الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء4

امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)

2009 / 8 / 26
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


إتضح لي من خلال الجزأين 1 و 2 من هذا المقال أنه لا بد من إعطاء نظرة عامة عن أطروحة الرفيق لينين في كتابه "المادية و المذهب النقدي التجريبي" الذي اعتمدته في تناول مقالات "المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي" ، و سأنطلق من نظرة الرفيق لينين عن المعلمين الماركسيين الكبيرين ، كان الرفيقين ماركس و إنجلس يؤلفان جنبا إلى جنب التكامل الفكري و العملي للمذهب الماركسي فكان الرفيق ماركس يهتم بتحليل الظواهر الإقتصادية في الرأسمالية و يمثل مؤلفه "رأس المال" أروع ما أنجزه بتعاون مع الرفيق إنجلس ، و كان الرفيق إنجلس يهتم بالقضايا العلمية و التاريخية وفق الإتجاه المادي للتاريخ الذي وضعه الرفيق ماركس وفق منظوره الإقتصادي ، و كانا يهتمان بالتطور السياسي بأوربا الغربية في علاقتها بروسيا التي يعتبرانها حجرة عثرة أمام تطور الثورة البروليتاريا ، لكونها تغذي الصراعات السياسية بين ألمانيا و فرنسا من خلال تغذية الحرب بينهما ، و واجه الرفيق ماركس المناهضين للديالكتيك المادي من البرودونيين و اللاساليين الذين أثارهم المذهب الماركسي محاولين تحريفه ، و إلى جانب البورجوازية و الإنتهازية التحريفية يأتي المثاليون الجدد الذين يحاولون دحض المادية الماركسية بإعادة إنتاج مثالية بداية القرن 18 ، ففي نهاية العقد الأول و بداية العقد الثاني من القرن 20 سعى بعض الأساتذة الروس إلى مناصرة الفلسفة الوضعية ضد الماركسية بتبنيهم ما يسمى "الفلسفة الوضعية الحديثة" أو "فلسفة العلوم الطبيعية الحديثة" ، التي يتخذونها وسيلة لدحض الديالكتيك المادي الماركسي بعد انبهارهم بما لحق العلوم الطبيعية من تطور هائل دون أن يستطيعوا فهمها و تفسيرها و علاقتها بالواقع الموضوعي ، معتقدين أنه من السهل عليهم تجاوز المذهب الماركسي المادي على المستوى الطبيعي و الإجتماعي ، و في اجتهاداتهم الفاشلة أصبحوا منحرفين بأفكارهم هذه عن آراء الرفيقين ماركس و إنجلس في مجال المعرفة و الطبيعة و التاريخ ، و اعتبروا الماركسية عبارة عن "تصوف" و أنها أصبحت "شائخة" و ذلك نتيجة انحرافهم نحو الميتافيزيقا التي لازمت الصراع بين قطبي الفلسفة "المادية" و "المثالية" منذ ديمقريطس و إبيقور من جهة و سقراط و أفلاطون من جهة ثانية إلى هيكل و فويرباخ من جهة و ماركس و إنجلس من جهة ثانية .
و كان لابد من دحض مثالية القرن 20 من طرف الرفيق ليبين الذي شن حربا ضروسا على المثاليين الجدد من أتباع إرنست ماخ ، عبر تطوير الماركسية في مجال المعرفة في أطروحته "المادية و المذهب النقدي التجريبي"، الذي تناول في بدايته المقارنة بين فلسفة الماخيين في القرن 20 و فلسفة بركلي في القرن 18 حيث أن الماخيين يعيدون إنتاج نفس أفكار بركلي المثالية ، و في مقاربته تلك يعتمد الرفيق لينين على الحجة و الدليل بمقتطفات من كتابات بركلي الكلاسيكية و مقارنتها بكتابات ماخ الحديثة ، و هم يعتنقون المذهب النقدي التجريبي الذي انحرف عنه النقاد الجدد في القرن 20 أمثال بازروف و بوغدانوف و بوشكيفيتش و فالينتشينوف و تشيرنوف و باقي الماخيين ، و الذين يقولون بغير معقولية ما يقول به الماديون في مقولة "الشيء في ذاته" أو المادة "خارج التجريد" خارج إدراكنا ، و يتهمون الماديون بأنهم متصوفون حين يقرون بشيء غيبي قائم خارج حدود "التجربة" و "المعرفة" و قولهم بتأثير المادة على حواسنا في الوقت الذي يقرون بالحواس المسؤولة على معرفتنا ، و ذهب الرفيق لينين أبعد من ذلك في نقده للماخيين للتحقق من آرائهم باعتبارها ليست آراء جديدة حيث ترجع إلى بداية القرن 18 عندما قاد الأسقف جورج بركلي نفس الحملة العدائية ضد الماديين الذين لم يسميهم في كتاباته ، و يقول الماخيون أن المادية الفلسفية الحديثة لا تعترف بمفهوم "المادة" و "الجوهر" معتقدين أن ماخ قد قام بإنجاز عظيم في مجال المادية الحديثة ، جاهلين أنهم يلتقون مع بركلي في قوله بأن المادة لا شيء و هي جوهر لا وجود له ، و هم ينكرون وجود الثنائية : الجوهر و المادة ، الأشياء و الأفكار ، و يشكل ماخ و أفيناريوس باعثي الفلسفة البركلية محاولين دحض الفلسفة المادية الماركسية بالرجوع إلى الوراء و الأخذ بمقولة "الفكرة" .
و قد واجه الرفيق إنجلس المذهب المثالي و قسم الفلاسفة إلى اتجاهين كبيرين في مؤلفه "لودفينغ فريوباخ" حيث قسمهم إلى فلاسفة ماديين و فلاسفة مثاليين و حدد الفرق الكبير بينهما ، و ذلك لكون الماديين يعتبرون المادة هي الأصل عكس المثاليين الذين يعتبرون الروح هي الأصل و الطبيعة الفرع ، و بين هؤلاء و أولئك يوجد أنصار هيوم و كانط الذين ينكرون إمكانية معرفة العالم أو على الأقل معرفته معرفة تامة و سماهم اللاعرفانيين ، و لكنه يطبق هذا المصطلح على أنصار هيوم الذين يسميهم فريزر "الوضعيين" ، و في كتابه "المادية التاريخية" يتحدث الرفيق إنجلس عن "اللاعرفاني الكانطي الجديد" و يقصد هنا هيوم ، لقد اهتم الرفيق إنجلس كثيرا بالقضايا ذات الصلة بالعلوم و التاريخ و تكلم كثيرا عن فظاظة المفاهيم عند علماء الطبيعيات المعاصرين ، و اعتبرها متحجرة و عن نظراتهم الميتافيزيقية المنافية للدياليكتيك المادي حيث يخلطون بين النسبية و الدياليكتيك ، و يتضح ذلك فيما رأيناه عند ماخ الذي حاول انطلاقا من الأحاسيس تكوين العناصر الفيزيائية ، و من العناصر نفسها ينسج كلاما فارغا بعيدا عن الدياليكتيك المادي و القصد منه الدعاية للمثالية ضد المادية ، حيث الكمونيين الذين يعتبرون من المثاليين المتطرفين يعتنقون آراءه إذ يجدون فيها لذتهم في معارضة المادية ، فقيام ماخ باستنتاج الأحاسيس من حركة المادة مناقض تماما لمادية ديدرو الذي دحض أقوال الماديين المبتذلين الذين يقولون إن الدماغ يفرز الأفكار كأي عضو من أعضاء الجسم الذي يفرز مادة معينة ، و يتجاهل ماخ استنتاجات الرفيقين ماركس و إنجلس كما يتجاهل استنتاجات هيكل و فويرباخ مثله في ذلك مثل باقي الأساتذة المدرسين للفلسفة الرسمية .
و لتزيين وجه أفيناريوس و ترويج أفكاره المثالية يقول عنه بوغدانوف و هو أحد الماخيين الروس :"إن الفلسفة المثالية كانت نقطة الإنطلاقة في تطور نظرات ماخ في حين أن التلوين الواقعي كان السمة المميزة منذ باديء ذي بدء بالنسبة لآفيناريوس "، و يقول الرفيق لينين عن بوغدانوف أنه صدق أقوال ماخ في مؤلفه "تحليل الأحاسيس" لأن ما أكد عليه مناقض تماما للحقيقة إذ أن مثالية أفيناريوس تظهر حقا في مؤلفه هذا ، و قد اعترف هو نفسه بذلك لاحقا حيث يعترف للجميع بانطلاقته المثالية و يقر بأن الإحساس هو الوحيد الذي يمكن اعتباره موجودا مما يتناقض مع وجود الجوهر ، و قوله بالأحاسيس مستقلة كالقول بوجود الأفكار بدون دماغ و ينعت لينين فلسفته بالنصف"مادية تاريخيا طبيعيا" ، حيث لا يعتبر الإحساس الصلة المباشر للإدراك مع العالم الخارجي ، مع الواقع ، من خلال تحويل طاقة التهييج الخارجي إلى واقع الوعي ، عكس ما يقول به أفيناريوس إذ يضع الإحساس حاجزا و ليس صلة بالعالم الخارجي و يفصل بذلك الوعي عن الواقع ، و بذلك يعيد ما قاله بركلي منذ زمن بعيد ، و نجد زعماء هذا التيار بإنجلترا كارل بيرسون الذي يقر بموافقته على آراء ماخ و بفرنسا نجد دوهيم و هينري بوانكاره الفرنسيين ، و في اعتراضه على بليخانوف يقول بوغدانوف أنه لا يعتبر نفسه ماخيا في الفلسفة إذ أخذ من ماخ فقط عملية فصل ما هو فيزيائي عما هو نفسي و تبعيتهما للتجربة ، و يقول الرفيق لينين عن قوله هذا أنه ينسى أنه أخذ منه جوهره الخاطيء معتقدا أنه باستطاعته التخلص من منطلقاته المثالية الذاتية ، و كذلك هو حال كل نقاد المذهب التجريبي حيث لا يفهم بوغدانوف أنه يشترك مع الماخيين الذين يشركهم فيما هو أساسي.
و قام الرفيق لينين بدحض المذهب النقدي التجريبي ذي الأسس المثالية الذاتية الذي حاول من خلاله الماخيون العصف باستنتاجات المذهب الماركسي ، خاصة منها الديالكتيك المادي الذي يريدون أن يتجاوزوه معتمين في ذلك على استغلال العلوم الطبيعية بشكل فج ، و حاول ماخ و أفيناريوس الخوض في مجال المعرفة على مستوى العلوم الطبيعية من أجل إسقاط إستنتاجات التجربة في هذا المجال على مستوى النفس ، و لكن عدم قدرتهما على فهم العلاقة بين الأحاسيس و الأشياء جعلهما يتخبطان في تناقضات المثالية الذاتية ، فجهلهما بأسس المادة الدياليكتيكية الماركسية على مستوى الحركة جعلهما لا يدركان الصلة بين المادة و الفكر ، و هم بذلك يجهلان مبدأ التناقض داخل الحركة التي وضع أسسها كل من الرفيقين ماركس و إنجلس و جاء الرفيق لينين ليعطي لمفهوم المادة بعدا أشمل بقوله :
"المادة مقولة فلسفية للإشارة إلى الواقع الموضوعي " .
و قد استخلص هذا المفهوم خلال نضاله في مجال المعرف ضد الماخيين حيث استطاع تطوير المذهب الماركسي من أجل معرفة العالم معرفة علمية من خلال نضاله ضد المثالية الذاتية و اللاعرفانية ، و أوضح كيف أن الدياليكتيك هو نظرية المعرفة الماركسية مما ساعده في استنتاجاته حول النفس التي اعتبرها ذات البعد المادي .
يقول الرفيق لينين : "إن الأحاسيس هي صورة ذاتية عن العالم الموضوعي " .
فإذا كانت مرحلة الرفيقين ماركس و إنجلس مرحلة تطور المفهوم المادي للتاريخ و التياليكتيك المادي فإن الرفيق لينين استطاع تطوير النظرية الدياليكتيكية على مستوى المعرفة و الدفاع عن الفلسفة المادية الماركسية في ظل هجوم المثالية الذاتية على المذهب الماركسي ، و استطاع تطوير المذهب الماركسي في مجال المعرفة بتطوير الدياليكتيك الماركسي في حربه ضد الماخيين الذين يريدون إنهاء نظرياتهم المثالية بالماركسية ، حيث استطاع دحض المذهب النقدي التجريبي الذي شوه عبره الوضعيين مفهوم "الواقعية" الذي أصبح مفهوما مبتذلا ، مما جعل الرفيق لينين يتخذ مفهوم "المادية" الذي وضعه الرفيق إنجلس للتعبير عن الواقع الموضوعي في مجابهته لأعداء الديليكتيك المادي الماركسي ، و ذلك في ظل أوضاع روسيا القيصرية التي يسود فيها الإستبداد بارتباطها بأوربا عصر الإمبريالية التي تراجعت فيها الديمقراطية إلى الرجعية على طول الخط كما يسميها ، في جميع النواحي الإقتصادية و السياسية و المعرفية حيث انتشر في أوربا المذهب النقدي التجريبي بزعامة ماخ .
و كان عدد كبير من الإشتراكيين الديمقراطيين قد انبهروا بهذا المذهب الذي رأوا فيه آخر ما يمكن أن يتوصل إليه الفكر المادي بعد ماركس ، معتبرين أن الماخية هي التي ستقوم مقام الدياليكتيك المادي الماركسي و من ضمن هؤلاء المناشفة و بعض البلاشفة ، مما وضع أمام الرفيق لينين هذه المهمة الصعبة التي تتجلى في الدفاع عن الفلسفة المادية الماركسية ، محاولا بلورة المنظور الدياليكتيكي المادي الماركسي في مجال المعرفة الذي يميز اللينينية عن غيرها من المذاهب و يعطي للدياليكتيك المادي الماركسي نفسا جديدا.
و ينتقل الرفيق لينين إلى محاكمة الماخيين الروس عبر محاكمة فهمهم لمسألة الطبيعة و الإنسان و ينطلق من بازاروف في كتابه "دراسات "في" فلسفة الماركسية" الذي تناول فيه آراء بليخانوف انطلاقا من فهمه لها ، بالحديث على لسان بليخانوف متسائلا عن الزمن و المكان و السببية في علاقتها مع القول بوجود العالم قبل الإنسان ، في الوقت الذي يقر فيه بليخانوف أن فلسفة كانط لا تفيد في هذا الشأن ، و أن المثالية تقول بعدم إمكانية وجود الموضوع بدون ذات إلا أن تاريخ الأرض يبين عكس ذلك حيث وجود الأرض قبل الذات بزمن طويل قبل وجود المواد العضوية التي تملك درجة معينة من الوعي ، و لكن المطروح هنا قول بليخانوف بهذا الجواب الذي يقول أن فلسفة كانط لا تستطيع الجواب لأنها لا تتوافق و العلم المعاصر ، و يوضح أن التاريخ يقر المادية و الشيء في ذاته إلا أن بليخانوف يقول أننا لا نملك أية فكرة عن الأشياء كما هي في ذاتها ، و كل ما نعرف هو ظواهرها و نتائج فعلها في أعضاء حواسنا و لها فقط الصورة الموجودة في أعضاء الحواس منذ زمن طويل ، "العهد الثانوي" في عهد الإيكتيوسورات و الأركيوبتيريكس ، و نعجز عن السير إلى الأمام مع السوليبسيسم ، و يرد عليه الرفيق لينين من خلال حكمه هذا على المادي بليخانوف الذي يقول عنه أنه يعتبر أن الأشياء في ذاتها ليست لها صورة عدا الفعل في أعضاء حواسنا و بمعنى آخر أنها ليس لها وجود في العهد الثانوي إلا كصور ، بمعنى أن الصور هي نتيجة فعل الأشياء في ذاتنا ، في أعضاء حواسنا ، مما يجعل الأشياء غير مستقلة عن أعضاء الحواس ، ذلك أن بازاروف لم يفهم أقوال بليخانوف إذا ما افترضنا أن ذلك صحيح و هو يريد أن يكون ممثلا للماخيين في المادية بتشويهه لآراء بليخانوف المادية ، و كأنه لا يعرف أن من أسس المادية الإعتراف بالعالم الخارجي بوجود الأشياء خارج إدراكنا و بصورة مستقلة .
و يقول بليخانوف في موضوع الطبيعة و الإنسان :" لا موضوع بدون الذات بنظر المثالية و أن الموضوع يوجد بنظر المادية بصورة مستقلة عن الذات و معكوسا بقدر متفاوت من الصحة في إدراكنا."
و يعتبر الرفيق لينين أنه لا يمكن لأي مادي أن يكذب قول بليخانوف هذا و أن المادية و الطبيعة قبل الإنسان و أن المثالية الذاتية منطلق المذهب النقدي التجريبي من خلال مقولة أن العالم هو عبارة عن أحاسيس ، و لف هذه المقولة بمجموعة من الكلمات التي يستعملها أفيناريوس و ماخ ، من أجل التغطية عن تناقضاتها مع العلوم الطبيعية ، و استطاع المذهب الماركسي اللينيني دحض جميع المذاهب التي تصب جميعها في بحر المثالية الذاتية و السوليبسيسم ،
و يقول الرفيق لينين عن نظرية المعرفة :" في نظرية المعرفة ، كما في جميع ميادين العلم الأخرى ، تجب المحاكمة بطريقة دياليكتيكية ، و هذا يعني أنه يجب علينا لا أن نفترض معرفتنا ناجزة و ثابتة لا تتغير ، بل أن نحلل و نبحث بأي طريقة تظهر المعرفة من اللامعرفة ، بأي طريقة تصبح المعرفة غير الكاملة و غير الدقيقة أكمل و أدق ".
و في نقده للمذهب النقدي التجريبي يستخلص الرفيق لينين أن هذا المذهب تلازمه على طول الخط المسائل العرفانية الرجعية التامة ، باستعمال جديد الكلمات الحاملة للأخطاء القديمة للمثالية و اللاعرفانية حيث لا يمكن أن نتحدث عن الجمع بين الماركسية و المذهب النقدي التجريبي ، و أن هذا المذهب لا يشكل إلا مدرسة صغيرة من بين المدارس الفلسفية الصغيرة في هذا العصر حيث عمل رواده على الإنطلاق من كانط في محاولة للوصول إلى المادية ليصلوا إلى اللاعرفانية الهيومية و البركلية ، و عملوا على تكريس مذهب الماخية الغارق في المثالية في وحدة مع الكمونية أشد إغراقا في الرجعية ، و الماخية في علاقتها مع بعض العلماء الطبيعيين المنزلقين عبر نظرية النسبية إلى المثالية خاصة في العلوم الفيزيائية بعد الإكتشافات العلمية العظيمة التي حطمت النظريات القديمة الكلاسيكية ، و التي بينت نسبية معارفنا مما كرس انتشار المثالية الفيزيائية على غرار المثالية الفيزيولوجية في الماضي ، و لا يمكن معرفة صراع الأحزاب الفلسفية عبر السكولاستيك العرفاني للمذهب النقدي التجريبي لأن الفلسفة الحديثة حزبية كالفلسفة منذ ألفي سنة حيث المادية و المثالية حزبان متصارعان ، و التي تعبر عن ميول الطبقات المتعادية و عن أيديولوجيتها و ذلك عبر جوهر الأمر المستور و أن دور المذهب النقدي التجريبي دور طبقي يسعى إلى خدمة الإيمانية في نضاله ضد المادية عامة و المادية التاريخية على الخصوص .

تارودانت في : 24 غشت 2009

امال الحسين










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماركس و الايديولوجيا
سعيد ( 2009 / 8 / 25 - 19:41 )
كشف ماركس زيف الايديولوجيا الالمانية و الايديولوجيا بشكل عام و كانت اداته في دلك الكشف الرائع المادية التاريخية و ليس ايديولوجيا معينة, وبدات المنهج اي المادية التاريخية او علم حركة المجتمع بين ماركس بان الايديولوجيا انما هي وعي زائف وظيفته الاولى خلق نمودج جاهز يقولب فيه الايديولوجي او العقائدي الواقع , فلمادا ادن يتم سوق الماركسية بشكل تعسفي الى دائرة الايديولوجيا و هي بجناحيها المادية الجدلية و المادية التاريخية من العلوم مهمتها فضح الوعي الزائف حتى يتسنى للطبقة العاملة القيام بدورها الثوري.
سيد امال ليجب الخلط بين الفكر و الايديولوجيا.
كما لايجب الخلط ايضا بين النظام و التخطيط.
سمة الاشتراكية الاولى هي تفعيل الصراع الطبقي و تاجيجه حتى يصل اوجه بدلك فقط يمكن القضاء على كل الطبقات و المرور الى اللانظام الشيوعي حيث تنتفي العدالة و المساواة و كل صفات المجتمع الطبقي


2 - ماركس و الأيديولوجيا
امال الحسين ( 2009 / 8 / 26 - 11:08 )
لقد انتقد الرفيق ماركس الأيديولوجية الألمانية باعتبارها أيديولوجية البورجوازية المسيطرة على السلطة السياسية و الإقتصادية و بالتالي على وسائل الإنتاج المادية و الفكرية ، و المراد من نقد الرفيق ماركس هو وضعها في متناول البروليتاريا لكشف زيف الأفكار السياسية و الأخلاقية و القانونية و الفلسفية و الأدبية و الفنية ...للطبقة المتحكمة في وسائل الإنتاج ، حتى يجعلها أداة للمعرفة العلمية للبروليتاريا في صراعها ضد البورجوازية ، و هي بنية فوقية نتاج الوجود الإجتماعي وفق شروط الحياة المادية للمجتمع التي تتحكم فيها الطبقات السائدة و لدى سماها الرفيق ماركس بالوعي الزائف ، لكون الطبقات المسيطرة تحجب بها حقيقة سياساتها الطبقية من أجل مزيد من استغلال الطبقات المسيطر عليها في المجتمعات الرأسمالية ، و الأيديولوجية الإشتراكية نقيض الأيديولوجية البورجوازية كما يقول عنها الرفيق لينين : -الخيار الوحيد هو: اما الايديولوجيا البرجوزاية واما الايديولوجيا الاشتراكية..وعليه فالانتقاص من الاشتراكية باية طريقة او الانحراف عنها باقل درجة يعني تعزيز الايديولوجيا البرجوازية-. إذن لا بد للبروليتاريا من أيديولوجيتها التي ستكشف بها زيف الأفكار البورجوازية التي تنتحلها الطبقة العاملة ‘ما لعدم وعينا الطبقي أو عدم امتلاكها ل


3 - لينين افيلسوف لا الفيزيائي
امال الحسين ( 2009 / 8 / 26 - 11:30 )
إن نقد الرفيق لينين لماخ ليس من منطلقات علمية فيزيائية كما يقال عنه إنما من منطلف فيلسوف يقوم بوظيفته النقدية لتنوير الطريق للعلماء الطبيعيين ، الذين يمكن أن يقعوا في هفوات أثناء تناولهم للمادة التي يقومون بتحليله ، و ما فعل ماخ ليس القيام بمهمته كفزيائي إنما الدخول في جدال فلسفي حول المادية ، و لكونه لم يتخلص بعد من منطلقاته المثاليته الذاتية وقع في هفوات عند محاولته نقد الدياليكتيك الماركسي ، لقد ساهم نقد الرفيق لينين للماخية العلماء بالإتحاد السوفييتي في تطبيق الدياليكتيك الماركسي على أعمالهم العلمية ، و الرفيق لينين لم بقم مقال العلماء الطبيعيين الإشتراكيين في مختبراتهم العلمية بقدر ما أنار لهم الطريق في اتجال البحث العلمي المادي


4 - ماركس والإيديولوجيا
فؤاد النمري ( 2009 / 8 / 26 - 14:14 )
أحقية ماركس تنبع من اكتشافه القانون العام للحركة في الطبيعة . هذا القانون يقول أن الشيء ليس هو ذاته في ذات اللحظة أي أن عملية التغير في الشيء مستمرة لا تنقطع للحظة واحدة وهذا ما يحول دون أن يعتقد المرء بأي شيء ثابت الأمر الذي تستوجبه أية إيديولوجيا طالما كل الإيديولوجيات تفترض الثبات في الأشياء. لذلك يكون التعريف الدقيق للماركسية هو كونها منهجاً وليست عقيدة أو نظاماً فكرياً متكاملاً . الماركسية علم وليست عقيدة أو نظرية . إنها علم تناول الأشياء كل الأشياء بمختلف حالاتها . وأن يصف لينين أو ستالين الماركسية بالإيديولوجيا، إيديولوجيا الطبقة العاملة، فإنما يتم ذلك بالاستخدام المجازي


5 - حول الماركسية
محمد ( 2009 / 8 / 26 - 16:13 )
من الغريب أن الماركسية كمصطلح وكفلسفة كانت قد ولدت وتحولت الى ايديولوجية رسمية للاشتراكية الديمقراطية الألمانية والروسية بينما أهم كتابات ماركس لم تنشر للعموم. يقول ماكسيميليان روبل -ان انتصار الماركسية كمذهب دولة وكايديولوجية كان قد سبق بعقود نشر الكتابات التي عرض فيها ماركس بكل وضوح وكمال الركائز العلمية والاتجاهات الايتيقية لنظريته الاجتماعية- فكتب مثل (الايديولوجية الألمانية) و(موضوعات حول فيورباخ) و(الكتاب الثالث من راس المال) و(المخطوطات الباريسية) والغروندريسة) و(موضوعات حول فيورباخ) و(الثامن عشر من برومير لويس بونابارت) كلها لم تنشر الا بعد الثلاثينيات من القرن العشرين، أي بعد أكثر من أربعة عقود من ظهور الماركسية . لا بل أن أعمال ماركس نفسها قد بقيت غير مكتملة، فنحن نعرف أن ماركس قد وضع في مخططه لنقد الاقتصاد السياسي كتابة فصل حول التجارة الخارجية وفصل حول السوق العالمية وفصل آخر حول الدولة، لكن لم يتسن له ذلك. فكيف يمكن تفسير هذه المفارقة لفلسفة (الماركسية) تولد وتنشأ وتترعرع بل وتتحول الى الفلسفة الرسمية لثاني قوة في العالم (الاتحاد السوفييتي) بلا أية علاقة بمن هو مفترض أنه مؤسسها، أي ماركس، هذا الأخير الذي أعلن بكل وضوح في مقولته الشهيرة -كل ما أعرفه أنني لست ماركسا- أن لا


6 - الاختصار والتركيز
رضى بورقادي ( 2009 / 8 / 26 - 18:17 )
أشياء جميلة يذكر بها الرفيق أمال الحسين لكنها تسبح داخل بحر من الجمل والاصطلاحات، الكثير منها حشوا، لذلك من المفيد جدا لبلورة جواهر النص الإختصار مع التركيز وبذلك ستسقط مختلف الجمل الزائدة

اخر الافلام

.. نجل الزعيم جمال عبد الناصر: بشكر الشعب المصري الحريص على الا


.. مقابلة مع وليد جنبلاط الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي




.. فى ذكرى وفاته.. منزل عبد الناصر بأسيوط شاهد على زيارة الضباط


.. فى ذكرى رحيله.. هنا أصول الزعيم جمال عبد الناصر قرية بنى مر




.. شرطة نيويورك تعتدي على متظاهرين داعمين لفلسطين وتعتقل عددا م