الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعوب في الزاوية ..........

امنة محمد باقر

2009 / 8 / 25
الادب والفن



في زاوية مظلمة من حينا ، كان يقبع شاب وسيم جدا عليه علائم ترف قديم ، يهذي ويهمهم بكلمات ، فكرت على اساسها انه قد يكون مدمن مخدرات ، او مصاب بشيزوفرنيا مزمنة ، وكنت اسى كثيرا لحاله.
لاتفجروني ، لاتقتلوني ، انني برئ ، كفى سرقة ، لاتسرقوا املاكي ، لاتسرقوا نقودي ، رحمة بي يا اهلي !! وكنت اعتقد انه يهذي طوال الفترة الماضية ، في الحقيقة يمر عليه كثيرون يسمعون ذات الكلمات ، لكن لا احد يأبه ، شاب مجنون حقا !
ولكن في يوم اخر رأيت معه شباب اخرين في غاية الوسامة ، يرددون نفس الكلمات ، احدهم يقول اني من بورما والاخر من الصومال ، والاخر من سوريا ، واخري من بلدان افريقية ، وكوسوفو ، صربيا ، وكل يهذي ذات الهذيان !
قال احدهم ان السعودية جرفت مقابرنا والقت بها البحر لاننا نزور موتنا !!
وقال اخر ان دكتاتور بورما شردنا وهجرنا وتركنا للفقر كما هدام في العراق !!
واما النايجيري فقال : كان اجدادي يملكون بيتا ظهرت فيه عين نفط فصادرتها عصابات التهريب والمليشيا ، وطردوا جدي من بيته !!
وفي صربيا وكوسوفوا ذات القصة !
لم يكن الشاب القابع في الظل يعلم ذلك ، ولكن كل هؤلاء المجانين ( او ما اسميهم بالمجانين لشدة هذيانهم ) كانوا قد جاءوا كي يقولوا اننا مثله ، والظاهر انهم كانوا يتشرفون ان يكونوا مثله ، او يشبهونه ، ولكن عشيرته كانت تأسى لحاله ، فقد كان ماكان ، واليوم من يأسى لحاله ، وفي الحقيقة كانوا يضحكون عندما يقول ، حدث لي كيت وكذا ومشكلتي اسمها ، اسمها صدام !!
الكل يضحك ، لان صدام لم يكن الوحيد !!
كان هنالك موكابي والقذافي وغيرهم !! والنمر والاسد !!
وظل الشاب يهذي ، وانتشر وذاع صيت هذيانه ، وفي كل ساعة يظهر في نشرة الاخبار وعلى قناة الجزيرة !!
كان الشاب قد بلغ من المعاناة الكثير حين جاءوا بالامس وقالوا انه يحتضر !! ولكن في الحقيقة انا دائما اراه يصل الى هذه الحالة ثم يصحو على هذيانه من جديد دون ان يموت !
هذا الشاب بالذات لن يموت !!
كانوا قد حضروا اكفانه ، واخوته تقاسموا املاكه ، انهم كأخوة يوسف ، فبحكم هذيانه ، حجروا املاكه وقالوا مصاب بجنون انطباقي ولا شفاء لدائه ، ولازال متروكا في الاسواق ، ولا احد يسيطر على تحركاته ، واسرته تكاد لاتأبه حين يترك البيت ويخرج في الشارع ... حتى قالوا في غانا بأنه اذا قال صباح الخير فانه يقلد صوت الانفجار ويقول : بومب !!
على اي حال ، بلغت حكاياه المدى ، ونال من ويلات الجنون ما نال ، و تلعثم كالمجنون وطاله ما طاله من الاذى ، ولازال في هذيانه ، ولا احد يرأف بحاله ...
بالامس ، رأيت مجموعة من الاوراق تسقط من جيبه ، وانتشلت هويته ( يضعها اهله كي يتم التعرف عليه عندما يضيع ) ، كان مكتوبا عليها :
الاسم : عراق
الديانه : شتى
العرق : شتى
اللون : شتى ..... وفي موزائيك تلك الهوية ... لم تكن تميز علامات فارقة !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي