الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل هيئة شعبية عراقية لجمع المعلومات عن المفقودين الكويتيين

باسم محمد حبيب

2009 / 8 / 22
حقوق الانسان


من السلبيات التي يمارسها السياسيون في منطقتنا بل ويصرون عليها غالبا ، محاولاتهم المستمرة الربط بين القضايا الإنسانية والقضايا السياسية ، من اجل الحصول على مكاسب معينة تزيد من غلتهم السياسية ، فسياسيونا لم يتعلموا بعد التفريق بين الأساسي والثانوي في ما يواجههم من قضايا ، فيضعون في الغالب الجانب الإنساني على قدم المساواة مع الجانب السياسي ، وهو ما يعد متاجرة كبيرة ومؤسفة بالمعاناة الإنسانية ، دأبت معظم دول العالم الأخرى على تجنبها والابتعاد عنها قدر الإمكان ، بحيث يتم غالبا تجنب أي ربط مجحف للعامل الإنساني مع جملة العوامل الأخرى يؤدي إلى التناقض مع المبدأ الإنساني العام ، لان الأساس عندهم هو ذلك العامل الذي يمثل تاج الحضارة البشرية ومصدر إلهامها ، العامل الذي سكبت البشرية من اجله أطنانا من الدماء وأهوالا من المعاناة ، لكن يبدوا أن منطقتنا لم تصل بعد إلى هذا الأمر ، فهي مازالت تعيش عصر المساومات السلبية والقيم الغابية التي تجاوزها العصر وغدت جزءا من ذمة التاريخ في معظم بقاع العالم ، حيث لم يعد لها وجود إلا في قلة من الدول أبرزها بالتأكيد دول منطقتنا الغارقة حتى أذنيها بالمساوئ والإشكالات المعقدة ، والتي لم تبرح بعد سكونها التاريخي وتأخرها القيمي ، وما ارتهان العامل الإنساني للأمزجة والإرادات المختلفة إلا دليلا دامغا على هذا التحجر الحضاري والإنساني الخطير ، والذي تشهد عليه كثيرا محافلنا وأروقتنا السياسية ، ولعل اقرب دليل على ذلك ما جرى من اعتماد الأسرى كورقة مساومة في المفاوضات العراقية الإيرانية عقب انتهاء حربهما الثمانينية الطويلة ، الأمر الذي تسبب في بقاء آلاف الأسرى محجوزين في أقفاص الأسر لسنين طويلة ، لم تنتهي إلا بعد جملة من التسويات السياسية المكلفة ، كان الخاسر الأكبر فيها ذلك الأسير الذي فقد حريته وعومل معاملة غير لائقة لأسباب سياسية لا أكثر .
ولذلك من الضروري بمكان ونحن نثير ملفات العلاقة بين العراق والكويت ، أن نفصل بين القضايا الإنسانية والقضايا السياسية ولا نضعهما في كفة واحدة عند مناقشة تفاصيل الحالة بين البلدين ، فلا يجوز على الإطلاق المساس بالجانب الإنساني من هذه الملفات ، أو وضعه كعنصر من عناصر المساومة في موضوع العلاقة بين العراق والكويت ، فقضية المفقودين الكويتيين هي قضية إنسانية بحتة ، من واجبنا جميعا العمل على إنهائها بشتى الوسائل المتاحة دون التقيد بسقف سياسي معين ، وان لا نكتفي في ذلك بالجهد الحكومي ، بل يجب أن نمارس جميعنا دورا مماثلا بشتى المستويات المتاحة ، بما في ذلك المستويات الشخصية و منظمات المجتمع المدني والعشائر والمؤسسات الدينية المختلفة والإعلام ، ليكون فعلنا قويا ونجاحنا أكثر احتمالا ، فنحقق ما هو منشود ونصل إلى نتيجة أكثر ايجابية تضع حدا لهذا الملف ، ولنؤسس في سبيل ذلك هيئة شعبية تطوعية من المواطنين لجمع المعلومات عن المفقودين الكويتيين ، بحيث يمكنها الانزياح إلى أماكن قد يصعب على الدولة الوصول إليها بسهولة ، ما يسمح بفك بعض الطلاسم المرتبطة بهذه القضية الشائكة ، أو نتوصل إلى نتائج تنهي هذه المأساة الإنسانية .
فجهد كهذا هو بالتأكيد مؤشر حي على طبيعة ما يجمعنا بإخواننا في الكويت وبقاع الأرض الأخرى ، انه الرباط الإنساني الذي لا يساويه أو يعدله أي رباط أخر ، لأنه مرتبط بأعماق أعماق حقيقتنا وشعورنا الإنسانيين ، فهل نستطيع أن نوفي لهذا الرباط ؟ ونمارس دورنا الإنساني دون أي غايات أخرى ؟ هذا ما سوف تجيب عنه بالتأكيد أفعالنا المرتبطة بهذا المسعى المهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح


.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف




.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق