الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-ذاكرة الحواس- هي دائما ما تبدأ المخيلة

حيدر تحسين

2009 / 8 / 27
الادب والفن


قد نتبع إحساسنا ونحن في أمس الحاجة إلى العقل, أو نسمع البحر ونحن على بعد بضعة أميال عنه, فتبدأ المخيلة في تشكيل لونه الأزرق عند كل اغماضة عين أو اغماضة عقل, قد نشم الزهور الصناعية ونحن نعلم بأن اختيار عطورها من صنع الآخرين لكنها أحيانا تستهوينا, قد نسمع بعض النغمات وبندا في البحث عن مصدر الصوت كي نراه وبندا في التركيز فيه كأننا نسمع في عيوننا, أو نبدأ السماع في غمضة عين وننهها بغمضة, كأننا نودع المكان الذي يبعثها, أحيانا تختلط علينا الحواس ونحن نستشعر ما يدور حولنا ,وهكذا فالحواس تطير بنا ونحن في أمس الحاجة في التركيز بأحدها.

لكن عندما تنقصنا احد الحواس يحتلنا الشعور بالإرباك, وهكذا هي حاسة الصديق عندما تنقصنا نكون قد واجهنا الحياة ونحن نفقد تلك الحاسة, كأنك تبحث عن شجرة وحيدة في وسط مدينة مزدحمة


عادةً تكون النهايات عنوان لبدايات جديدة, لكن كيف تكون البداية منتهية قبل بدأها, هذا يعتمد على نوع أحلامنا, أو كلمات لا يجوز لها أن تخرج للدنيا كي لا تنتهي, كأسرارنا التي تموت عندما ترى وجه الدنيا. حتى إحساسنا بالضياع قد نتفق فيما نجده من أصدقاء جدد, نحن قبل أن نلتقي بمن نراهم في مخيلتنا, من السهل أن نتحكم بما سيقولون, أو بما يرغبون الحديث عنه, فهم لم يصمتوا, بل هم يملئون صمتنا كلمات, يترجمون أحزاننا, و نحن نملك حق الخيار معهم, لكن عندما نلتقي بهم تختلف كل الموازين يشغلنا الإرباك عن إعجابنا في خطوط التشابه بين ما أردناه منهم وبين ما نجده فيهم, يأتينا الإرباك في فقداننا حق الاختيار فيما نريدهم أن يكونون, فهم بالحقيقة يصمتون كثيرا, قد ننتظم حين نكون في طريق البحث عنهم, لكن سرعان من نشتت حي نلقاهم.

......................................

سيدتي....

عادةً أكون متخم بالمشاعر المؤقتة, فلقد أشبعت بعض النساء معدتي بالحب, وملئت ذاكرتي فيما مارسناه من حب ليلة البارحة, وانأ ممتلئ بالغرور لكوني سيد الحب في قصورهن, لكن وكما تعلمين إنني لست سوى العبد والطباخ في قصر يخلو من أشعة الشمس, يخلو من نسيم الصباح, لقد أسمعتني البعض منهن نغمات تستفز سكونهن, في حين كنت في أمسّ الحاجة إلى السكون, كنت بحاجة لأنظم بعض تناقضاتي.

لقد جئني في وقت يكون فيه التأمل مضيعة للوقت, والمشاعر الجميلة كأوراق الياسمين الاصطناعية تعتمد عطورها على نوع القماش, جئني في مساء السبت حين أكون في استعدادي لمسح الذاكرة الأسبوعية وإدخال بعض معلومات أنوثة هذه وتلك, لم أكن اعلم انك ستأتين ذات يوم بعد أن اكتملت ملامحك في مخيلتي بلون السراب, أنا لم أيأس من قدومك لكنني نسيت موعد انتظارك يومها, فأنا لم أهمل مغيبا واحد للشمس دون انتظار, ولا طله واحدة للبدر وانأ أفكر بك بصوت عالي...... لقد علمت وأنت تتحدثين بأنك خرجتي من مخيلتي لترحبين بي في عالم الحقيقة, لكنني لم اعد أملي عليك ما تقولين, لم أكن اعلم إننا سنختلف ذات يوم, لم افهم لماذا تنوين الرحيل.


لقد تأخرتِ كثيرا في المجيء وانأ علي النوم مبكرا.....

"كن هنالك ذات يوم وسنكون بقربك طول اليوم" هذا ما أخبرتني يومها قبل أن ترحل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟