الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المستهدف؟ومن الذي يستهدف؟

سالم اسماعيل نوركه

2009 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لا يمكن إزاحة نظام دكتاتوري بأجراء تعديلات من الداخل في ظل وجود الدكتاتور لأننا سنشهد ممارسات (ديمقراطية)بنتائج 99% لصالح أقطاب النظام وكما الحروب قدمت الديمقراطية بالنتيجة إن لم تكن بالنوايا للشعوب الأوربية ومنها الحربين العالميتين وتحطمت أسس الحكم القديم وحلت محلها أسس جديدة وبعد كل حروب من المفروض تبدأ عمليات الأعمار والبناء ومراجعة الأفكار ووسائل الوصول إلى الحكم فالحروب في الوقت التي تجلب الدمار والخسائر كذلك تجلب مكاسب .
لم يكن طريق التنمية في أوربا ممهدا وسهلا وإنما كان مليئا بالنزاعات والمآزق والمواجهات العنيفة .وقد تطلب الأمر قيام حربان عالميتان خلال النصف الأول من القرن العشرين حتى أمكن للمجتمعات الأوربية تحقيق إعادة توزيع عادلة للثروات والدخل والقوة السياسية والذي مهد الطريق بدوره لقيام حكومات ديمقراطية مستقرة وتحقيق معدلات نمو اقتصادية عالية في مرحلة ما بعد الحرب.
إن أوربا كانت محظوظة حتى في أحلك أيامها عندما خرجت من حربين كونيتين مدمرتين بمكاسب أكثر أهمية في مجال تعزيز وترسيخ مسيرة التنمية الأوربية بجوانبها المختلفة وبالتالي مهدت الطريق أمام أوربا متقدمة اقتصاديا ومستقرة سياسيا
لم يكن سهلا على العراقيين التخلص من النظام الدكتاتوري وباءت الكثير من المحاولات الجدية بهذا الخصوص بالفشل لأسباب داخلية وخارجية ونتيجة لتخبط النظام دخل العراقيون مرغمين في مواجهات عنيفة داخلية وخارجية ولم يستفيدوا من الثروات التي تدفقت من النفط وأكلت حروب النظام العبثية (اليابس والأخضر)وكانت الخاتمة على يد القوات الأمريكية والقوات التي ساهمت تحت مظلتها في معادلة كانت لصالح تلك القوات حيث الشعب قرر كما يبدوا عدم محاربة تلك القوات بغضا بالنظام الذي لم يقدم إلا الدمار والخراب للبلاد والعباد واليوم بعض الأنظمة التي تدور في فلك أمريكا والدكتاتورية تحت أية يافطة كانت تتدخل في الشأن العراقي بشكل سافر وتقتل يوميا الأبرياء بعمليات خسيسة وتتكلم عن الاحتلال الأمريكي للعراق وكأنها دول نموذجية بعيدة عن التأثيرات الأمريكية وليست عميلة أو ليست دكتاتورية أو ليست أنظمة عفي عليها الزمن ,
أمريكا ليست دولة جارة للعراق فهي لا تستطيع أن تبتلع قطعة من أرض العراق هذا لو افترضنا إنها تفكر بهذا الاتجاه أما إذا قلنا بأن لأمريكا مصالح في العراق فهي لها مصالح في كل الدول ومنها الدول التي تحارب التجربة العراقية بل لها قواعد في بعض الدول التي تدعي الحرص على العراق ونسأل من أين جاءت القوات الأمريكية لاحتلال العراق ؟هل نزلت من السماء ؟!
أكثر الذين ساهموا من غير العراقيين في رحيل النظام العراقي السابق كانوا يتمنون أن ينصب الأمريكان دكتاتور جديد يكون صديقا لدكتاتوريات المنطقة وعندها لا مشكلة وكانوا سيقدمون التهاني للدكتاتور الجديد وكنا حينها لا نشهد كل هذا الأجرام التي يرتكبونها بطريقة أو أخرى وكنا سنرى سفارات الدكتاتوريات في العراق أما وقد هبت الرياح بما لا يشتهي الدكتاتوريات فلا نرى في العراق غالبا إلا سفارات الدول الديمقراطية .
إنهم يستهدفون التجربة الديمقراطية في العراق والمستهدفون هم كل الذين ذكرناهم سابقا من تلك الأنظمة التي تعيش خارج نطاق العصر وحفنة ممن في الداخل تمني النفس بعودة الأمس الدامس .
أننا اليوم في حرب خطيرة بين أنصار الديمقراطية والدكتاتورية ولكلا الطرفين أنصار في الداخل والخارج وعلى الأحزاب التي تساهم في العملية السياسية أن تغير من أساليب عملها فالكثير منها فاشلة في إدارة هذه الحرب وهذا الصراع عليهم أن يظهروا العراق وليس أحزابهم في التعامل الخارجي وعلى بعض الأحزاب التحرر من الولاء لدول الجوار ،إن الآخرين لا يستهدفون طرف بعينه ولا يريدون ود طرف بعينه وإنما هم يحاربون التجربة الديمقراطية في العراق لان هذه التجربة إن نجحت سترمي بأنظمة الكهوف والجهل والتخلف خارج نطاق العصر وعلى الذين يتعاونون مع الأجندة الخارجية في إيذاء شعبهم مقابل حفنة من (دولارات النفط) أو نتيجة استغلال سوء فهمهم وخداعهم التخلي عن طريق الشر والعودة إلى رشدهم قبل فوات الأوان فالحرب التي دارت وجلبت لنا الدمار وأزاحت الديكتاتورية إن أحسنا التعامل معها ستجلب في النهاية الخير الكثير ونكون قد سبقنا المنطقة في قبر أسس الحكم الفاشلة فلا(خليفة يأتي بعده خليفة)إلا من خلال صناديق التصويت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناتور أمريكي لنتنياهو: نقف بجانب إسرائيل في حربها ضد حماس


.. نحو نصف الديمقراطيين يدعمون استبدال الرئيس الأمريكي جو بايدن




.. ناشط يوثق اشتعال النيران في مستوطنة -كفار عتصيون- شمال الخلي


.. فوضى في شوارع العاصمة الهندية جراء سقوط أمطار قياسية




.. منافسو الرئيس الموريتاني يتهمونه باستغلال موارد الدولة لتحقي