الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنهج الجدلي لتثبيث وحدة الحزب

ماو تسي تونغ

2013 / 5 / 22
الارشيف الماركسي


مقتطف من مداخلة للرفيق ماوتسي تونغ في مؤثمر ممثلي الأحزاب الشيوعية والعمالية المقام في موسكو 18نونبر1956

بصدد قضية وحدة الحزب ،أود إلقاء بضع كلمات حول المنهج المفروض إتباعه أعتقد أن الموقف الذي يجب إتخاده إتجاه رفاقنا هو إحقاق الوحدة معهم شريطة أن لا يكونوا من العناصرالمخربة أو المعادية ، فاتجاههم ينبغي استعمال المنهج الجدلي و ليس الميتافيزيقي .

على ماذا يرتكز المنهج الجدلي ؟ إنه يرتكز على إخضاع كل شيء للتحليل و التسليم بأن كل شخص معرض للخطأ و ألا ندين شخصا بشكل مطلق لأنه مخطأ لقد قال لينين > يحتاج المرئ للمساعدة ، حتى الإنسان الشجاع يحتاج مؤازرة ثلاث أشخاص لتحقيق الانتصارات و تحتاج الجبال إلى ثلاث أوتاد حتى تستطيع الوقوف ، فمهما كان جمال زهرة اللوتس فهي تحتاج الى خضرة الأوراق لدفع روعتها . هذه أمثال صينية ، و هناك مثل آخر يقول إن ذكاء ثلاث إسكافيين بسطاء يعادل ذكاء تشوكيه لينغ ، و على كل حال فتشوكيه لينغ وحده لن يستطيع التنبأ بكل شيء إذ له بالضرورة نواقص .

ترون أيضا إعلان بلداننا الاثني عشر : من أجل نجاح ذلك أعددنا مشروعا أولا و ثانيا و ثالثا ورابعا و الأن أيضا في رأي سيكون إدعاء علم و قدرة مطلقين كالاله الطيب اعتدادا بالنفس .

فماهو الموقف الازم اتخاده إتجاه رفيق مخطئ ؟ ينبغي القيام بالتحليل واعتماد المنهج الجدلي وليس الميتافيزيقي . لقد سادت الميتافيزيقا - الدوغمائية - طويلا في حزبنا وقد بحث حاميلوها طويلا عن سبيل لإزاحة من يكرهونهم ، فيما بعد تمكنا من دحض الدوغمائية و استوعبنا تدريجيا الجدلية إن القانون الاساسي في الدياليكتيك هو وحدة الاضداد .



باقرارنا لهذا القانون ماذا ينبغي فعله إتجاه رفيق مخطئ ؟ أولايجب خوض الصراع ضده بحيث نخلصه من كل أفكاره الخاطئة ثانيا: يجب أن لاندخر جهدا في مساعدته بإختصار الصراع والمساعدة.

يجب أن تحركنا النية الحسنة حتى نتمكن من مساعدته من أجل تصحيحها والاقلاع عنها بينما حيال أناس من صنف أخر، موقفنا سيكون مغايرا ، فإتجاه أشخاص كتروتسكي ،أوتشن توشيو و تشانغ كوتاو وكاو كانغ في الصين لن يتعلق الامر بمساعدتهم لأنهم لايصلحون للتقويم نفس الشيئ فيما يخص الهتلريين أتباع تشانغ كاي شنغ والقياصرة،لا يمكننا سوى قتالهم لأننا وإياهم نتنافى بشكل مطلق.

بهذا المعنى فهم لا يمتلون سوى إتجاه واحد وليس إثنين ، نفس الشيئ فى نهاية التحليل بالنسبة للأنظمة الامبريالية والرأسمالية والتى ستعوض حتما بالنظام الاشتراكي .

على المستوى الاديولوجي أيضا، فالمادية ستعوض المثالية ،وسيعوض الالحاد التأليهية (الايمان) ، كل هذا مرتبط بأهدافنا الاستراتجية .

لكن لكل مرحلة تاكتيك يكون الامر مختلفا : نستطيع إحقاق مصالحات .

في كوريا، على خط العرض 38 ° ألم نعقد صلحا مع الامريكيين ؟ وفي الفتنام ألم يتم ذلك مع الفرنسيين؟

لكل مرحلة تاكتيك يجب أن نعرف كيف نصارع وكيف نصالح في نفس الوقت.

لنعد الآن إلى العلاقات بين الرفاق ،أقترح أن تفتتح النقاشات بين الرفاق عندما يكون هناك خلاف ، إذ لايمكن تصور أن كل الذين ينضمون للحزب الشيوعي يصبحون كلهم أولياء أن لا يكن بينهم لاخلاف ولا سوء تفاهم ، وأن لا يكون الحزب موضع تحليل ، بعبارة اخرى أن يكون الحزب متراصا ومتجانسا ، وأن النقاشات غير ضرورية ، وكأنه عندما ننضم للحزب الشيوعي نصبح ماركسيين مئة بالمائة .

وفي الحقيقة ، هناك ماركسيون بشتى الانماط : ماركسيون100 % ، 80%، 70% ، 60%، 50 % بل حتي 10% أو 20%فقط .

ألن نستطيع إجراء نقاشات في قاعة صغيرة بين رفيقين أو اكثر (بين شخصين أو بضع أشخاص ) .ألن نستطيع فعل ذلك منطلقين من الرغبة في الوحدة وبروح من التعاون؟ لا يتعلق الامر هنا - بطبيعة الحال - بمفاوضات مع الامبرياليين (هذه من جهة أخرى ضرورية ضمنيا) إنما هي محادثات في صفوف الشيوعيين . لنأخد مثلا في نفس هذه اللحظة : ألسنا 12بلدا نتحاور ؟ أكثر من 60 حزبا ألا يقومون بذلك الآن؟ بالفعل فالنقاشات جارية .هذا يعني أنه - شريطة عدم المساس بمبادئ الماركسية اللنينية - نستطيع تقبل بعض لآراء الممكن قبولها من الأخرين ، ورفض بعض الرؤى التي تستحق بالفعل التخلي عنها . نستطيع هكذا إستخدام اليدين معا تجاه رفيق مخطئ : الأولى نناضل ضده ، وبالأخرى ندخل في وحدة معه . إن الهدف من هذا النضال هوالحفاض على مبادئ الماركسية وهو ما يعني الإنطلاق من المبادئ ، إن هذا وجه من أوجه الإشكال ، الوجه الأخر هو التوحد معه .

الهدف من الوحدة هو إعطاؤه منفدا ، هو تحقيق التعاهد معه إن هذا هو ما يسمى بالمرونة . الوحدة بين المبادئ والمرونة هي مبدأ ماركسي لنيني إنها تشكل وحدة أضداد. في أي عالم كيف ما كان وبالتأكيد في مجتمع طبقي خصوصا ،تعتمل التناقضات كل شيء .يعلن البعض أننا نستطيع > تناقضات في المجتمع الاشتراكي ، برأي ، صيغة كهذه تعتبر خاطئة بالفعل فالأمر لا يتعلق بــ > تناقضات من عدم << إيجادها >> ، بما أن العالم ليس سوى التناقضات .ليس هناك مكان لا توجد به تناقضات لا أحد غير قابل أن يكون موضوعا للتحليل .أن نقبل من أحد كونه لا يقبل التحليل يعد وجهة نظر ميتافيزيقية .

أنظروا الى داخل الذرة إنها ملأى بوحدة المتناقضات .تشكل نواة الذرة و الالكترونات وحدة لمتناقضين داخل النواة تكون البروتونات والنترونات وحدة للمتناقضات . فيما يتعلق بالبروتونات هناك بروتونات و اللابروتونات ؛ نفس الشيء بالنسبة للنوترونات و اللانترونات .بإختصار وحدة المتناقضات هي حاضرة بشكل مطلق omniprésente. من الضروري الدخول في حملة إعلامية واسعة النطاق حول مفهوم وحدة المتناقضات و حول الجدل .

برأيي يجب ان يبتعد الجدل عن حلقة الفلاسفة ليتجه نحو أوسع الجماهير الشعبية .

أقترح ان تكون هذه المسألة موضوع نقاشات المكتب السياسي أوفي دوراة عادية plénières للجنة المركزية لمختلف الاحزاب وأيضا في إجتماعات اللجان المحلية في الحزب في مختلف المناسبات éche­lons في الواقع ، الكاتبون العامون في الخلية يعرفون الديالكتيك داخلها : عندما يحضرون تقريرا من أجل تقديمه في إجتماع للخلية غالبا مايحضُرهم ان يشيروا في أجندتهم الى النقطتين التاليتين : أولا النجاحات ، ثانيا النواقص .

الواحد ينقسم الى اثنين إنها هنا ظاهرة كونية و هذا هو الديالكتيك .

ترجمة : أمين الخطابي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عم ولكن ... ؟
أبو أيمن ( 2009 / 8 / 28 - 19:48 )
من الناحية النظرية ومبدأيا لايمكن الإختلاف مع ما ذهب اليه الرفيق ماو تسي تونغ ، فمقالته هاته ، يمكن اعتبارها مرجعا توجيهيا للأحزاب الإشتراكية الماركسية -اللنينية مهما كان اللون الذي تتلون به ، خصوصا في المجتمعات العربية -الإسلامية ؛ خاصة وأن ما تعرفه من أزمات ترجع في جوهرها الى تناقضاتها الداخلية التي تهدد وحدتها التنظيمية ، والتي تنعكس سلبا على ممارستها السياسية .. ومن هنا بات من الضروري العمل على تجاوز هذا اتلإختلال إن شاءت هذه الأحزاب ضمان بقائها وتأكيد وجودها السياسي . إن صراعاتها الداخلية أخطر ما يهدد صيرورة وجودها ويعرقل ممارستها السياسية . وعليه ، ومن هذا النطلق يبدو لي أن هذه الأطروحة التي نادى بها الرفيق ماو تسي تونغ يجب اتخاذها منطلقا كأساس للتصحيح والوحدة . غير أن نجاحها يبقى رهينا بالإرادة الجماعية لدى كافة رفاق الحزب ، لأنه إذا إنعدمت هذه الإرادة يبقى مستحيلا أن ينجح أي حوار مهما كان ، سواءا كان ديالكتيكيا أو حتى حميميا .. هذا من جهة ، أما من جهة أخرى ، يتعذر نجاح هذه الأطروحة الماوية إذا كان الحزب منشطرا على ذاته الى تيارات متباعدة من حيث المبادئ والتصورات ، فلكل تيار منطلقاته الفكرية والإيديولوجية ليصبح بذلك عبارة عن حزب وليس تيارا حزبيا . وهكذا نكون أمام أحزاب داخل حز


2 - أفكار ماوتسي تونغ قمة تطوير الماركسية اللينينية
جريس الهامس ( 2013 / 5 / 22 - 22:23 )
في عصرنا ,,لقد تنبأ الرفيق ما بإستمرار الصراع طويلا في المجتمع الإشتراكي مادام الصراع الطبقي قائما ,,ولم بحسم لون الصين بعد ,كما دحض تحريفية خروشوف خائن الإشتراكية الأول الذي خضع لإرادة جنرالات الجيش الذين ألغوا مقررات مؤتمر الحزب التاسع عشر وخطته الخمسبة التي وضعتها قيادة ستالين وكانت قادرة على نقل المجتمع السوفياتي إلى الشيوعية وفضح البدع الخروشوفية التحريفية مثل ( دولة كل الشعب ودولة كل الشعب ) و التعايش مع الرأسمالية وغيرها ..ومع الأسف تغير لون الصين أيضا واغتصب التحريفيون السلطة ..لكن الصراع سيستمر طويلا بعد سقوط النظام الرأسمالي في أمريكا وأوربا وانتقاله غلة الصين والبلدان المنتجة الأخرى مع تحياتي ##

اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي