الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العتب على العتبات و الرقود قي المراقد

هشام عقراوي

2004 / 5 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


منذ زمن ونحن ندرك ان ارخص شئ في العراق هو الانسان و كرامته وان علم الفساد والقتل والاهانة والكذب كان يرفرف في بغداد في عصر البعث البائد. وكان الدجالون يرقصون حوله رقصة الموت. منذ زمن أدركنا أن السلاطين كانوا يتاجرون باشياء كثيرة من الجماد الى الاحياء والاموات. عرفنا أيضا أن التأريخ يزور في الكثير من الاماكن والدول ولكن في عراق البعث كان التأريخ والبطولات و الكنايا تصنع من العدم والرعاع والفاشيون كانوا يحفظونها ويجعلون منها مواضيعا لبحوث "علميه" و يدرسونها في المدارس عنوة.
فالكذب و تغيير الحقائق و الاتجار بالدين والعتبات المقدسه كانت سمة من سمات الصداميين، ولكن ذلك كان معروفا للجميع والكل يدرك بأن صدام و الدين و العتبات المقدسة (كوجا مرحبا) ولا يكن اي أحترام للمراقد و الشيوخ و الائمة الصالحين منهم و الطالحين. وبهذا بقى الدين و الاسلام في مأمن وبعيدا عن الشك. لأن كل ما كان يقوم به صدام لم يكن يؤثر على قدسية الاماكن المقدسة. ففي عهده قصفت المراقد و العتبات المقدسة و أنتهكت حرمتهم إمتلئت المراقد الحسينية و الحيدرية بالجيش و الجيش الشعبي و كان صدام يصلي فيهم حاملا سلاحه و مسده. وإتخذ أيضا من المراقد و العتبات المقدسة مكانا لأخفاء الاسلحة المحرمة و المحللة وحول قسما منها الى معسكرات و مخازن للاسلحة.
اليوم وبعد زوال صدام يبدوا أن هناك الكثيرون من الذين يريدون السير على خطاه و يتخذون من العتبات المقدسة مقارا ومراكزا لهم بحجة حماية العتبات و المراقد.
أذا كان صدام الذي لم يكن يمت بصلة الى الاسلام يتاجر بالعتبات المقدسة و مراقد الائمه فذلك كان أمرا مبررا لسبب بسيط و هو أنه لم يكن مسلما حقيقيا ولم يكن مدافعا عن العتبات بل ان كل شئ كان عنده من أجل نفسه و معاركه. أما أن يدعي بعض العراقيين و من الذين يدعون الاسلام و من المقربين الى أهل البيت، بأنهم يريدون حماية العتبات المقدسه من العدوان، فذلك هراء و كلمة حق حسب قولهم يراد بها باطل.
فالعتبات المقدسة لا تحتاج الى حماية. فليس هناك من يتجرأ التقرب من العتبات المقدسة أن لم يعتدى عليها هؤلاء أنفسهم. أن الاختباء داخل العتبات المقدسة هو إعتداء سافر ضد هذه العتبات و إنتهاك سافر للمراقد. أنهم بفعلتهم هذه يعرضون مقدسات المسلمين الى الخطر.
أذا كان المسلحون المجودون داخل المراقد يريدون فعلا حمايتها، فيجب عليهم الخروج منها فورا. لانه بتواجدهم يعرضونها الى الخطر. فلا أمريكا و لا المؤمنون و لا المسيحيون و لا الصابئة و لا اليزيديون سيعتدون على هذه المراقد لابل انهم يريدون الابتعاد من المراقد وحمايتها و هؤلاء الذين يدعون الاسلام هم الذين يريدون جعل المراقد و العتبات المقدسة مسرحا و ساحة لحربهم ضد أمريكا.
أن ما يفعله المسلحون و المتطرفون اليوم بالعتبات المقدسة و المراقد الشريفه ليست سوى تجارة رخيصة يمارسونها بأسم العتبات والمراقد. فليس هناك أي خوف على المراقد و الاضرحه و الصحون. يمكننا القول و بدون أية شك بأن هؤلاء المسلحون لا يكنون أية موردة و حب لتلك المراقد حين يتعسكورن فيها فهي للصلاة و العبادة وليست مراكز للتدريب و القتال. وأن كانوا فعلا يحبون و يقدسون هذه المراقد فيجب عليهم مغادرتهم فورا و القتال إن شاءوا في الاماكن الاخرى. أن ما يفعلونه هو الاحتماء بالعتبات المقدسة و ليس الدفاع عنها. فهم الذين سحلوا و سالوا الدم داخل هذه الصحون و الاضرحة المقدسة ( الخوئي مثالا) و هم الذين يتاجرون ويريدون السيطره عليها من أجل أيرادات تلك المقدسات وليس من أجل قداسة المراقد و العتبات المقدسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يتسبب بإقالة سفير بريطانيا لدى #المكسيك #سوشال_سكاي


.. فيديو متداول لطرد السفير الإسرائيلي من قبل الطلاب في جامعة #




.. نشرة إيجاز - مقترح إسرائيلي أعلنه بايدن لوقف الحرب في غزة


.. سلاح -إنفيديا- للسيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي




.. -العربية- توثق استخدام منزل بـ-أم درمان- لتنفيذ إعدامات خلال