الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يتحلى بالشجاعة.. ويستقيل؟

نصر كاظم

2009 / 8 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



كثيرا مانسمع عن استقالة الوزراء والمسؤولين في البلدان الغربية وحتى انتحارهم جراء حدوث خلل امني او كارثة تحل بهذا البلد او ذاك.. وطبعا مانراه في العراق لايختلف كثيرا ، فالكوارث المتتالية التي تحل على شعبنا المسكين لاتزيد بالمسؤولين واصحاب المواقف الرنانة الا تمسكا واصرارا بالكراسي ، بل تصبح هناك مزايدات في تصريحاتهم حتى يخرجون ويفصحون ان الوضع الامني مستتب وان وقوع انفجار هنا وهناك مسألة اعتيادية يراد بها كسر عجلة التقدم في العراق الجديد "مرددين عبارة " انهم البعثيون الصداميون" . فعلا انها اضحوكة بدأ الشعب يستهزأ بها وهو ليس بغافل عما يجري.
رجاءً قفوا معي ولنتذكر مليا ماحدث في يوم الاربعاء الدامي، اليوم الاسود، الاربعاء المشؤوم، سموه ماشأتم فالكارثة اشد واعظم وماجرى بحق الابرياء المظلومين .. ماذنب هؤلاء الفقراء الذين تلاشت اجسادهم فوق ابنيه العمارات وعلى جدرانها ، مالذنب الذي اقترفه هؤلاء حتى تتقطع اجسادهم اربا اربا وتختفي بين حطام المئات من السيارات، وعلى اسطح العمارات والاشجار، وان تلتصق بعضها على الجدران، ربما البعض يتصور انني قد ابالغ في تصوير المشهد المرعب.. لكن دعوني اقول شي ان كاتب المقال هو احد الاشخاص الذين خرجوا من بين حطام الانفجار المهول الذي ضرب بلا وجع منطقة الصالحية، ولا اقول وزارة الخارجية ، ضحية يوم الاربعاء الدامي ذلك اليوم الاسود.. حيث كانت العوائل والاطفال ترقد في بيوتها آمنة.. تلك اللحظة التي هزت اركان بغداد الحزينة لتقتلع ابواب الشقق والعمارات دون قرعها وتخرج منها النساء حاملين اطفالهم والدم يجري من كل مكان .. بالله عليكم ماذنب هؤلاء هل لانهم يسكنون في هذا المكان، ام لانهم عراقيين ويحملون الجنسية العراقية.. اطفال يصرخون من شدة الهلع والخوف وآخرين مفزوعين من رؤية الدم الذي يسيل من على اجسادهم.. ام تخرج وتولول وهي تضع على رأسها قطعة قماش (خاولي) في محاولة لقطع الدم الذي يجري من على رأسها .. "اطفالي رح يموتون جوة"..
مشاهد اكثر واكثر ألماً وفزعا لكن ختامها الاطفال والنساء يدفعون الثمن واي ثمن.. ثمن روحهم الغالية.
في احدى القنوات شدني قول شاب متضرر جراء الانفجار يقول " اما ان يهجروننا ونذهب الى بلد اخر ونترك لهم الساحة، او هم يذهبوا ويتركوا لنا العراق لنعيش به آمنين".
انفجار بهذا الحجم يطرح سؤالأً بات تافها بالنسبة لشعب صار مدركا على مايجري من احداث في بلد كثرت فيه تصاريح واقاويل المسؤولين على حساب الدم العراقي الذي بات ارخص حتى من "دم الكلاب" وعذرا لهذه العبارة .. كيف دخلت هذه الشاحنه ؟؟؟ في الوقت الذي يستحيل فيه ان يعبر شخصا عطرا من سيطرة الى سيطرة !! وكما تقول احدهم وهي اخرى متضررة عبر شاشات التلفزيون :لااستطيع عبور السيطرة كون في احد اسناني "حشوة بلاتين".
الحقيقة ان الشعب العراقي المظلوم يريد اجابة صريحة على تلك التفجيرات الدامية، ويبدو ان وزراء الدفاع والداخلية والامن الوطني وقائد عمليات بغداد لا يعرفون لحد الان من هي الجهة التي قامت بالتفجيرات، وهم لايزالون يستلمون رواتبهم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من يستقيل ؟
أحمد السعد ( 2009 / 8 / 24 - 15:52 )
هل نضحك على انفسنا ونفترض (لمجرد الأفتراض ) ان الساده المتربعين على حكم العراق الآن يشعرون بالخجل او بمسؤوليتهم عن مايجرى ؟ الفضائح ما أكثرها ولم يستقل أحد . لسان حالهم يقول ( جئنا لنبقى) وها هم بعد كل فضائحهم وبعد أن دمروا العراق وقادوه الى أسوأ عصور الظلاميه والفقر والتخلف يتهيأون من جديد ليعودوا يحكمون مرة أخرى . لم يستقل الجعفرى بعد حادثة جسر الأئمة وأختفاء الملايين من الدولارات التى تبرع بها العراقيون وغير العراقيين لضحايا الجسر ولم تسلم عوائل الضحايا سوى الفتات ( مائة دولار لكل عائله) ، واستمر مسلسل الموت والخراب والسرقة والنهب ولم يستقل أحد سوى وزير التجاره بعد أن فاحت رائحة سرقاته التى وزعها طبعا على جماعته كل حسب استحقاقه . من يستقيل يا أخى لأن لاأحد منهم يستحى
ولأنهم جاءوا ليسرقوا ثم يعودوا من حيث جاءوا بعد أن يحولوا البلد الى خراب !

اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال