الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الالعاب الاولمبية ولغة المشاعر والاحاسيس

ايفان علي عثمان
شاعر وكاتب وصحفي مستقل

(Evan Ali Othman)

2004 / 5 / 16
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


( الالعاب الاولمبية ) مصطلح لطالما بحثت له عن تعريف
يمكنني من خلاله الدخول الى هذا العالم الذي يحكمه ثلاثة
ملوك هم ( الاقوى – الاعلى – الاسرع ) بحثت كثيرا دخلت
في متاهات هذه المملكة ولكنني لم اصل الى التعريف
المناسب فتارة كنت اعرفها الالعاب التي تدعو الى السلام
والوئام بين شعوب الارض وتارة كنت اعرفها العاب الحرية
لان رياضيو العالم كلهم احرار وتارة كنت اعرفها العاب
عيد الفالانتاين ( عيد الحب ) كنت ارى كل من يركض ويقفز
ويتفنن انه يراقص حبيبته وتارة كنت اعرفها سيمفونية
الابطال ........الخ ولكن في نهاية المطاف تذكرت حفل
افتتاح الالعاب الاولمبية التي استضافتها سيدني في
استراليا عام 2000 فالالعاب الرياضية مزيج من الالوان
الدافئة والباردة وايضا مزيج من مجموعة هائلة من
المركبات الانسانية النبيلة فلكل لعبة طريقة ولكل طريقة
اسلوب ولكل اسلوب فن ولكل فن اغنية ولكل اغنية لحن ولكل
لحن مايسترو ولكل مايسترو موسيقى خاصة هذه هي الالعاب
الرياضية فكرة القدم تختلف عن كرة اليد والكاراتيه تختلف
عن الملاكمة وكرة السلة تختلف عن السباحة والمصارعة
تختلف عن الكرة الطائرة 00000الخ ولكن اذا ما جمعنا كل
هذه الالعاب الرياضية وغيرها ووضعناها في معادلة ووضعنا
هذه المعادلة على قطعة من القماش الابيض بدون المساس
بجوهرها بالألوان المائية او الزيتية سنصل الى ما كنا
نبحث عنه وهي ان الالعاب الرياضية انشودة تدعو الى الحب
والسلام والوئام وحفل افتتاح الالعاب الاولمبية في سيدني
2000 هي احدى الاحداث الرياضية العالمية التي وجهت دعوة
صريحة وواضحة ومباشرة الى كل شعوب الارض لاشاعة الود
والمحبة والسلام هذا من جانب وهنالك جانب اخر ينبغي
تسليط الضوء عليه وهو ان حفل افتتاح الالعاب الاولمبية
في سيدني 2000 وجهت نداء الى كل انسان في العالم وهو
نداء المشاعر والاحاسيس المدفونة في داخلنا فنحن بحاجة
الى ان نرتاح من همومنا التي لا تنتهي ومن احزاننا التي
لا تفارق قلوبنا ومن الحروب والكوارث نحن بحاجة الى
لحظات من الفرح والسرور والغبطة مثل تلك اللحظة عندما
دخل الوفد الرياضي الكوري الى ملعب سيدني لحظة لا بد ان
يكتب عنها التاريخ ولا بد ان نتذكرها دائما وهي انضمام
كوريا الشمالية الى كوريا الجنوبية مع بعض تحت لواء واحد
وهذا ما هو الا دليل ان الرياضة تفوقت على السياسة فما
ذا حصل عند دخول الوفد الكوري للملعب عاصفة من التصفيق
من قبل الاف الجماهير المحتشدة في مدرجات ملعب سيدني
تحية لهذا الانجاز التاريخي الرياضي فالمشهد كان رائعا
حينما رايت رياضي كوري شمالي يعانق رياضي كوري جنوبي
وايضا لحظة دخول الوفد الرياضي الفرنسي فالفرنسيون دخلوا
ملعب سيدني وهم يرقصون ويغنون امام ملايين البشر الذين
يتابعون احداث حفل الافتتاح ويوجهون نداءا الى شعوب
الارض ويصرخون نحن لم نأتي الى سيدني لنعود الى فرنسا
محملين بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية نحن
قادمون لاننا عشاق لكائن اسمه الانسان نحن قادمون لاشاعة
الحب والوئام والصداقة بيننا وبين شعوب الارض
وايضا لحظة دخول الوفد العراقي اللى ملعب سيدني لحظة
بقدر ما كانت مؤلمة وقاسية على كل رياضي ومواطن عراقي
عاش مرارة الظلم والاضطهاد فأنها كانت لحظة لن تنسى وانت
ترى العلم العراقي العظيم وهو يرفرف في سماء سيدني نعم
ها هو الرياضي العراقي كما عرفناه دائما صامد مكافح شرس
تملأه الكرامة والعزة والفخر ويصرخ نعم انا ابن وادي
الرافدين انا ابن العراق وكذلك لحظة دخول الوفد الهولندي
ملعب سيدني لحظة لن انساه ابدا لانني اعشق الهولنديين
انهم بحق رياضيون نبلاء فالرياضي الهولندي عندما يخسر
ترى البسمة مرسومة على شفاهه وعندما يفوز ترى البسمة في
عينيه فالهولنديون لا يهتمون بالفوز او الخسارة بقدر ما
يهتمون بتقديم ما هو جميل ونبيل وانساني في مختلف
الرياضات وايضا لحظة دخول الوفد الفلسطيني وهاهم
الفلسطينيون شعب الحجارة والثورة ترى الفتى الفلسطيني
يدافع عن ارضه بالحجارة وترى المراة الفلسطينية تبني
وتربي اطفالها وفي نفس الوقت تراها في مواجهة الجندي
الاسرائيلي وفي نفس الوقت ايضا ترى الرياضي الفلسطيني
يدخل ملعب سيدني وهو يلوح بيديه بعلامة النصر
وهناك العديد والعديد من الوفود الرياضية التي حضرت الى
ملعب سيدني واثبتت وجودها حتى وان شاركت في الاولمبياد
مشاركة رمزية ولكن المهم هو ان اولمبياد سيدني استطاعت
ان تجمع الانسان باخيه الانسان استطاعت ان تصنع لغة
تخاطب شعوب الارض وهي لغة المشاعر والاحاسيس بالفعل
استطاعت سيدني 2000 ان تهز مشاعرنا من الاعماق واستطاعت
ان تبرهن للعالم اجمع بان الرياضة ولغة المشاعر
والاحاسيس هما تؤامان لا ينفصلان عن بعض فلا توجد هنالك
رياضة بلا حب وعشق وغرام ولا توجد هنالك رياضة بلا مشاعر
واحاسيس 0

ايفان علي عثمان
شاعر وكاتب من العراق
------------------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: انقسام الجمهوريون وأمل تبعثه الجبهة الشعبية الجديدة


.. هل تتجه فرنسا نحو المجهول بعد قرار ماكرون حل البرلمان وإجراء




.. حزب الله.. كيف أصبح العدو الأكثر شراسة لإسرائيل منذ عام 1973


.. ترامب ينتقد زيلينسكي ويصفه -بأفضل رجل مبيعات-| #أميركا_اليوم




.. تصادم قطارين في الهند يودي بالعشرات