الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق و الغرب التقيا في اسطنبول قلبيا

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2004 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


إن كانت مقولة " الشرق شرق، و الغرب غرب ، و لن يلتقيان" صحيحة في الماضي ، فإنها أمست في ألفيتنا الثالثة في عهدة نفايات التاريخ. ففي العام الماضي دخلت تركيا بموسيقاها القلبية أوربا ، وغزت قلوب الأوروبيين ، و فازت الأغنية التركية بالدرجة الأولى في مسابقات الأغنية الأوروبية " شلاجر" . فتقرر أن تكون مسابقات الأغنية لهذا العام 2004 في اسطنبول أم القارتين أوربا و آسيا . وقد فازت المطربة الاوكرانية سولانتا بأغنيتها الرائعة " الرقص الوحشي" بالمرتبة الأولى ، و قد كانت مزجا بين العصرنة و عصور البدائية الأولى . و قد إنشدّت عيون و قلوب عشرات الملايين من أوروبا إلى الموسيقى التركية ، وافتتاحية الفنانة سرتاب و رقصاتها التي أرعشت قلوبنا و أنعشتها ، و رقصات المولوي الروحية.
أن نيل ألأغنية التركية كل هذا الإستحسان من لدن الأوروبيين إذ حازت هذه المرة على الدرجة الرابعة في قمم الأغاني ، وانبهارهم باسطنبول و التعبير عن حبهم لها ، لهو دليل قاطع على أن شعوبنا تريد أن تعيش في محبة وأخاء فيما بينها ، بعيدة عن العنصرية و الشوفينية و الاستعلاء والتمييز العرقيين .

إن التقاء الشرق و الغرب قلبيا في اسطنبول يعتبر أيضا صفعة قوية في وجه العروبيين العنصريين، الذين و منذ أكثر من نصف قرن ، ما انفكوا يبذرون بذور الحقد و الكراهية بين أبناء شعوب منطقتنا . و كانت الجماهير المسحوقة دوما ضحية سياساتهم الشوفينية ، و أهدروا ثروات شعوبهم في سبيل الحفاظ على عروش الفساد و الانحطاط. و قد خلقت أنظمة العروبيين كائنات همجية حاقدة على الانسان و الحضارة ، من أمثال صدام و ابن لادن و الزرقاوي ، و غيرهم .
إن الناس العاديين لا ناقة لهم في هذه الأنظمة و الحركات القومية المنحطة و لا جمل . فالحقد و البغضاء غريبان عن الكادحين و الشرفاء و كل أنسان ذي مشاعر أنسانية .

الناس يلتقون عبر الموسيقى و الغناء و الرقص ، مما يلبين أنهم يبحثون عن ما يجمع بينهم لا الذي يفرقهم . لقد غذا العروبيين الخطاب السياسي الوطني بعنصرية و شوفينية مقيتة ، لم يتخلص منها لحد اليوم و بعد مرور اكثر من عام على سقوط نظام العفالقة القوميين . و ثمة مثل صارخ ، لم نلق في هذا الخطاب الدنئ مخاطبة إنسان آخر ناطق بلغة آخرى بالشقيق ، وان حدث على المخالف أن يراجع غلطته . فلقّن الشوفينيون مواطنيهم أن يتميزوا عن مواطنيهم و إخوتهم في الإنسانية ، و ان كانوا على دين واحد ، والههم الها واحدا .

إن رجالات العراق الجديد يقفون اليوم أمام امتحان عسير ، امتحان اجتثاث العنصرية و الشوفينية التي زرعتها أيدي العروبيين النجسة ، و إزالة آثارها . لنأخذ العبرة من الشعوب الشقيقة والجارة لنا ، لنتعلم منهم كيف يصرون على الانفتاح على العالم والدخول فيه ، و السعي المثابر للقاء الآخر حتى لو كان يتوجس منه . فالعالم هو مقبل علينا عبر مشاريع الشرق الأوسط الكبير و بناء الجسور بين الشعوب ، لنستقبل العالم بالأحضان و كفانا قادسيات ، و كفانا انفال. كفى الغرور القومي ، و كفانا تحريرا للقدس عبر عبادان و السليمانية و باكو! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤيد قصف منشآت إيران النووية: أليس هذا ما يفترض أن يُض


.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله مع إيران




.. عاجل | نتنياهو: لم نستكمل تدمير حزب الله وهذا ما سنقوم به ضد


.. قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق للصواريخ أثناء مداخلة مراسلة الجزي




.. نائب عن حزب الله للجزيرة: الأولوية لدينا حاليا هي لوقف إطلاق