الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألا ليت اللحى كانت حشيشا

وداد فاخر

2009 / 8 / 27
كتابات ساخرة


صدق المثل الذي كان يقول ( أهل اللحى ما فلحا ) ، وتفسيره انه لم يفلح أهل اللحى بتاتا ، وبالفعل فقد فشلوا في سياق عمر التاريخ ، وحصدوا الريح كما يقال . لذلك لم يك شاعرنا "ابن المفرّغ الحميري" مخطئا عندما قال :
"ألا ليت اللحى كانت حشيشاً*** فنعلفها خيول المسلمينا" ، بعد أن استهواه منظر لحية عباد ابن زياد ابن أبيه التي نفشها الريح وهو بصحبته على ظهور الخيل مما أدى لغضب عباد وإيداع الشاعر في السجن ، ثم الطواف به في شوارع البصرة على ظهر حمار بعد أن سقاه التربذ في النبيذ الذي أدى لإسهاله فكان كلما يخرج منه يقول : ضَجَّتْ سُمَيَّةُ لما مَسَّها الفَزَعُ*** لا تَجْزَعِي إنَّ شرَّ الشِيمَةِ الجَزَعُ . وسمية هي جدة عباد لأبيه وأم زياد ابن أبيه وكانت من رافعات الرايات في الجاهلية هي و ( النابغة ) أم عمرو بن العاص وأخريات من مومسات الجاهلية ، وهن المومسات اللواتي يرفعن أعلاما حمراء على بيوتهن لكي يتم تمييزها عن بيوت الآخرين .
وهاك إيران ( الإسلام ) التي فشلت فيها سياسة أهل اللحى فشلا ذريعا ، الذين ساروا بإيران من فشل لآخر وخراب اقتصادي مريع في بلد يعتبر شبه قارة وفيه من الخيرات ما لا يعد ويحصى ، وجاءت بعدهم لحى طلبان التي لا زالت تشعل الدنيا نارا منذ أن استولت على السلطة في أفغانستان لحين طردها من قبل الراعي الأمريكي شر طرده ومطاردة واعتقال رجالها . ويبدو إن مجلس محافظة البصرة تيقن أخيرا بعد أن فشل في توفير الماء الصالح للشرب والكهرباء في حر البصرة وقيضها اللاهب ففكر أعضاء مجلسه ( الموقر ) ( حفظهم الله ورعاهم ) بإصدار قرار يسمح بإطلاق اللحى للموظفين ليكونوا أكثر جمالا وليستفاد من شعور لحاهم صيفا وشتاء , ففي الصيف كان تفكير أعضاء المجلس ( طيب الله أنفاسهم ) هو أن يستطيع صاحب اللحية رشها بين آن وآخر بقليل من الماء فتصبح كـ ( مبردة الهواء ) – ايركونديشن - عندما يمر بها الهواء الحار ليخرج من خلالها على الوجه باردا . وشتاء تكون اللحية مصدرا للدفء للوجه وأعلى الصدر فلا يحتاج المرء بذلك للتدفئة ولا لشال يربطه حول عنقه . وبالتالي فهي عملية اقتصادية بحتة لم يتوصل إليها حتى كتاب راس المال لطيب الذكر شيخنا الجليل كارل ماركس ( طيب الله ثراه ) .
نتوسل إلى مجلس محافظة البصرة لتعميم التجربة بعد تطبيقها على موظفي دوائر البصرة ونواحيها ، على باقي محافظات العراق والعمل السريع على عقد مؤتمرات علمية لمناقشة ( فائدة إطلاق اللحى ) الاقتصادية والجمالية للرجال . خاصة إن هناك الكثير من المعامل المحلية في البصرة لصنع ( التنانير للمخابز ) – جمع تنور – من الطين الذي يحتاج في صناعته لشعر الإنسان وبذلك يتم الاستفادة من شعور اللحى في هذه الصناعة ( الوطنية ) .
وقد جاءت الأنباء إن العديد من التنظيمات الوطنية في البصرة ستنظم مظاهرات حاشدة لتأييد هذه الخطوة الاقتصادية الكبرى والتي يدخل ضمنها التقليل من استيراد وصرف أمواس الحلاقة والتي ستشكل مع توفير الكهرباء صيفا وشتاء مصدرا إضافيا للعملة الصعبة يستطيع مجلس المحافظة توفيرها لغاية في نفس يعقوب ، خاصة بعد إتمام دورته الحالية كما حصل في الدورة السابقة .

آخر المطاف : قال أبا عمرو الجاحظ البصري : ( ما طالت لحية رجل إلا تكوسج عقله ) .

* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل