الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدم العراقي ليس مسرحا للساسة

جمال المظفر

2009 / 8 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


شهدت الساحة السياسية خلال الفترة الاخيرة حربا ضروسا بين الاطراف السياسية المتناحرة ، كل جهة تحاول تسقيط الاخرى بشتى الوسائل ابتداءً بالحرب الكلامية والتلاسن والتطاول والاتهامات بالفساد المالي والاداري او التآمر بانقلاب عسكري ومحاولة جر الكرسي من تحت مؤخرة السيد ( س ) الذي لن يترك الكرسي و لو كلفه الامر التضحية بالغالي والنفيس بدءً من اقرب شخص في حمايته وحتى اخر فرد بنيت الديمقراطية الامريكية على جمجمته ..
ملاسنات وتخوين وتهديدات بحروب كونية وانفصال وتسخير كل الامكانيات المادية والبشرية والاعلامية من اجل الاطاحة بالاخر حتى لو كان الثمن ارواح ابناء الشعب...
مايجري اليوم على الساحة العراقية مقلق للغاية ويتحمله السياسيون ، فتناحراتهم ازمت الوضع السياسي وهذا بدوره خلق فجوة امنية استغلها الارهابيون الذين يتصيدون الفرص والثغرات السياسية لينفذوا من خلالها الى المناطق المتوترة لان كل طرف يريد ان يوقع بالاخر ويثبت بان هذا الطرف غير قادر على ضبط الامن وتوفير الخدمات وكلما كان عدد الضحايا كبيرا دل على ان الاخر غير قادر على القيادة الادارية والعسكرية ...
المشكلة التي نعاني منها في العراق ان ساستنا مازالوا يعملون لحد هذه اللحظة بصفة ( معارضة ) ، ان تعارض الاخر لا ان تسير معه بالنهج والعقلية السياسية ، فسنوات المعارضة ( السياسية والسياحية ) التي امضوها في بلاد الفرنجة البستهم عباءة يصعب تغيير لونها ولذلك باتت صبغتهم من قمة الهرم الى قاعدته ، يجلسون على طاولة واحدة يتحاورون ويتشاورون ويتبادلون النكات والمسجات والاهازيج بينما يعمل احدهما ضد الاخر ...
لابأس بأن يعمل السياسيون كمعارضين ولكن لا ان يصلوا الى حد التهييج والتهويل الاعلامي الذي يوتر الاوضاع ويزهق ارواح المواطنين الابرياء ..
الاوضاع السياسية متأزمة للغاية ابتداءً من الصراع التاريخي في اقليم كردستان مابين الحكومات المركزية المتعاقبة وقادة الاقليم مرورا بالصراعات مابين الكتل والتيارات والاحزاب التي كانت بالامس حليفة لبعضها البعض وكانت تعمل تحت يافطة واحدة ومذهب واحد واليوم يعمل احدها ضد الاخر الى حد كسر العظم والتسقيط السياسي..
الدعايات الانتخابية اشتعلت مبكرا رغم عدم وضوح الرؤيا حول التشكيلات والتكتلات وابتدات بالتسقيط السياسي ومحاولات الاطاحة بالاخروافتعال الازمات والتفجيرات وعودة طوابير السيارات امام محطات تعبئة الوقود واستهداف البنى التحتية من ابراج نقل الطاقة الكهربائية ومحطات ضخ المياه وانتهاءً بتوعد الاعلاميين الذين يكشفون الفضائح للشعب بكسر الظهر ...اعتقد ان الايام او الاشهر القليلة المقبلة ستكون الاعنف استعدادا للانتخابات البرلمانية ، لن تكون هناك يافطات وبوسترات ، سيكون هناك كسر عظم واظهار مواطن الضعف في الجانب الخدمي والامني ، ستكثر عمليات الاختلاسات والسرقات والانقطاع التام للتيار الكهربائي وسرقة رواتب الموظفين والتفجيرات وارتفاع اعداد الضحايا وستشهد المرحلة القادمة انتعاش الالسن فبقدرة قادر سيكون لسان السياسي حادا كحد السيف وطويلا جدا وعنيفا جدا....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا