الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل لدينا مشكلة مع الحرية ام مع العقل

مصطفي عبد العال

2004 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


من عدة ايام سافر احد اصدقائنا وقرر من شهامته ان يعطيني مفتاح بيته لاستطيع متابعة الفضائيات العربية نظرا لانني لا امتلك جهاز الدش ونتيجة لهذه الشهامة تمكنت في الايام الماضية من متابعة العديد من البرامج بشكل اكثر انتظاما, ومن هذه المتابعة الح علي هذا السؤال هل العرب لديهم مشكلة مع الحرية ام مع العقل؟ لذا وقبل التعرض لهذه القضية_السؤال ومن باب ارجاع الفضل لاهله اشكر صديقنا هذا عل شكري يجعله يكرر شهامته كلما سافر رغم انقضاضي علي العديد من المشهيات التي تركها داخل ثلاجة بيته وخارجها استغلالا لدعوته التي كانت تشبه عزومة المراكبية ولكنني تمسكت بحرفيتها
اعود الي الحرية والعقل مستعيدا برنامجا علي قناة الجزيرة للاستاذ احمد منصور استضاف فيه احد المعارضين السعوديين وبغض النظر عن الاعجاب او عدمه بالاستاذ منصور وبغض النظر ايضا عن التأييد او الرفض للنظام السعودي او لمعارضيه يمكننا ملاحظة ان السيد دليم القحطاني المعارض كان منذ بداية الحوار متخوفا من ان يتهم بان الجزيرة استغلته لمهاجمة نظام الحكم في بلده وقد دفعه هذا في مراحل كثيرة من الحوار الي ان يعلن انه يؤيد اولي الامر, وانه لايريد ذكر اسماء لانه لايبتغي التشهير باحد, ومن مشاهدتي لهذا الموقف الحرج للرجل تسألت لماذا اتي الي الجزيرة اصلا مادام لديه هذا الاحساس؟ ووجدت ان الاجابة المنطقية انه يريد ان يوصل رسالته عبر منبر له مشاهديه وهو لايمتلك هذا المنبر كما ان اصحاب المنابر الاخري لن يسمحوا له بتمرير رسالته وعليه فقد قرر اتباع المقولة: المضطر يركب الصعب, ولكن لانه علي مايبدو ان تردد الضيف في التحدث بوضوح عن مايحدث في سجون السعودية فقد جاء ضيف قطري علي الهاتف ليشرح باسهاب شديد ما قال انه حدث له في تلك السجون رغم انه كان يسير في الشارع لايلوي او يلوي دون ان يذكر علي شيئ, وبعد هذا المشاهد الواضح جاء مشاهد اخر اكثر وضوحا وفلسفة ولكنه هذه المرة من السعوديه وبعد ان شكر الاستاذ منصور علي قدراته الاعلامية تساءل بمنتهي الموضوعية الايوجد في قطر سجون؟ الايوجد تعذيب؟ فلماذا لاتتحدثون عما يحدث في قطر يا استاذ احمد؟ وللاجابة علي هذا السؤال العويص قال الاستاذ احمد:الم تري حوارنا مع وزير الخارجية القطري الم..... وقبل ان يكمل عاجله المشاهد الواعي: ولكن هذا لقاء مطبوخ.
واذا ما حاولنا ان نحلل هذه الواقعة وما ورائها من سياق عربي للتعامل مع فكرة الحرية وقيمة العقل لوجدنا دون تجن كثير ان طول زمن القمع واستمرار واقع البلاهة قد افقدنا القدرة علي فهم نسبية الحرية وقيمة اعمال العقل , فما ان يطالب احد بالحرية حتي تتعالي الاصوات وهل تتصورون ان هناك حرية في امريكا وهل الديمقراطية التي تريدونها هي ديمقراطية الشواذ الي اخر هذا الكلام الابله اذا لايتساءل المتصايح وهل اذا كانت الحرية منقوصة في امريكا فهل هذا يجعلنا نركل الحرية نفسها لنرفل في حياة الاعتقال والتعذيب والذل وهل اذا كان الشواذ في امريكا وغيرها قد استفادوا او استغلوا مناخ الحرية الامريكية فهذا يعني اننا ان اصبحنا احرارا كان لزاما علينا ان نصبح شواذا, علي نفس المستوي فان المشاهد الواعي الذي اخترع البارود عندما تساءل عن وضع الحرية في قطر لم يكن ما يعنيه هو الدفاع عن المعتقلين في قطر والا كان واخرين قد انشأوا منبرا يستضيف المعارضين القطريين ليتحدثوا عن ما يحدث في قطر اذ انه ليس من المتوقع ان يقوم حكام قطر انفسهم بتمويل الجزيرة لتنهش سياستهم وتؤدي الي سقوطهم, ولو تصورنا هذا فانه لايعني الا اننا بلاعقول لذا يصبح الهدف المنطقي الوحيد للمشاهد الواعي هو ان توقفوا عن استضافة المعارضين السعوديين وطبعا لان الواعين يملأون العالم العربي بطوله وعرضه فسوف يقول كل منهم نفس الشيئ فيما يخص بلده وهكذا نصبح جميعا عقلاء متحررين فلن يستضيف احد اي معارض لاننا بلاد وانظمة بلامعارضة من شدة حبنا لبعضنا البعض وحب حكامنا لنا وحبنا لهم وتجسد كل هذا الحب في حالة البلاهة التي تعترينا جميعا
واذا ما كان هناك امل للتخلص مما نعانيه فهل يمكننا ان نتصور ان الحرية نسبية وان الحصول عليها يستلزم جهدا متواصلا يؤدي الي تراكمات نتيجة لاستخدام العقل الذي يساعدنا علي فهم ترتيب الاولويات ومعرفة قيمة المبادئ الاساسية التي بدونها لانمتلك حريتنا ولا نعمل عقولنا حتي وان وصلنا الي رتبة المحافظ كذلك المحافظ العراقي لمدينة البصرة الذي ظهر علي الشاشة اثناء اجتماعه مع ممثلي الاحتلال البريطانيين ليقول: في السجون التي تديرها بريطانيا ماكو تعذيب بل ان المقبوض عليه يخرج من السجن ومعه باكت بسكويت وبطانية ومصروف جيب, وبعد ان ينهي حديثه المتحرر العاقل هذا, يتحدث المسؤول البريطاني المحتل فيقول: اكيد هناك بعض حالات التعذيب ونحن سوف نبحث هذا من اجل ايقافه
انظروا الي المحتل كيف يتحدث علي وضاعة ما يقوم به من احتلال لبلاد غيره وانظروا الي الوطني كيف يتحدث عن وطنه ومواطنيه وتساءلوا معنا هل لدينا مشكلة مع الحرية ام مع العقل ام ان مشكلتنا مع شعورنا بادميتنا نفسها؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأثير مقتل رئيسي على المشهد السياسي في إيران| المسائية


.. محاكمة غيابية بفرنسا لمسؤولين بالنظام السوري بتهمة ارتكاب جر




.. الخطوط السعودية تعلن عن شراء 105 طائرات من إيرباص في أكبر -ص


.. مقتل 7 فلسطينيين في عملية للجيش الإسرائيلي بجنين| #الظهيرة




.. واشنطن: عدد من الدول والجهات قدمت عشرات الأطنان من المساعدات