الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وطن على صليب السياسة

عزيز الدفاعي

2009 / 8 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


(لهب خامد ...والزمان رماد
اتراه المكان يموت ...
وهذا الزمان حداد؟!!)...اودونيس
يبدو النداء الذي وجهته (كتابات) لاقلامها لرفع درجة حرارة لغة الدفاع عن المشروع الوطني على خلفية مشهد مئات الشهداء والجرحى نوعا من وضع التيزاب على يد لم تغادر ابدا ساحة المواجهة.... ثم ماجدوى مداد على ورق امام نهر من الدم المتدفق والاشلاء الممزقة والدمار المرعب الذي خلفه نيرون في اشلاء بغداد المحترقة؟! .
وماذا يعني صوت الادانة والاستنكار ... وضد من فهل عرفنا هوية السفاح ....وهل نستطيع ان نمنع المجزرة القادمة مادام الجاني حرا طليقا يتمدد فوق اريكته الوثيرة مطمأنا بحالة الرعب والهلع وجثث الضحايا المتفحمة بينما الضحايا القادمون يشاهدون نفس اللقطات ... وهم على اية حال خير خلف لخير سلف... مثل الساسة !!!!.
ولان كل المؤشرات تؤكد ان الجميع دون استثناء سينالون حصتهم من بركات مشروع ديمقراطية الطوائف وشضايا المعجم السياسي العراقي في حقبة العراق الامريكي وما افرزته من تباغض وتحارب بلا شفقة بين النخب الحاكمة وتوابعها والارادات الخفية القادمة من الخارج عبر تنفيذ سيناريوهات اجهزة المخابرات الاجنبية وتحريكها لمئات الخلايا السرطانية التي تصحو وتخمل حسب الوصف ....سيخطئ اذن كل من يظن ان السلام سيخيم على بغداد وغيرها من المدن في غضون اشهر او ربما بضع سنوات قادمة.
والاسئلة التي يتوجب طرحها بعد كنس الشظايا والاشلاء وحطام السيارات يتوجه بها جيل بل شعب مقهور برمته صهرته المنعطفات وحملات التصفية والذبح اليومي والتشرذم والضياع والصراعات السلطوية دون ان يحتمي بسد من قدرة الدولة في مواجهة الطوفان القادم من دول الطوق وتصاحبه اجيال من التهميش الشعبي لقوى لاتجد حتى فرصة مشروعة للوصول الى منبر السلطة رغم انها كانت ضحية الداخل وكبش فدائه الازلي.
والادانة المنفعلة والمتسرعة تطيح بكل اطراف المشروع السياسي واصنامه لان لعبة الالهة اظهرت ان شكلها القومي والطائفي بكل مرجعياته دون استثناء لاتمتلك الحد الادنى من الشجاعة ان لم نقل الشرف والناموس والمسؤلية لتعلن فشلها الذريع بعد ست سنوات من الخديعة والاغتسال من الدنس بمستنقع السلطة والمال الحرام والجريمة السياسية ....وعلى هؤلاء الذين يتحملون المسؤلية امام الله والشعب البوح بالحقيقة وطلب الصفح من اسر هؤلاء الضحايا او تسليم مفاتيح العراق للامم المتحدة ليقوم بحماية هذا الشعب الاعزل المعرض يوميا لطقوس الابادة .
ماكان بالامس مجرد همس وعتب يتحول الان الى سيل وطني من التساؤلات والاتهامات لها امتدادات في كل المفاصل الوطنية وحتى في دول الديسابورا العراقية لان التهافت المسعور من اجل اقتسام السلطة والاصرار عليها لاربع سنوات قادمة على حساب ارواح الشعب ودمه وامنه ووحدة خارطته تجاوز الزبى بعد ان كان قد وصله فقط في صالونات التحالفات وصفقات بيع العرض الوطني وصكوكه ودق الكراسي بمؤخرات النخب او لصقها باكثر من حيلة او تقنية بارعة... بفتوى او بدونها .
فالملايين التي ظنت بالامس ان رحيل الدكتاتور قد لقحها ضد انفلاونزا الغواية السياسية والركوع تحت اقدام البطريارك او فداء الابن والدم والروح للقائد المستبد ...وتوهمت انها خرجت الى فضاء الحرية ومزقت شرانق الخوف وداست باقدامها على صور الخالدين وتناست حفلات المبايعة الاجبارية التي استرقت جباهها وصادرت حقوق الاخرين ومصائرهم ...تعيد اليوم حساباتها بالم وخجل بعد ان فشلت السلطة وماحولها ومن خلفها في مجرد الحفاظ على حياة رعاياها الابرياء ....ولكن من يستقيل او يعترف بالخطأ من هؤلاء المبشرين بالجنة السلطوية ؟
الصمت لم يعد ممكنا والاصوات القليلة التي تظاهرت في شارع المتنبي قبل ايام من المجزرة كانت تدق جرس الانذار من طوفان دموي قادم كان يمكن ان يخلق استحقاقا امنيا وسياسيا امام تلك التخرصات التي اعتبرت التحريض غير المباشر على مجرد التساؤل او مقال عتاب جريمة لاتغتفر قد تفتح الباب اما امام تصفيات جسدية او مراجعات لحسابات سياسية واخلاقية قد تنهي صلاحيات قيم ومفاهيم ومقدسات تمددت او انتهت صلاحيتها فيما يحاول كل طرف داخل اللعبة او خارجها تمديد فترة البقاء وسحق اجيال وفرص جديدة وازمنة اخرى ومشاريع نهضوية حتى لو استدعى الامر تمزيق الائتلاف والتوافق .
فيما يبقى الحلم الكردستاني وبدعم خارجي وتفاهم براغماتي بين الرأسين الكبيرين الاكثر قدرة على التسامي والبقاء لانه استطاع وبحنكة ان يفك شفرة جميع حواسيب الاباطرة ورؤساء الكتل العربية المتصارعة التي لم تكن دقيقة . وتوهم من يركنون لحساب السلطة فقط على حساب المشروع الوطني ان المستقبل ماهو الا نسخة مكررة من الماضي او على اقل تقدير حاضر مدجن وانه لن يكون افضل من تأجيل حسم القضايا المصيرية وبيع حقول النفط بالمزايدة والتوسل امام الاناضول لفتح ثغرة في سدود الفرات وطأطأة الرأس امام ايران التي فعلت كل شي حتى تحويل مجاري الانهار التي تصب في شط العرب .
ثم ماهو الذي كنا ننتظره امام بانوراما وطروحات تستجيب لنوايا طبقة النبلاء الحاكمة ومصالحهم بالدرجة الاولى فيما يمطر الموت تباعا على جغرافيا ديمقراطية موسمية او مستولدة بالانابيب لاستنسال قرارات ومواقف للايغال في توريط شعب لاحول له ولا قوة.
واذا صح سيناريو وصول السيارات المفخخة الى اهدافها بواسطة جهة متنفذة فان الاشهر القادمة ستشهد مجزرة من التصفيات الدموية والتطاحن وارتفاع قيمة اسهم الاقلام البارعة والقتلة المأجورين معا التي ستوزع الاتهامات وترفع المصاحف والدولارات وتفتح اغطية التوابيت باسقاط هذا الطرف السياسي لحساب اخر.
وماحدث بشأن الترويج لاتهام المجلس الاعلى بكل ماحدث مؤخرا لصالح شركاء الامس لايختلف كثيرا عن اتهام (العبادي والعسكري) للسعودية وغيرها لاسماعنا قسرا نفس الايقاع المعهود بدون تقديم اي دليل ملموس ودامغ للادانة كمحاولة فاشلة لاستمرار تصوير الظواهر وتحليلها باسباب خارجية لمواصلة المشهد الضبابي وابقاء الشعب داخل اسطبلات الترويض التي لم يخرج منها منذ عقود طويلة .
والغريب ان كثيرا ممن هم داخل السلطة الحاكمة لم يتعلموا من درس الصقور والحمائم واستخدام اوراق الضغط في اللعبة السياسية بينما يبدو دور الدبلوماسية العراقية في مثل هذه المعتركات شبه غائب عن المشهد .
والتأريخ وماشهده العراق وغيره من الشعوب المقهورة المستباحة يعلمنا بانه ما من حدث داخلي بدون بصمات خارجية , وما من حدث خارجي يقع بالمصادفة ولايكون ورائه او بعده هزات ارتدادية منذ سقوط بابل وروما وبرلين وصولا الى انفجارات منهاتن... فالثورات والمؤامرات والتلاقح التأريخي لعب دورا كبيرا في كل الاحداث وعدواها كانت اشد تاثيرا من كل الاعاصير والاوبئة .
لو اردنا الدخول الى القضية مباشرة من بواباتها التي تركز على حدثين اساسيين وهما استعجال سحب القوات الامريكية من المدن لكسب الرأي العام وتلميع البطل, والثاني تبادل عرائض الاتهام بين الاخوة الاعداء المتصارعين على كراسي انتخابات كانون الثاني التي يحاول البعض غرسها وترويجها كحقيقة واقعة في ذهنية شعبية خائفة وقلقة ومترددة بعد شحنة امل محبطة تلزمنا ان نعيد قراءة مسلسل الاحداث الاخيرة بعيون ثاقبة تبحث عن الاجابة خارج البيانات الرسمية الممهورة بتواقيع القادة الكبار الذين بات اصرارهم على الاحتفاض بالموقع دليلا قاطعا على ما حذرنا منه من الشهوة التي امتلكها الزعيم والقائد الاوحد في الماضي والتي استيقضت ثانية كتنين باكثر من رأس ...وان التأريخ العراقي ماهو في حقيقته الا نسخ متكرره من الاوليغارشية منذ سرجون الاكدي وحتى الابد...ومابعد الابد!!!
صحيح ان ماتغير هو اللون والشكل والكتابة الرسمية بلغتين وان العرب هم فقط جزء من امتهم في ظل سخاء في القدرة على الصراخ امام عصي الجلد اليومي لاطنان من المشاكل التي تمتد من دولة تراهن على العشائر بدل العشيرة الواحدة ومصفوفة مئوية من الاحزاب الحالمة بالسلطة بدل الحزب الواحد, وان الدبابة لم تعد السبيل للوصول الى القصر الجمهوري .ولكن اصطفافا جديدا من قوى قومية شوفينية وطائفية مشبعة بالحقد والاقصاء ومافيا من اللصوص الشرهين شكلت سورا كبيرا وعاليا يقف بوجه الطموحات المشروعة لملايين من البسطاء والمثقفين والنخب اللبرالية اصحاب المشروع الحقيقي وتخندقت ضدهم بشراسة وقهرت تطلعاتهم في الشراكة السياسية العادلة التي يصر اباطرة الائتلاف والتوافق والتحالف على تحويلها الى هشيم في الانتخابات القادمة وسحقها ببلدوزر المال الانتخابي وملفات التهديد والابتزاز .
ماحدث بالامس هو رسالة ودليل على شراسة مشهد المواجهة بين فسطاطين لن يكون الحوار بينهما على مائدة الحوار الشفاف او استلهام طريقة (اخوان الصفا) ولن يكون سلميا ابدا .
المشهد العراقي بعد انسحاب القوات الامريكية من المدن الذي تسرع النظام في تحويله الى عرس للسيادة الوطنية وهو الغير قادر على دخول قرى وقصبات في نينوى وكركوك وديالى وصلاح الدين واوحى للشعب بان الحرب على الارهاب اوشكت على النهاية.. وان حمامات السلام تنوي ان تحط مابين الكرخ والرصافة ... وان بيان النصر يجري اعداده على يد المستشارين الذين حزم البعض منهم حقائبه لتولي احدى السفارات بدلا من المراهنة على لعبة غير موثوقة العواقب جعل الكثيرين يعيشون تحت تأثير افيون سياسي انتزعهم من واقع مضطرب ومدلهم تماما .
فعمليات الذبح والتفجير والاغتيالات التي لم تعد اي جهة معروفة كالقاعدة والبعثيين تعلن مسؤليتها عنها سهلت للاطراف المتصارعة توجيه الاتهامات المتبادلة وتحويل اللعبة التي يحضى فيها جنرال الاحتلال بالبطولة المطلقة الى صراع خفي يجري وراء الكواليس بين مافيات سياسية .
ان رفض بعض الاطراف في الحكومة النظر في عريضة البعثيين وباقي فصائل التمرد التي حملها الامريكيون من انقرة الى بغداد يطرح علامات استفهام خطيرة حول هوية الجهة او الجهات التي تقف وراء هذه الاحداث الدامية .
فمنذ اكثر من شهرين فتح كيس الاحاجي لا لتخرج منه القوانين التي تواجه الفساد وتكرس ركائز المشروع الوطني والمصالحة الوطنية وانما لتخرج منه الثعابين في كل اتجاه ليفاجئ (العربيد) بغداد في اهم رموز سيادتها وفي عقر قوتها في تزامن محير مع عودة المالكي من زيارته لدمشق التي اثارت الكثير من التساؤلات والجدل حول طبيعة الدبلوماسية العراقية المنزوعة الاسنان والمخالب في تعاطيها مع اطراف كان لها دور اساسي في الكارثة مما منح الكثيرين فرصة لالتقاط نقاط ضعف جديدة في التعامل الحكومي مع ملفات الارهاب ودول الجوار والديون والوصاية بينما تتعامل دول المعصم مع بغداد بابتزاز واضح وتصريحات ذات فحوى زئبقية .
العنف الدموي دون بيان بصمة الفاعل ما ان يستقر قليلا حتى ينفجر ويضرب في اماكن اخرى غير متوقعة وهي استراتيجية جديدة وخطيرة لتحقيق هدف الالتباس والتمزق السياسي لانه لم تعد هناك مبررات سياسية او حتى اخلاقية لاستمرار العنف او اختبار حقيقة النوايا والضمائر بين متصارعي الامس . فما من طرف سياسي او كائن بشري لايدينها لان هدفها هم من الضحايا المدنيين الذين لاذنب لهم ولانها تقتنص ضحاياها تارة على اساس الطائفة واخرى بشكل عشوائي ولان العنف هنا غير قادر على توليد عنف مضاد.. فما الهدف ؟
لقد اختلط حابل كل شيل بنابل كل شيء اخر... ولهذا يحتاج المرء الى قدر كبير من الحكمة في فك خطوط المتاهة او حتى الاستنتاج الخطر الذي قد يكون بمثابة الطعم الذي يستدرج شهية الفريسة ويوقع الكثيرين في الغواية والخطيئة بوعي او بدون وعي .
ان مشاهد هذه المجزرة المرعبة التي مثلت احجارا في متوالية مسبحة الموت التي لن تنتهي تظهر ان عددا غير قليل من الساسة لازالوا يعانون من هشاشة العظام وان بعض القوى التي وصلت الى السلطة قد شابت بسرعة لكنها في ذروة شيخوختها رغم المساحيق تحاول ان تستخدم كل ماتبقى في سراديبها ومشاجبها ضد الشعب الاعزل الذي طالما تبجحت بانها تناظل من اجل حريته وكرامته .
وبدلا من الاعتراف بالخطأ ونقد الذات والمراجعة العلنية واقصاء الفاسدين بحيث لاتاخذها العزة والسلطة بالاثم فانها امسكت بساطور العنف والسوط معا وهددت الجماهير التي اشاحت بوجهها عنها في الانتخابات البلدية لتتوعدها بانها لازالت قادرة بالوصاية والعصمة السياسية على التفكير والنيابة عنها والتبشير بالفردوس القادم وزجها في حروب ابادة ومتاهات اكتشفت انها لم تكن معنية بها ابدا ولم تكن من اجلها .
الذي حدث كان في تصورنا نوع من الانتحار السياسي الذي سيطيح بالكثير من الاحزاب والشخصيات التي سوف يتقاسم مواقعها الاعداد والاصدقاء معا وسيخسر حتى اؤلئك الذين يحاولون الخداع بمشروع غير طائفي لكنه في حقيقة الامر مشروع احتيال سلطوي فاقد للشرعية الوطنية لايعدو كونه (ميكانو) سياسي من قطع غير قادرة على تكوين صورة بملامح عراقية .
وماسمعناه بالامس من نائب الرئيس الامريكي بايدن بعد جولة تفقدية بالعصى لجميع الاطراف في اللعبة وتهديد الرئيس اوباما يستحق التأمل بعمق لان المالكي حج حينها الى واشنطن ثم توجه الى السليمانية وبقي الشعب مثل الصم البكم الذين لايعرفون مايجري حولهم سوى التفائل غير المبرر بان المرحلة القادمة ستكون بيضاء متناسين ان الكثير من الامراض مثل الاورام السياسية لايمكن علاجها بالاسبرين بل بالجراحة القاسية والفضة ...
فهل يمتلك رئيس الوزراء هذه القدرة والخبرة ... ولماذا حدثت هذه المجزرة قبل ايام قليلة من اعلان شكل الائتلاف الجديد وسط توقعات بان( دولة القانون )بحلتها الجديدة ربما ستغير من شروط المعادلة وفقا للمواصفات الامريكية؟.
ان من يدفع ثمن هذا الصراع وماتسبب به من هلع وموت ودمار هو الشعب جميعا مادامت هوية الضحية غير محددة او مسماة مثلما كان عليه الحال قبل سنوات وبعد ان تحول القتلة الى مجرد اشباح يتعذر الامساك بهم او تصفيتهم او حتى حصرهم وتعريفهم بدقة ...وهذا مايطرح الشكوك المرعبة بشأن قدرة الدولة الحامية والمندوب السامي والاجهزة الحكومية القادرين بحكمة وعبقرية على ادلجة هذه المجازر وتفريخ المزيد من العنف في مفاقس احزابهم بغض النظر عن التسميات مادامت الثروة والقوة قادرة على كسب العشائر والصناديق واصابة حتى بعض المثقفين والشرفاء بالعمى .
ان المحير ان اغلب شرائح الشعب قد استسلمت للامر الواقع وماعاد يعنيها سوى المال او الوضيفة وسلم ذلك الحزب او غيره. وبدى لدى قلة من المفكرين العراقيين ان سبب كل هذه الكوارث والهزائم المتعاقبة لايعود فقط لتهميش الشعوب واقصائها عن القرار بل لذلك الرهان الذي ذاب كالثلج تحت وهج شمس تموز بان زرع شجرة الديمقراطية لشعوب عاشت لقرون طويلة بين مطارق الغزاة وسنادين الطغاة امر سهل مثل الاعتياد على تناول وجبات (الماكدونالدز) مثلما يدعي توماس فريدمان . وكنا مخطئين في ذلك ومصيبين بتاكيدنا ان التابعين والمقهورين لايذودون عن وطن تحول الى غنيمة تفترسها الذئاب .
بيد ان المتغيرات التي ستشهدها بغداد سيكون لها ايقاع قاسي ومحموم سيسقط فيه حتما كل المغفلين السياسيين والذين يمشون بعكازات رغم ان البعض يطماننا ان حالنا لايختلف عما كانت عليه امريكا قبل قرن ونصف. لكن دورة الارض وعجلتها المسرعة لاتجد مبررا للسلاحف التي لاتخرج من تحت صدفتها.
فلم يعد الامر يحتمل اي مجاملات سياسية وعلى جميع الاطراف ان تكشف المستور وتعلن اسماء المدانين والمتواطئين والقتلة داخل الخيمة السياسية او خارجها او في دول الطوق ...واول من عليه المسؤلية هو رئيس الوزراء نوري المالكي.. لانه دون ذلك سيشجع على نوع من العصيان السياسي والكفر بالمشروع الوطني برمته ..وحذار من الشعب الذي ليس لديه مايخسره مثلما يقول جيروم شقيق نابليون .
فالخاسر في النهاية هو الوطن كله ..ولن يجد بعد اليوم اي طرف او حزب نفسه في عرس دون ان يجاوره مأتم .
بخارست(20-08-2009)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طائرة إيرانية تفشل في الهبوط في مطار بيروت بعد مقتل نصر الله


.. كيف يتلقى أطفال غزة التعليم في مصر؟




.. مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله : بطولات و انتكاسات و مصير م


.. من هو حسن نصر الله ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اغتيال نصر الله: نحو مشهد إقليمي جديد؟ • فرانس 24 / FRANCE 2