الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاجعة الاربعاء

عبد الجبار خضير عباس

2009 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



خيمت غمامة الحزن والقلق على شوارع وازقة وبيوت العراقيين، اثر انفجار مروع وهائل، وهذه المرة كان نوعيا بحجمه وقوته وتوقيتاته ودقة تنفيذه لاسيما انه حدث بعد ان ترسخت قناعات لدى الناس من ان الوضع الامني في تحسن مستمر

فصدم العراقيون من هول ما جرى.. وتلقوا النبأ بشكل مختلف، فتلاقفتهم الظنون وصاروا نهبا للاقاويل والاشاعات من اجل ايجاد تفسير لما جرى.. وشاحنات ضخمة تجوب شوارع بغداد، وتستقر في مناطق حساسة ومهمة لتستهدف ارواح الابرياء والدولة العراقية.
حينها لم تعد لكلمة السياسي او رجل الامن اي تأثير، يخفف عنهم من شدة ما يعتصرهم من حزن على الاحبة الذين فقدوهم ، وما حدث من خراب يمس هيبة الدولة العراقية من قبل مجاميع باعت الشعب العراقي بالتعاون مع اعداء العراق.. فالتذمر من تصريحات المسؤولين هو الطاغي، وبات مفعول كلامهم غير مؤثر او يوفر الحد الادنى من القناعة لدى المتلقي.
احيانا تشعر بالضيق وانت تتلقى تفسيرات مهلهلة من سوق سياسي عتيق عفا عليه الزمن، والحال هذه كيف السبيل للخوض في هذا الشأن؟ وعليك ان لا تقترب بشكل مباشر وتطلق هذه الكلمة او هذه العبارة، خشية ان تفسر على انك اقتربت من وادي هذا الحزب او تلك الكتلة المقدسة، انى لك ان تفسر ما جرى في خضم طوفان من وجهات النظر والقناعات المتضاربة بشأن ما حدث، ما عليك سوى الاشتغال على تخوم الكلمة، خوفا من ان يزعل هذا السياسي او ذاك، وتقتنع مثلا بتصريح سريع ولم يجر اي تحقيق بعد، ان التفجيرات لايشم منها رائحة اي تدخل من الدول العربية! وثمة رأي اخر يتهم دولة عربية بعينها، واخر يتهم البعث والتكفيريين وسلسلة من الاتهامات، تنتهي بندّ او غريم سياسي، أوالاستثمار الحزبي لما جرى.
من دون ان يعرفوا ان تصريحاتهم تلك قد استهلكت، كما ان العراقيين قد ملوا من تحليلات السياسيين، والتصريحات الامنية المكررة عن تشكيل لجان تحقيقية! ولم يطلع الشعب على تفاصيل نتائج اي تحقيق سوى الوعود، بانهم يمسكون بكامل خيوط تلك الجريمة والايحاء ان ظروف العملية السياسية والحفاظ عليها تتطلب الطبطبة على اكتاف الفاعلين!
الى جانب ذلك ثمة ما يثير الحيرة هو تفسير لاحدهم وهويحلل اسباب ماجرى من تفجيرات الاربعاء ، فعزا ذلك لعدم الاهتمام الجدي بالمصالحة الوطنية، اي انه يبرر التفجيرات بوصفها الوسيلة والخيار الوحيد للفرقاء السياسيين في فرض ارادتهم! اذ لابد من مكافأتهم على الجهد الكبير والمضني لما بذلوه..ولامناص امامنا سوى منحهم استحقاقهم في السلطة، عندها سيتحولون الى حمائم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة :كارثة في الأفق ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم




.. هل تمتلك السعودية سلاحًا نوويًا؟| #التاسعة


.. روسيا تحذر...العالم اقترب من الحرب النووية!| #التاسعة




.. رئيس الاستخبارات الأميركية يلتقي نتنياهو لإنقاذ المفاوضات وم