الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هُما وَطَنان

أياد أحمد هاشم السماوي

2009 / 8 / 25
الادب والفن


أضعتـُهُما لمـّا وجدتُهُما نـدّا
رميتُهُما سيــــفاً وصنتـُهُما غمـدا
أقَمْتـُهُما في كلِّ ماءٍ شربتـُهُ
فما أخلفا عهــداً وما نقضا وعـــدا
وما رَكَبا موجاً تهاوتْ سدودُهُ
فجئتـُهُما سيــــلاً وكنتـُهما ســدّا
علَتْ فيهِـما تلكَ الرمالُ وشاية ً
فما ثَقـُلا سمعـــاً وما اختفيا ردّا
أعدُّهما عدَّ الأصابعِ مازحاً
أرى فيهما أنّي أضعـــتـُهُما عــــــدّا
وكم وقَفَتْ بالبابِ أنفاسُ أمــــةٍ
فما وجَدَتْ نفسٌ لوعدهِما بـــــدّا
رميتـُهُما رميَ السهامِ فلم أجـــــدْ
سوى خافقي أمسى بما رُمِيــا صيدا
يحطـّانِ بي قسراً وتحدوهما يدي طواعيَة ً،
والأمرُ مختلفٌ جــــــــدا
ولو رحَلَتْ أركانُ بيتي فمـــا همــــا
سوى عمـَدٍ باقٍ وما بدّلا عهـــــدا
أجرُّهُما عن كلٍ قيـــــدٍ ومعقِــلٍ
وكم رَكَبا ســهلاً إذ انتعلا القيـدا
حملـتُهُما حملَ الضريرِ على الخطى
فكانا ليَ المسعى وما انفرطا عقدا
وشى بهما لما تغـزّلَ خافقي
إذ امتنعا حرفاً ، فأقواهما قصـدا
هما كلُّ ما بي غيرَ أنّي كما هما
حسبتُهما جمعـاً رأيتُهُما فردا
وشاءت بنا الأقدارُ أن ليسَ نلتقي
فما احتملا هجراً وما انتفضا صدّا
وما كنتُ إلاّ بارقاً من ضُباهُما
وما قـُدَّ منّي ليسَ ما كانَ منقـدّا
وهبتـُهُما حزنَ اليعاسيب حُمــَّلَتْ
بأطرافِها شوكاً وأجوافِها شهـــدا
وفي غرغرات الماءِ تجتاحني يدٌ
هما فوقها حيناً إذ اتـَّخَذا مهــدا
رميتـُهُما كأساً وعاقرتٌ فارغاً
بلا قدَحٍ حتى أطاحا بيَ الرشدا
بساطهما يمشي على الضوء واللظى
بلا قمرٍ هادٍ فما ضلَّ من جـدّا ؟
هما حدثان اثنان قد وثبا معا
فما استبقا باباً وما خلعا زردا
هما وطنانِ استـُنفِرَتْ غيمَتاهُما
فما هَطَلا ودْقا وما صَمَتا رعدا
وما حسِبا لونَ المصابيحِ غاية ً
إذ ابتكرا فجراً فـما أعتما وقــْدا
جنى بهما قلبي مفاتيحَ دولــةٍ
فعُدِّدَت الأبوابُ هدياً فمن أهدى
فقلتُ لِمَنْ تلكَ القوارير أقبلَتْ
فما عدتُ أستبقي وما وهبَتْ وِرْدا
أُكلـِّمُ قلبي كيفَ للشمسِ غادرتْ
لها مستقراً ، كيفَ ما ادَّخَرَتْ جُهدا
أجابتْ رياحٌ أنَّ عِشقـــاً يَلُفـُّهــا
فـكوّرَها حتى تلبَّسَها جـلدا
أنا غابة ٌ باعَ الردى عرصاتِها
إذ ْ انتبذَتْ سِتراً فما أجهضَتْ وِلْدا
أنا دجلتان استوقفَتْـني يداهُما
رسَمْتـُهُما بيتـاً وصنتـُهُما حـــدّا
وأعددتُ أسماءاً وأخرى مَحَوْتـُها
فما غرَّبا سنداً وما شرّقا هنــْدا
وضعتـُهُما في آخر الدربِ مكرهاً
إذا بهما في أول الخطوِ قدْ عُـــــدّا
على كتفي سالا فكـــــانا تعرقـــاً
رشفتـُهُما رشفَ الرذاذ إذا نــــــدّى
هلاميـّة ً سالت فخطـَّتْ دماهُما على وطنٍ أضحى لحرفِهما مـــــدّا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رقعة من فن
dema ( 2009 / 8 / 25 - 02:54 )
إنها رقعة من فن يسطرها قلم من شجن يعزف لحن وطن مستباح


2 - قامة هي قصيدة الشعر
علي الغرابي ( 2009 / 8 / 25 - 03:02 )
سلم يراعك إني أشعر ان الوطن بين يديك لم يكد يبارح شطآنك المتعبة فأخذت من دم القصيدة التي ذبحت على قارعة الطريق لترمم قامة ،، هي قصيدة الشعر
ما زال الغزل يسكنك ألم تر انك مفضوح بحب وطنك
أهنئك
علي الغرابي

اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل الكوميدي جيري ساي


.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال




.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما


.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم




.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا