الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يفسد من ؟

حسب الله يحيى

2009 / 8 / 24
كتابات ساخرة


الفساد الاداري والمالي.. ومن ثم السياسي، يحمل معه بعدين أساسيين:
التربية السلبية، وغياب العدالة.
إهمال مراقبة الطفل والانتباه الى أخطائه واكاذيبه واخذ ماليس له.. يعد البذرة العفنة التي تنخر في مستقبل الانسان.
وشعور المرء بالظلم وفقدان العدل بين الناس، يحفزهم على تحقيق العدل المغتصب بانفسهم، وهو الامر الذي سوغه كثرة ممن مارسوا عمليات النهب والتزوير والسرقة.
هذان العاملان، إذا لم يتم حلهما بطرق موضوعية صادقة وسليمة، فأن الفساد بجميع صوره وأساليبه، سيظل قائماً، ومن الصعب القضاء عليه بالقرارات الرسمية والعقوبات ولا حتى بتوزيع قطع اراض لمنتسبي الدوائر النظيفة التي تخلو من الفساد بنسبة 100% كسبيل من سبل التشجيع والتحفيز والدعوة الى النزاهة.
هل الفساد واقتلاعه من جذوره، ليس مسألة مستعصية ابدأً..
أنموذج الصدق والوضوح في البيت والمدرسة، لبنات اولى لأعمار الانسان النزيه، وتحقيق العدالة بين هذا وذاك، تجعل المرء.. لا يحس بالغبن، ولا ينظر بنقمة الى غيره، ولا يعمل على كسب سريع بطرق غير مشروعة.
الآباء الذين يكذبون ويغشون، والمعلمون الذين يرتشون ويوزعون الاسئلة والاجوبة على من يدفعون، وحتى الذين يلعبون بطريقة الخديعة.. كلهم مرشحون للفساد، بوصفهم ضحايا مجتمع قادهم الى هذا الاتجاه السلبي.
وشعور خريج الجامعة بان زميله يعمل ويتقاضى راتباً ضخماً، فيما الآخر يعمل على سبيل العقد بأجر يومي زهيد، فيما الثالث عاطل عن العمل، والرابع يمارس مهنة عضلية لا ترتقى الى خبرته الجامعية ودراسته التخصصية.. مع أن الاربعة من خريجي كلية واحدة وسنة دراسية واحدة، وقد ترقى درجات العاطل منهم والعامل الذي ركن شهادته، اعلى ممن بات صاحب مقام ومرام ووجاهة.
هذا الواقع لا بد ان يعالج، والاسباب إذا عرفت وشخصت، ستكون خير سبل المعالجة.. ولا علينا من مترفين يفسدون في الارض، وسياسيون يخادعون الناس، وناقمون على سواهم لطبع فيهم.. فهؤلاء جميعاً أفرزتهم مرحلة الفوضى وغياب القانون وتعثر النظام وتكاسل قوى حفظ الامن والسلام والعدل على بسط نفوذها.
القوة وحدها لا تصنع عدلاً ولا نزاهة ولا سياسة وطنية مرموقة.. الذي يصنع المثل العليا، تربية حسنة تبدأ منذ الصغر، لتستمر مع نمو الانسان وتواصل مسيرته، حتى نؤكد له أن الاستقامة سيدة المواقف، وهي افضل سبيل لنشر الحق والعدل والامان والسلام بين بني البشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل