الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا العراق الغريق

حسب الله يحيى

2009 / 8 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في الايام الاخيرة التي سبقت سقوط السلطة عام 2003، ترددت انباء عن تأجيل دخول القوات الاميركية الى العراق..
وتمنى كل عراقي ان لايتم هذا التأجيل طويلاً، ذلك ان دخول تلك القوات كان يعني انقاذ العراقيين من سلطة دكتاتورية عبثت بالبلاد والعباد.
وبعد ان دخلت هذه القوات، عمدت الى حرق الاخضر واليابس، وفتحت ابواب جهنم على العراق والعراقيين، حتى اصبح وجود تلك القوات وجوداً مرفوضاً بوصفه احتلالاً وتدميراً للعراق ونهباً لثرواته وتنكيلاً بأبنائه وطعناً لسيادته وسبباً اساسياً في انتشار الفساد الاداري والمالي في كل مرافق حياته.
الاحتلال.. هو من اشغل النار في البلاد وجعل (القاعدة) تزايد على وطنيتنا وديننا، وما كان هذا الاحتلال ان يرحل عن رغبة ورفعة جبين وحق انساني؛ ولكن منجز المحتل في نقل العنف من بلاده الينا.. قد تحقق، الى جانب ضمان جملة من المكاسب الاقتصادية قد تم التوقيع عليها عن طيب خاطر، مثلما سيكون الوجود الاميركي في العراق ازلياً عبر قواعد ثابتة في العراق.. لاعلاقة لها بما يدور داخل العراق من عنف وفساد.
اذن.. العراق والعراقيون من خسر وسيطول أمد هذه الخسارة الى ان يعرف كل العراقيين ان المستفيد الوحيد مما جرى ويجري من قبل ومن بعد هم العراقيون انفسهم وليس احد من سواهم.. ولا شيء يمكن ان يلحق الاذى بالاحتلال مثل ادراك حقيقة اساسية هي ان اعداء العراقيين هم: المحتلون والقاعدة معاً.. وما من سبيل للخروج من مأزقهما سوى وعي الشارع العراقي بأن خروج القوات العسكرية لا يعني شيئاً امام خضوع العراق لجملة شروط مفروضة تم اخذها سلمياً وبرضى تام من سياسة لاتهتدي الى وطن مستقل ولا بلاد آمنة ولاعراق سعيد، وانما يشغلها كم تؤمن لنفسها من أمان ومكاسب وبقاء!
ما الفرق اذن بين محتل اجنبي يمارس العنف ضدنا ويهيمن على ثرواتنا وبين (عراقي) يلعب الدور نفسه بجنسية (عراقية) ان ترافقها جنسية مزدوجة اخرى؟
ثم.. ما الفرق بين الانموذجين، والانموذج السابق.. والجميع يتبادلون الادوار ضدنا؟
ما حصل في العراق، يحتاج الى بصيرة عراقية سديدة تتنبه الى ان المنقذ الوحيد من الغرق لا يكمن في خروج القوات الاميركية ولا الانتخابات ولا الدستور الاعرج؛ وانما في ادراك كل عراقي.. حقيقة ما جرى ويجري، ليبدأ وحدته الوطنية من أجل تغيير حقيقي صادق.. يتجاوز الماضي بأتجاه بناء المستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سياسة جديدة للحزب الشيوعي؟ .. ام ماذا؟
سلام الشمري ( 2009 / 8 / 24 - 23:05 )
اشم رائحة ديماغوجية تفوح من بين ثنايا هذه المقالة
مساوات المحتلين بالقاعدة, هيمنة المحتل على ثرواتنا, الشروط المفروضة, ومكاسب وبقاء, وازدواج الجنسية, الدستور الاعرج..؟
هل ينوي الحزب الشيوعي ممارسة رياضة الركمجة على قمم الامواج الوطنچية بمناسبة قرب الانتخابات ام ماذا ؟, وهو الذي ترك الشارع لغيره وانزوى عن المصائب التي يعيشها شعبنا فعلاً, مكتفيا بالكلام واجترار جراحه الجديدة, وأخبار ماضيه التليد
اذا كان المحتل قد جعل المعركة خارج ارضه فهو يعمل بوحي من نشيده الوطني ( ..حيث يقف الاحرار بين بيتهم الحبيب وخراب الحرب ) وهذا ينبغي ان يذكرك بأن ألعراقيين لا يمتلكون نشيد وطني يجمع صفوفهم بدل الاصطفاف الطائفي او العشائري او الاثني, ولا يبدوا عليهم البدار أوالرغبة في فعل ذلك من أثر التخمة الاعلاميائية المتعددة الرؤوس, وسيل المصائب التي أجبِرَوا (بكسر الباء) على ان يعيشوها
الوطنچيات السائدة في سوق السياسة المحلي, مثلها مثل كل بضاعة معروضة في الاسواق اليوم, هي بضاعة مستوردة من دول الجوار, جميلة ورخيصة, لكنها عديمة القيمة
عودوا الى اصولكم وأخرجوا الى الشارع, وحركوا الشعب فعلاً لكي يطالب بأعادة عمره المسروق على رؤوس الاشهاد, ولا تكتفوا بالكلام واليحث عن الدروس المستفادة من مسلسل ال

اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح