الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجاملات سياسية على حساب الدم العراقي

نجاح العلي

2009 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


يتساءل الكثيرون عما اذا كانت الانفجارات الضخمة في بغداد، هل هي انتكاسة امنية ام اختراق امني، في اطار التنافس (غير الشريف) حزبيا وطائفيا وعرقيا، على حساب الوطن العراقي الموحد وفي اطار الصراعات العبثية على المقاعد والكراسي وعلى حساب الدم العراقي الذي عاد لينزف بغزارة من جديد، مع وجود علامات استفهام متنوعة وكثيرة عمن يقف وراء هذه الانفجارات وما هو مغزاها.
تساؤلات عدة تدور في الوسط العراقي والشعبي منها على وجه الخصوص تزامنا مع احتدام التنافس داخل الحزب الواحد والطائفة الواحدة، والانتخابات البرلمانية تدنو منا شيئا فشيئا ويبدو ان السيارات المفخخة هي الاخرى تسير في الاتجاه والسرعة نفسها، في ظل خروقات امنية متكررة تعقبها مبررات جاهزة وسمجة لم يعد لاي كان تقبلها.. امام هكذا خروقات امنية يطرح السؤال نفسه: هل ان الارهابيين هم من يملكون زمام المبادرة، وبيدهم تحويل العراق الى كتلة من النار والدم وقتما شاءوا واينما شاءوا، بل ويمكنهم قلب الطاولة وتغيير المشهد بكل تفاصيله، وان الحكومة بكل ما تملك من قوات وامكانات ليست اكثر من قوات هشة ومخترقة لاتملك حتى القدرة على الدفاع عن نفسها وعن "رموز السيادة" التي استهدفت لتكون رسالة الى من يهمه الامر.
لابد من اقرار المسؤولين العراقيين للاختراقات الموجودة في صفوف الأجهزة الأمنية، فضلا عن التسيب وانعدام الشعور بالمسؤولية عن أرواح المواطنين الأبرياء، وخصوصا أنه لم يكن غريبا ولا مفاجئا تصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية بعد الانسحاب الأمريكي من داخل المدن العراقية، والتي سبق وأن حذرت منها الكثير من الأوساط السياسية والعسكرية والإعلامية المختلفة، في الاونة الاخيرة، فبدلا من زيادة الحيطة والحذر وتعزيز القوات الأمنية والعمل على سد الفراغ الناشئ، سارعت الدولة إلى إزالة الحواجز الإسمنتية في خطوة هي أقرب للتفاؤل والاستعراض السياسي منها إلى الأجراء المدروس، ولأسباب كثيرة أخرى، ليس من بينها السبب الأمني بكل تأكيد، ثم بدأ الجهد الرسمي بعدها، متفرغا ومنصبا في جوهره على التحضير للتحالفات وللاختبار الانتخابي الحاسم في مطلع العام المقبل.
متى يرتدع ويرعوي المتاجرون بالعراق لاغراض حزبية وطائفية وعرقية وسلطوية، ومتى يتوجه الجميع الى مصالحة حقيقية مع الذات ومع العراق بكافة مكوناته وتحويل العراق الى واحة من الديمقراطية والحرية السياسية للجميع دون استثناء والغلبة لمن يختاره الشعب من دون المحاصصة الحزبية والطائفية والعرقية التي تقود كما يتضح الى مربعات أسوأ مما مر به العراق من اقتتال وتحشيد طائفي، إذ لا معنى ولا أهمية أن ننتظر حصول الكوارث، لكي نعقد الاجتماعات حولها، ونشكل اللجان الجديدة بعدها، ونعيد تقييم الخطط الأمنية، ونحاسب الصغار من المسؤولين، ثم يعاد إطلاق سراحهم بعد حين، في صفقة محاصصة سياسية جديدة، لتستمر المحنة وتستمر دورة العذاب والدمار والعبث، هكذا بلا نهاية.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معدن اليورانيوم يتفوق على الجميع


.. حل مجلس الحرب.. لماذا قرر نتنياهو فض التوافق وما التداعيات؟




.. انحسار التصعيد نسبيّاً على الجبهة اللبنانية.. في انتظار هوكش


.. مع استمرار مناسك الحج.. أين تذهب الجمرات التي يرميها الحجاج؟




.. قراءة عسكرية.. ما مدى تأثير حل مجلس الحرب الإسرائيلي على الم