الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا في أمريكا

سهيلة بورزق

2009 / 8 / 27
سيرة ذاتية


نحن لا نتورط في الوطن كجغرافيا ، نحن نتورط فيه كحلم يمنحنا الحقيقة عن غربة.
عندما دخلت " أمريكا " تأكدت من أنّني سأقطع إلتحامي مع حالتي العقيمة المتخمة بالتخلف كأنثى هاربة من شرقيتها وعقدها وخوفها من السيّد الرجل ، و عندما عرفت أنّ من حقي الحياة من دون شروط ، في وطن يؤمن باٍنسانيتي، قررت دخول ذاتي من جديد ، و التعرف عليها عن قرب ، والتمتع بأفكارها وفوضاها، تأكدت حينها أن الكاتبة بداخلي أصبح لها صوت عال يسمع باٍحساس مختلف.
أؤمن أن لكلّ كاتبة عربية خصوصية ما تتقنها وحدها في الحياة ،لكن الخوف من التقاليد هو سبب اٍنكسار العديد من الأقلام النسائية .
لقد اٍستطاعت " أمريكا أن توقض بداخلي الوهج ، وتمنحني الثقة ، وتحيلني اٍلى شعلة لا تعرف الانطفاء، بدليل أن التعلم هنا لا تعيقه مشكلة السن ولا الحالة الاٍجتماعية ، ولا الأب ولا الزوج ولا التقاليد المريضة، هناك مساحة واسعة من الحرية التي تمدك بالاٍستقلالية وتدعوك للاٍنفتاح على العالم الكبير من خلال قناعاتك الذاتية وعميق أفكارك المطروحة بشكل منطقي غير مخالف للعرف الاٍنساني في كلّ بقعة من الأرض.
لقد كتبت عن أمور كثبرة في وطني " الجزائر " ووصفت بأنّني كاتبة متمردة ، كنت أصرخ في نصوصي ، كنت أقول ان المرأة لم تخلق للفراش فقط لكن ذاكرة القارىء لا تحمل غير صور السوط والكآبة وفوضى المتعة.
لم يكن الحلّ في الصمت ، لم يكن القتال واجبا فقط ولم أكن أنا مهيأة للقتال بعد، وهذا هو الفرق بين هنا وهناك ، الفرق أنني اليوم مهيأة للقتال والموت باٍبتسامة عريضة ،لأن أفكاري معرّضة للنقاش والتحليل وليس للحرق .
أمريكا هي وطن متعتي الأخلاقية في النّص ، وهي سفري الدائم في الفكرة، وهي القلق الذي يمنحني الحلم عن طموح ، وهي العنوان الوحيد الذي لم تختل فيه موازين أنوثتي ، أمريكا هي الوطن غير المشروط وهي نصوصي القادمة بعشق ، وهي فرصتي الأخيرة ، لذلك لن أتوقف عن الغناء حتى الموت .
أعيش في أمريكا كعربية مسلمة، أحمل قناعاتي بداخلي ، ولم أشعر يوما أنها تعيقني في ترتيب علاقاتي الأمريكية، لا سيما وأن الكاتبة بداخلي اٍنسانة معتدلة لا تحب أن تخسر شيئا من حولها، أنا الجزائرية الآتية من حقول الشعر والمطر والأغنيات.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الانسان والمجتمعات الحرة
الدكتور هاشم محمد عبدالله ( 2009 / 8 / 26 - 23:08 )
نحن نرزح تحت نير الشعوب العربية الاسلامية التى تتميز بالكبت والقمع والاستبداد ومصادرة الحريات العامة والشخصية وفى المقدمة منها الحريات الجنسية فالمرأة فى مجتمعاتنا كيانا غير مستقل ومتهم حتى تثبت برائته واثبات البراءة يعنى بمفهوم المجتمع الانصياع التام لتقاليد وعادات ومفاهيم المجتمع المغلق المستمد قوانينه واعرافه من الافكار الدينية الرائجة التى تحتقر الانسان نحن نعيش اجواء القرون الموغلة فى التاريخ وامجتمعات الحرة تعيش المعاصرة بكل ماتحمله من معانى الحرية وتحقيق الذات واشباع الحاجات الطبيعية للانسان التحيات الحارة للمبدعة سهيلة التى تنور الشاشة بطلتها الجميلة


2 - تحية الورد
رعد الحافظ ( 2009 / 8 / 27 - 05:26 )
عيشي سيدتي حياتك بما يراه عقلك صحيحا وتتوق نفسك إليه
حتى نبي الاسلام قال لهم إستفت قلبك وإن أفتوك ..يقصد إسأل عقلك , هو كان لا يميز بين القلب والعقل , يظن القلب مركز القرار والعاطفة
لكنه عاد فسد أي مجال للتمتع في الحياة حيث قال
الغلبة في غلبة هوى النفس , وقصد بها إن أي متعة او عمل تحبه سيجلب عليك الخسارة والندم
كان يرى أن الحياة ...قتل وسبي ووطيء وفرج ودبر وما شابه
عيشي سيدتي حياتك وليكن الله إن وجد داخل قلبك تحكميه وتتذكريه في تعاملك مع باقي البشر بحب وتسامح وتعاون وسلام
وتذكري أن الحرية هبة من فوق (العقل )وليست غنيمة من الاسفل


3 - كوني كما تشائين
بلند ( 2009 / 8 / 27 - 15:00 )
كوني كما تشائين؛ يا سيدة الشاشة في الحوار هذا اليوم مسلمة تعيش في امريكا تعني انسانة تعيش في امريكا باعتقادي في الغرب الذي سيقنا بكل شيء يكتشف المرىء انسانيته لوجود القوانين التي تؤمن للانسان سبل العيش الكريم عكس المجتمعات الاسلامية التي لو قمنا باحصاء وسالنا مواطنيها فردا فردا حتى معظم الحقوقيون منهم عن ما هو اول واعظم حق في الوجود الا وهو /حق الحياة
فلا اظن ان النسبة التي تعرف ذلك تتجاوز 10/100
ولولى التقدم والتطور الذي حصل في الغرب والذي يفرض علينا لبقيت الكعبة كما كانت قبل 1400سنة لمات اغلب الحجاج يا سهيلة المسلمة بحرارة الصحراء الشديدة ولولى تكنولوجيا الغرب لما راينا كلماتك المعبرة والجميلة ولا وجهك الجميل كم نتمنى ان تكوني مقارنة صادقة وجميلة لحياة المراة بين الغرب والشرق بين الصح والخطا بين مساوءالحرية الغربية ومحاسن الكبت والحرمان والقهر وتسلط الرجال على النساء في الشرق فكوني يا سيدتي كما تشائين وعيشي حياتك كما تشائين وكل مانتمناه ونامله ان تكوني الكلمة الصادقة والصورة الواضحة للمراة في مجتمعات الغرب التي بتنا نتوق اليها كتوق المسلمين للجنة فما الذي جعل من بلدانهم جنات نحلم بها ومن مدننا وقرانا ياتي منها رائحة الالم والعذاب كوني تلك المفارنة وهذا رجاؤنا منك ولك كل الكل

اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة