الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغداد وسيطرات الموت النائمة

علي الطائي

2009 / 8 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بغداد تمر بيوم مأساوي جديد أربعاء دامي أخر يوما ملطخ بالدم يمر مرور الكرام
استنكار وتنديد والنتيجة عشرات الشهداء ومئات الجرحى لا ذنب لهم إلا أنهم عراقيون بسطاء لا يسكنون و لا يعملون وراء الجدران المحصنة ويركبون الباصات لا السيارات المدرعة المحمية بالمواكب المدججة بالسلاح
إلى هذا الحد رخص المواطن ليكون كبش فداء على محرقة الصراعات الحزبية والسياسية
كيف وكيف تمكنت شاحنات الموت من الدخول إلى بغداد والتجول في شوارعها في وضح النهار وفي وقت يمنع فيه تجول السيارات الكبيرة وفي مناطق محمية وعبور عشرات السيطرات النائمة الأمنية المنتشرة في بغداد دون إن يتعرض لها احد سؤال لا إجابة إلا إن هناك أيادي وفرت الحماية لشاحنات الموت وأوصلتها إلى هدفها بصيد الأرواح البريئة وتدمير الممتلكات وإثارة الرعب وإيصال الرسالة المرجوة من هكذا عمل
ماذا يفيد الاستنكار التنديد ماذا يجني المواطن الفقير بالتصريحات
وما يفيد إقالة عدد من الضباط يجب معاقبة بل إعدام كل من له يد بما حصل حتى لو كان عن أهمل لان الإهمال هنا أدى إلى كارثة بشرية مع استبعاد إن يكون هناك إهمال إلا أنة عمل متعمد ولكن الأمر فيه مصالح وحسابات سيتم لفلفة الجريمة كما لفلفت العشرات من الأيام السود في حياة العراقيين منذ 2003 ولحد ألان
بغداد لن نبكي عليك مثل الأطفال بل نضحك من قلوبنا على العقول العفنة التي تتصور أنها تستطيع تدمير بغداد الأمل والسلام بغداد التي لم يستطيع هولاكو من تدميرها او محيها من الخارطة
يأتي ألان بعض المأجورين والمعفونين ليدمروا بغداد خاب أملهم
بغداد محمية ليس بساستها ولا بخطة فرض القانون فيها بل محمية بأهلها الشرفاء البسطاء هم من يحمي بغداد وليس الرشاشات والبنادق والهمرات
في العراق اليوم عراق الديمقراطية المسلفنة والمعلبة لم نسمع ان وزيرا امنيا او مسوؤلا كبيرا قدم استقالته لأنة فشل في فرض الأمن وتوفيره للمواطن
في الدول الغربة قد تقال الحكومة برمتها بسبب حادث ابسط عشرات المرات من ما حصل في الأربعاء الأسود
ويعلن رئيس الحكومة او الوزير المختص انة يتحمل المسولية ويقدم استقالته
إما عندنا فلا لان التبريرات جاهزة ومعدة والكل يبرر وهم أساتذة التبرير ولا يهم المواطن الذي يموت او يعاق المهم المسول مرتاح ويتقاضى راتبه بالدولار ويتجول في مواكب محمية وشوارع خالية لكي لا يتعرض للإزعاج
ما حدث يوم الأربعاء الدامي يجعل العيون تقطر دما بدل الدمع
كيف لا والمصاب جلل والمكان بغداد عاصمة العراق في اللحظة التي أحس المواطن البسيط بنوع من الامن الحذر وهو يستعد لاستقبال شهر الخير والبركة شهر المغفرة
إذ تحول يومه إلى كابوس اسود مريع موت وقتل وتدمير والقادم اكبر
كل أربعاء اسود وانتم بألف خير
وعاش ساستنا ومسولينا الآمنين حماته الديار والمحافظين على سلامتنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تاكسي جوي ذاتي، سوار إلكتروني، مسبحة معقمة.. ابتكارات خلال م


.. كأس الأمم الأوروبية: ألمانيا تواجه إسكتلندا في مباراة الافتت




.. كأس الأمم الأوروبية: استقبال حافل لمنتخب البرتغال ونجمه رونا


.. التطبيع مع النظام السوري: هل تدفع سياسة الأمر الواقع إلى إعا




.. كاميرا CNN داخل -قرية الأشباح- على مشارف العاصمة الصينية