الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة الاردنية وفقدان البوصلة

حسين عبدالله نورالدين

2004 / 5 / 16
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لن أقول انه مثير للضحك.. لكنه بالفعل مثير للشفقة والأسى ذلك البيان الذي دبجته لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة الوطنية الأردنية عشية انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن.

هذا الانعقاد هو بالفعل مكسب كبير للأردن وهو أمر تتمناه دول كثيرة اكبر من الأردن وأكثر غنى وقوة.
لكن المعارضة الأردنية التي تسمي نفسها "المعارضة الوطنية" فقدت بوصلة الاتجاهات. ليس لها سوى أن تنتهز أي فرصة لتعلن عن وجودها. هل تستطيع تلك الأحزاب أن تكشف عن عدد الأردنيين المنتسبين إليها. فبعض تلك الأحزاب لا يزيد عدد أعضائها عن خمسين شخصا، واسألوا وزارة الداخلية.

على أي حال ليس الهدف هنا تجريح هذه الأحزاب، فالأردن بلد حر يمكن لأي خمسين شخصا أن يشكل حزبا سياسيا. لكن المهم هنا التأكيد على أن انتقاد الأحزاب ليست ذات قيمة عملية. للأحزاب الحق في التعبير عن رأيها والأحداث تجري لمستقر لهذا وهذان خطان متوازيان.

أتساءل لماذا تعتقد "المعارضة الوطنية" الأردنية إن انعقاد مؤتمر المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن يشكل فرصة لفرض التطبيع مع إسرائيل؟ وفرض الضغوط على الدول العربية؟ وفرض الشرق الأوسط الكبير وإدامة الاحتلال في العراق وفلسطين؟
يستسهل الكثيرون من الحزبيين رفع الشعارات الكبيرة وهم أول من يدرك أنها مجرد شعارات. كيف يمكن لمؤسسات غير حكومية ان تفرض ما تريد على حكومات ذات سيادة؟
البيان بالفعل خليط من شعارات طنانة وجمل رنانة وأشبه ما يكون بالترجمة الالكترونية لقصيدة عاطفية حيث لا ترابط ولا انسجام يدل على أي نسق فكري منتظم. ربط عجيب غريب بين مواضيع لا رابط لها. وان دل ذلك على شيء فانه يدل على فكر التخبط واليأس لدى المعارضة التي باتت تخشى أن تخسر "مكاسبها" الشعبوية.
لماذا تخجل المعارضة من الاعتراف بان العالم تغير والبلاد تغيرت ولا بد من التماشي مع العولمة ... بان نكون شركاء في العولمة لا مجرد صارخين عليها من بعيد.
البيان أدان كل شيء ورفض كل شيء ولم يقدم أي بديل سوى الدعوة الباهتة الهامشية لقيام سوق عربية مشتركة.
وهذه الدعوة للسوق العربية المشتركة نسي كاتبو البيان إنها موجودة بحسب الاتفاقات العربية العربية ونسوا أن الدول التي تؤيدهم "كأحزاب معارضة وطنية" هي التي تعيق تطبيق البروتوكولات الخاصة بالوحدة الاقتصادية العربية. وهم بالتأكيد لا يعرفون ان الأردن وحده من بين الدول العربية الموقعة على تلك الاتفاقات هو الذي لا يزال يطبق حتى الآن تلك البروتوكولات حتى وان كان على حساب اقتصاده وشعبه.
يكفي "أحزاب المعارضة الوطنية" النوم في العسل وعليها ان تفيق لان رياح التغيير قادمة والعولمة قطار لا بد أن نصعد إليه وان فاتنا فان جرافات التاريخ ستحملنا بالقوة إلى ذلك الركن المظلم الذي يسمى بلغة تلك الأحزاب عينها "مزبلة التاريخ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنس الشايب يكشف عن أفضل صانع محتوى في الوطن العربي.. وهدية ب


.. أساتذة ينتظرون اعتقالهم.. الشرطة الأميركية تقتحم جامعة كاليف




.. سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة | #رادار


.. -لن أغير سياستي-.. بايدن يعلق على احتجاجات طلاب الجامعات | #




.. هل يمكن إبرام اتفاق أمني سعودي أميركي بعيدا عن مسار التطبيع