الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليشارك كل من يحمل الهوية السورية في حوار وطني دون أي استبعاد

قاسيون

2004 / 5 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


مداخلة م. أيمن عبد النور

عشية الاحتفال بالذكرى الثامنة والخمسين لعيد الجلاء المجيد، وبدعوة من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، عُقدت صبيحة يوم 16/4/2004 بدمشق في فندق «البلازا» الندوة الوطنية حول: «المخاطر التي تواجه سورية، ومهام القوى الوطنية».. حضرها طيف واسع من الباحثين والشخصيات الوطنية. وفيما يلي مداخلة م. أيمن عبد النور:



الحقيقة أن الندوة مهمة جداً وقد تكون اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين المبادرة والدعوة والتنظيم ولكن لا أشك بأن أي شخص من بيننا كان لديه نفس الفكرة ويريد أن يتصدى لها وهو موافق على هذه الدعوة وقد حضر، وبالتالي فإن الجميع قد دعوا لها.

وهذا الإجماع ليس من السهل تحقيقه وحشده تحت سقف و احد ولم نعتد عليه منذ فترة طويلة في سورية ولولا أن الجميع موافق من داخل وخارج هذا المبنى أيضاً لما تم هذا الاجتماع، وبالتالي فإن الفكرة بأن هناك رغبة بأن يتم حوار وانفتاح أكبر ومناقشة وإشراك الجميع بها قد تحققت بغض النظر فيما لو أتت مكتوبة أو أننا اجتمعنا بالاتصالات وليس بدعوة أتت من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين.

إن التحديات التي ذكرت في البند الرابع لمحاور الندوة ذكرت نقاط الضعف والقوة وعناصر المواجهة في سورية.

توقعت أن يكون هناك ما يسمى بتحليل «بصورة أناسينلسيز» وهو الذي يحلل لكل الشركات على مستوى الدول نقاط القوة والضعف والتحديات والفرص التي تواجهها الدول، وحتى الآن لم نقترب من المشاكل داخل سورية، مازلنا نتحدث عن التحديات والضغوط الأمريكية والمخططات للمنطقة ولم نجرؤ حتى الآن بالحديث عن سورية وتسمية الأشخاص في النظام و «القضية الفلانية» والحزب المطلوب إصلاحه. فما زلنا حتى الآن ندور حول الحدود في سورية.

إن المشكلة التي تواجهها الآن سورية معقدة ومتعددة الجوانب ولايمكن في ظل هذا التعقيد بسورية وفي المنطقة والعالم أن تكون وجهة نظر واحدة أو أيديولوجيا حزب واحد تكفي للإحاطة بجميع هذه الجوانب، وبالتالي فإن المطلوب إشراك جميع القوى والتيارات السياسية المقيمة في سورية وكل من يحمل الهوية السورية اينما كان في العالم دونما استبعاد أحد.

فالحوار مطلوب على أعلى المستويات لأن القضية تمس الجميع ومعقدة وليس من المفترض بأن يتصدى لها فقط من يعتبر نفسه الناضج الوحيد في هذا البلد.

هناك مشاكل وتحديات يجب أن لا نلقيها جميعها على المخططات والتدخلات الخارجية بغض النظر فيما لو كانت أمريكا تريد التدخل فهناك تحديات تأخرنا كثيراً في حلها، وكان هناك مطالبات كثيرة منذ التسعينات لإيجاد حلول لمشاكل داخلية لاعلاقة للولايات المتحدة أو أوروبا أو روسيا أو القوى العظمى أو التوازن الدولي فيها.

هناك سبب التأخر بالحل وهو موضوع آخر لا أريد الخوض في تفصيل أي نقطة فيها سأتحدث عن العناوين العريضة فيها.

إن هذه المشاكل التي لا علاقة لها بالضغوطات الخارجية وعلى العكس إن البعض يستخدم هذه الضغوطات من أجل إبطاء ومن أجل أننا لانريد حلها كردة فعل على حدوثها ونحن في سورية لم نعتد حل المشاكل وهي في الذهن وفي المخطط لكننا لانريد حلها.

لكي لا تبدو كردود فعل ونحن تعودنا أن لانعمل كردود فعل في سورية.

هناك نقطة اعتماد الولايات المتحدة على قوى هامشية ليس لها وجود أو قواعد من المفيد التحدث فيها وذكر مثال لها مثل أحمد الجلبي في العراق:

هذه القوى مثل فريد الغادري وشقيقته المتزوجة من أحد المسؤولين في البنتاغون.

إن هؤلاء الأشخاص ليس المطلوب منهم مخاطبة الداخل إن دروهم هو مخاطبة الناخب في الولايات المتحدة عندما يعرض على التلفاز يجب أن يحسن الحديث ويحسن فنون التعامل مع المتلقي ويتكلم اللغة الإنكليزية ويتم تقديمه للناخب الأمريكي بأن هؤلاء الأشخاص هم الذين نريد منهم أن يديروا سورية، هذه الوجوه وهذه الحضارة عندما يقارنها المشاهد لهم بالوجوه مع أناس ذات وجوه كالحة فمباشرة الناخب بغض النظر إن تابع الأمور أو الحقائق أم لا فمهمتهم هي حشد الضغوط على الكونغرس عندما تريد الولايات المتحدة أن تأخذ الموافقة على العمل الخارجي ضد سورية وليست مهمتهم هي الحشد داخل سورية.

إن السذاجة في مواجهة أمور كهذه تعكس حقيقة ما وصلنا إليه في معالجة أمور أخرى فالمسألة ليست أن الولايات المتحدة تريد نماذج كهذه فقط.

إن النقطة المهمة فيما جرى للعراق ذكره «فولفو فيتز» وهو عميد كلية العلوم السياسية في «ستانفورد» وهي من أهم الجامعات في الولايات المتحدة.

فقد كانت دراسته قبل العدوان على العراق بسبب الفكر القومي الذي يتبناه حزب البعث في العراق فقد ذكر أننا عندما ساعدنا العراق فقد تمادت باتجاه الكويت وسورية أيضاً تنادي بالقومية العربية والتمدد والوحدة العربية.

وبالتالي فإن المستهدف هو الفكر القومي الذي يعتنقه حزب البعث وهذا أمر هام ويجب أن ننتبه له.

إن نقاط القوة في سورية هي أنه هناك إجماع على العمل تحت مظلة رئاسة الجمهورية في سورية وهي نقطة قوية للانطلاق منها بغض النظر عن عوامل الإحباط والبطء في تنفيذ مشاريع الإصلاح التي تحدث عنها عدد من السادة الحضور.

الآن إذا جرت انتخابات بحضور مندوبين للأمم المتحدة سوف ينجح السيد رئيس الجمهورية بغض النظر إن رشحته القيادة القطرية أم لم ترشحه.

وبالتالي فإن هذا الأمر من المناسب تجاوزه الآن.

لكن قد يكون من الممكن التأكيد أن هناك حداً أدنى ويمكن البناء عليه.

ثالث نقطة قوة وهي عدم الاستقواء بالخارج قد طرحت جزءاً منه عن كيفية تعامل أمريكا معه ولكن من المهم أن هناك شبه إجماع ويمكن الاعتماد والاستناد إليه لكن يجب أن يكون مترافقاً مع خطاب واضح مباشر وقادر على الابتعاد عن طرح شعارات لأن الجماهير في الشارع قد سئمت من الشعارات والوعود، وهي بحاجة لعمل وفعل تلمسه على أرض الواقع.

ماهي نقاط الضعف؟

فقد ذكر الدكتور طيب تيزيني نقطتين وهما الجزيرة والسويداء. والحقيقة أن الدراسات تشير إلى أن لدينا أربع عشرة نقطة ضعف وبؤرة توتر في سورية وبالتالي إذا أتت نقطتان أو ثلاث أو أربع فهناك مشكلة، لذلك إذا أردنا أن نعمل بأمان يجب أن نحضر أنفسنا للحد الأدنى أي أربع أو أكثر من هذه المشاكل.

هناك غياب للوضوح والشفافية، وقد لاحظت أن هناك تأكيداً على أنه للبعثيين مزايا وحضور أكبر من غيرهم، وعليه أذكر مثال «أنه في عدد المجالس البعثية يقولون: أن أكثر المناصب يأخذها غير البعثيين وخصوصاً في مجال التعليم العالي».

إن ما ينقصنا هو أنه على حزب البعث والقيادة السياسية أن تقول: أن هذه رؤيتنا لسورية في عام 2010 ونريد أن نتشارك معكم بالنقاط التالية وخططنا للإصلاح أمامكم الآن. حتى لايظن كل منا أن رؤية الآخر مغلقة يجب أن نتبادل الآراء ونحن على قاعدة إجماع وطني والمطلوب الكفاءات والنزاهات بغض النظر عن انتمائه أو....

وهناك قرار واضح (408) في 21/6/2003 قد يكون لم يطبق بالشكل المرغوب فيه وهذا قابل للنقاش حوله.

إن ما ينقصنا حقيقة هو أنه على حزب البعث والقيادة السياسية أن تضع خطتها أمام الجميع لنتشارك ونناقش بها معاً.. أما الآن فالأمور غير واضحة ولايستطيع أحد أن يتحدث بهذا الإطار لأن المطلعين قليلون وإذا أساء في بعض النقاط سيتعرض للمساءلة والمحاسبة.

لذلك فإن الشرطي الموجود في عقولنا يجب أن نجليه منها بمناسبة عيد الجلاء وهذه مهمة نقابة الصحافيين الذي كان مؤتمرهم الأخير مختلفاً عما سبقه في الجرأة وطرح المواضيع.

ولدينا نقطة ضعف أخرى وهي أننا نستخدم أشخاصاً تعودوا العمل على أمور مختلفة في ظروف مختلفة وبوسائل قديمة وبالتالي فإن النتيجة المحققة هي الفشل الذريع.

فالمطلوب الآن وضع النقاط على الحروف لأن ما نواجهه الآن ليس عبارة عن مخطط صغير من الولايات المتحدة يمكن أن يزول بعد الانتخابات لرئيس الولايات المتحدة، فالمخطط موجود وسوف يستمر العمل عليه مهما كانت نتائج الانتخابات وبالتالي فإن المعالجة المبنية على الضبط الأمني هي خطأ كبير.

إن التعامل السياسي مع العديد من القضايا مطلوب سواء إذا كانت قوانين أحزاب أو نقابات أذكر في هذا المجال أن رئيس إحدى النقابات قد تم إعفاؤه من منصبه، رغم أنه منتخب، وبغض النظر عن هذا القرار أن يكون صحيحاً وقد أكون معه، فما الذي يبرره.

على كافة الأحوال فإن الأساليب القديمة بالضبط الأمني يجب إعادة النظر بها والمطلوب كوادر في طرق إدارة المجتمع وإدارة الرأي العام ومطلوب أن يكون لدينا إعلام للبلد كله وهذا قد ذكره السيد وزير الإعلام لأن الإعلام في سورية لايخدم جميع الشرائح أي أنه لايستطيع الجميع التحدث من منابر الدولة التي تمول من رواتبهم ورواتب أولادهم ومن ضرائبهم.

والخلاصة: إن المطلوب أن تكون الرؤية المستقبلية واضحة ومبلورة ومبرمجة على جدول زمني وأرى بأن الجماهير في سورية تستطيع أن تنتظر إذا كان الجدول الزمني واضحاً رغم الضغوط الكبيرة التي بتحملونها.

وإلا فإننا نسير نحو المجهول كما ذكر الدكتور محمد سماق والسير نحو المجهول ليس في مصلحة النظام أو الحزب أو المواطنين في سورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة ضرب مستشفى للأطفال بصاروخ في وضح النهار بأوكرانيا


.. شيرين عبدالوهاب في أزمة جديدة وصور زفاف ناصيف زيتون ودانييلا




.. -سنعود لبنائها-.. طبيبان أردنيان متطوعان يودعان شمال غزة


.. احتجاجات شبابية تجبر الحكومة الكينية على التراجع عن زيادات ض




.. مراسلة الجزيرة: تكتم إسرائيلي بشأن 4 حوادث أمنية صعبة بحي تل