله أن أصابعنا الآن تشير اليهم وهم يقطعون جثثنا أربا أربا ، وعيوننا حفظت قسمات وجوههم الكالحة وهي تمضي بنا الى التهلكة والجحيم ، مثل مااعرّيهم أمام مجرات الكون أنهم مجرد لصوص وقتلة وقتيون ليس الاّ ، وستلفظهم حتى نفوسهم في قوادم الايام ، وهي قريبة قريبة بلا ريب ...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم .. الجميع يفهم المعادلة
علي السعيد ( 2009 / 8 / 19 - 20:29 )
بدأت اتصفح ماخطته لنا عقول مثقفينا اليوم على صفحات الحوار المتمدن ودون ان أدري افتتحت قرائتي بمقالك .اليوم اعصابي متوترة جدا ..وأبحث عن خيط يقودني الى اكبر جريمة تفجيرات في الحبيبة بغداد .لكنني أفهم الجاني ليس بالدليل الملموس انما بدليل العقل وقراءة الوضع بما تخزن في ضمائرنا من مآسي وجرائم تدمي نفوس الناس . شكرا لك سيدي فقد تلمست الوجع كما تلمسه الجميع .. الجميع بدون استثناء .وهم احرارا طلقاء لكنهم سجناء الغد .في هذه اللحظة بالذات صرح المالكي بان الفاعلين سبق وان انذروا وأعلنوا .!!


2 - من هم الابرياء ؟؟
جعفر الطائي ( 2009 / 8 / 20 - 12:21 )
في البدء انا مفجوع من العراق وعلى العراق قبل المجزره الاخيره --- ولكن يا استاذي ضياء هذه افرازات الخيار الخاطئ بمنح الصوت العراقي في صناديق الاقتراع ---ابسط قواعد السياسه = لماذا تكون النتائج خاطئه لان البدايات خاطئه =هذا ما زرعه العراقين بمنحهم الصوت لنكرات سياسيه ---وسوف تكبر هذه النكرات على حساب هذه الدماء التي ترحب بان تكون قرابين للقادم


3 - التفجيرات بالونات أختباروضغط
أحمد السعد ( 2009 / 8 / 20 - 13:59 )
الحقيقه أن تصعيد حملة التفجيرات جاءت بعد سلسلة من الأحداث يمكن أجمالها بما يلى:
1) تفكك الأئتلاف الشيعى وخروج المالكى الذى بدأ يطرح نفسه كرجل دولة خارج حسابات الطائفيه والتى أتت به الى السلطه.
2) زيارة المالكى الى سوريا وتعهد الأدارة السوريه ببذل جهد أكبر لتأمين وضع أمنى عراقى افضل وربما قد جرت أتفاقيات لم يعلم عنها سال لها لعاب النظام السورى مقابل تقديم شىء ما يدعم موقف الحكومة العراقيه أمنيا .
3) قضية سرقة مصرف الزويه وتداعياته وخلق حالة يمكن من خلالها تصفية الحساب مع وزير الداخليه بسبب تصريحاته حول ضلوع قوى متنفذه فى الحادث
4) احراج جكومة المالكى وتعريضها للمزيد من الأسئله حول رخاوة الوضع الأمنى وضعف الأجراءات الأحترازيه والتى ادت الى ذلك الخرق الفاضح فى الجدار الأمنى للعاصمه.
هذه بعض العناصر التى يمكن حسابها عند معاينة المشهد الأمنى للعراق خلال الأيام الماضيه ز مع تقديرى


4 - أّ ياعراق أه .....!؟
سرسبيندار السندي ( 2009 / 8 / 20 - 18:11 )
أه ياعراق كيف تكالب عليك الكل وتركتك السماء ، وصرت مرتعا لكل حاقد وذي شر والحقراء ، هذا قدرك أن يبقى الظلام فيك إلى الابد منذ أن غزوك باسم الدين الظلاميين والجهلاء ، فبمن نثق حتى تنهض من جديد إلى العلياء ، فواقع الحال يقول لاأحد غيرك نستصرخ يارب لقد طفح الكيل وإنتهت المروءة وحتي الاخاء ، لقد جار الكل عليك ياوطني ألابناء قبل الاعداء ، فهل أكثر من هذا ألما ونحن في شرع دينهم كفار وغرباء ، فإفتح اللهم طاقات جهنم كلها عليهم فإما أن يستفقيقو وإما إلا بئس المصير والزوال والفناء ، لان مايجري في وطني شيئ لايقره شرع ولا دين من عندك ، بل دين شيطاطين به إبتلينا والعالم أشد أبتلاء ، رحمك الله ياعرق كيف كنت ذات يوم ، وكيف الان صرت أكبر سجن ومقبرة للمساكين والشهداء ،

اخر الافلام

.. هل نجح الرهان الإسرائيلي في ترسيخ الانقسام الفلسطيني بتسهيل


.. التصعيد مستمر.. حزب الله يعلن إطلاق -عشرات- الصواريخ على موا




.. تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام


.. حراك الطلاب.. قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه أميركا بسبب إسرائ




.. لماذا يسعى أردوغان لتغيير الدستور؟ وهل تسمح له المعارضة؟