الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون في الداخل/ يستغيثون لتدخل العالم: scandl الأربعاء الدامي

رياض الأسدي

2009 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


في الوقت الذي تحترق فيه بغداد يوم الأربعاء.. فتهرق فيها الدماء بغزارة، وتزهق في سمائها الأرواح البريئة حتى صحّ عن وصف هذا اليوم ب( الأربعاء الدامي أو الأربعاء الأسود) كانت أجهزة الأمن السعودية تعلن عن إلقاء القبض على أكثر من أربعين إرهابيا فيهم حملة للشهادات العليا - ما شاء الله!- من خبراء الموت المجاني ألشوارعي والتفجير العبثي حيث صادرت أجهزة الأمن مجاميع من الأسلحة والمواد شديدة الانفجار: هكذا تجهض أجهزة الأمن السعودية القوية والفاعلة والمتماسكة مخططات الإرهاب. ومن هنا لا بدّ من تعلم الدروس بأن (سحق) القوى الإرهابية على اختلاف منطلقاتها الفكرية والسياسية والجنونية لن يأتي إلا من إجهاض محاولاتها قبل التنفيذ.. وهذا يعني ضرورة أن يكون لدينا جهاز مخابرات وأمن وطنيين (بعيدا عن مظلات الاميركان) المهنيين جدا! ولا يُبنيان أبدا على التكتلات السياسية والمحاصات الطائفية والعرقية. فضلا عن ضرورة توحيد أجهزة الأمن في العراق ووضعها تحت قيادة واحدة كي يتم تلافي الخروق مهما كان نوعها.
أما نحن في عراق الأربعاء الدامي وبعد سنتين من الهدؤ النسبي يطل الإرهاب برأسه السخامي من جديد ليُقدّم المسؤولون السياسيون والامنيون أما تساؤلات الشعب التي لا ترحم (بعد أن أنفق من ميزانية الدولة ما يكفي على أجهزة كشف العبوات والسيارات المفخخة والكاميرات والكلاب البوليسية الكاشفة للمتفجرات، ورواتب مجزية للقوى الأمنية ودورات في خارج العراق ومدربين اميركان (Scandal Scandal)! ومن حلف الناتو وحلف الهاتو!(*)) هل يمكننا أن نتخيل سيارة شاحنة تحمل نصف طن من المتفجرات وهي تتجول بحرية في شوارع بغداد؟؟؟؟ ثم تنفجر بالقرب من وزارة الخارجية وأخرى بالقرب من وزارة المالية؟؟ أليس هذا (الخرق الأمني) دليلا مضافا على فشل خطة فرض القانون التي استهلكت معظم المساحة الإعلانية العريضة والبليدة للإعلام (الحكومي)؟ (Scandal Scandal)! ولماذا الكسل والتراخي والغفلة للقوى الأمنية؟؟ ومتى كانت الأجهزة الأمنية في العالم تشبه الأجهزة الأخرى في الدولة حتى تصاب بالتراخي والغفلة والنعاس والوسن؟؟ أليس الوضع محيرا لأي مراقب (سياحي) في العراق؟؟ أم الجواب يكمن في: إن(الخرق الأمني) الحالي يعكس خروقا دائمة لأجهزة أسست على المحاصّة الطائفية والمخاصصة السياسية ليس إلا.. وهي انعكاس للصراعات الحزبية بين الأفرقاء السياسيين من حلفاء الأمس؛إنها (فضيحة عامة) كشفت عورات الجميع من العاملين بما يعرف بالعملية السياحية! (عذرا لهذا الخطأ ألطباعي) بكل التفسيرات الممكنة. وكان يتوجب على السيد المالكي أن لا يجتمع بحكومته اجتماعا طارئا فقط لبحث أهوال (الهزيمة الأمنية) النكراء الحالية التي لا تشبه - مع الفارق- إلا هزيمة الرئيس السابق صدام حسين من القصر الجمهوري يوم 4/9/2003 وأن لا يستقيل - كما يحلو للبعض أن يكتب- لأن (الاستقالة) الآن تؤكد الهزيمة رسميا في هذا الظرف بالذات - رغم أنها أقل ما يفعل بالنسبة لدولة طبيعية- فسوف تجعل الوضع الأمني أكثر خطورة: نحن لسنا في دولة قوية الأركان ثابتة البنيان ولديها مؤسسات يمكن أن تسير الأوضاع فيها بصورة طبيعية حتى انتخاب حكومة وبرلمان جديدين.. إنها أقل من (شبه دولة) في المعيار العلمي للدول الحديثة. وربما بعض أولئك السادة ممن يطالبون باستقالة الحكومة يريدون للعراق أن يغرق ببحر من الدماء جديد لا احد يعرف نهاية له ودون أن يدركوا مخاطر
ذلك؛ لكن على المالكي في الوقت نفسه إن كان يريد أن يسير بشوطه المعلن إلى النهاية في تكوين دولة القانون ليقم بفتح ال(80) ملفا لديه ضد الكتل السياسية والشخصيات المؤثرة في البلاد والمليئة (بالبلاوي السود) التي أعلن عنها، ومن ضمنها ملف سرقة مصرف الزوية الخطير، وأن يبدأ بالهجوم المضاد على القوى والجماعات (العصابات المسرطنة) التي لا تزال تعبث بالقانون ومقدرات العراقيين وأمنهم. فالدفاع ضمن الموقع والتقليل من أهمية يوم الأربعاء الحزين في هذه المرحلة بالنسبة للمالكي سيأكل من جرف الأمن – المنجز الوحيد لحكومته- إن لم يأتِ عليه كله فيما بعد؛ وعندئذ لن يجد المالكي ما يقنع به العراقيين لولاية جديدة مهما كانت التبريرات اللفظية. عليك يا جواد المالكي ان تعود إلى أسمك الحركي القديم الآن! وأن يقطع أعضاء البرلمان (الربربان) المدللين في كل رزية أجازاتهم الصيفية من اجل اللحاق بتداعيات الأوضاع في العراق. هل يفعلون؟؟
ـــــــــــ
(*) لا يوجد هكذا حلف في السياسة الدولية طبعا. لكنه موجود فعلا داخل العراق فقط وعلى خارطته السياسية الداخلية فقط ؛ وهو يتكون من عدد من الأجهزة الخفية التي تصيب بعمى الألوان لمن يكتشفها مصادفة والتي لا ترى بالعين المجردة ولا حتى بالميكروسكوبات الإلكترونية. اكتشفها مؤخرا المسبار المعروف (هابل) وعندما اتصل مواطن مسكين بالرقم (130) الذي لا صلة قربى له ب(911) أبدا ليخبر عن هذه المعلومات الخطيرة، قيل لي بتعنيف ظاهر: يا (هبل!) الذي كذب عليك بهذه المعلومات المزيفة؟! وهاتوا: أي أعطوا (المقسوم) في كل عملية سياسية صغيرة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرشحون لخلافة نصرالله | الأخبار


.. -مقتل حسن نصر الله لن يوقف مشروع الحزب وسيستمرفي المواجهة -




.. الشارع الإيراني يعيش صدمة اغتيال حسن نصر الله


.. لبنان: مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلي




.. المنطقة لن تذهب إلى تصعيد شامل بعد مقتل حسن نصر الله