الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دليل الحيران إلى مسلسلات رمضان

طارق قديس

2009 / 8 / 28
الادب والفن


لعلها المرة الأولى التي تبصر فيها عيناي منذ سنين حياتي الأولى هذا الكم الأفلاطوني من المسلسلات العربية، وعلى رأسها المسلسلات المصرية تحديداً، وقد قدرت بعض الوسائل الإعلامية عدد المسلسلات المصرية وحدها بـ 60 مسلسلاً، وكأن الوسط الفني قد أصيب فجأة بحالة من الإسهال! الأمر الذي أصابني وأصاب غيري من محبي مشاهدة المسلسلات بحالة من الشيزوفرينيا لهذا الكم الهائل من الأعمال، وذلك لعدم القدرة على تحديد ما نشاهده بشكل صحيح، حتى أننا أصبحا لنحتاج إلى دليل يرشدنا إلى ما نشاهده في الليالي الثلانين من رمضان، خاصة وأن جل ممثلي مصر القدماء والمستجدين قد نزلوا بثقلهم إلى الساحة التلفزيونية، فضلاً عن أن بعضهم لم يكتفِ بإشهار عمل واحد فقط في رمضان وإنما أكثر، مثل الممثل الكبير نور الشريف الذي قدم عملين متوازيين هما (ما تخافوش) و (الرحايا) في آن واحد!

إن قائمة الأسماء للممثلين والممثلات تعددت، وكذلك أسماء المسلسلات وأنواعها، بدءاً من مسلسل (أنا قلبي دليلي) والذي يروي قصة حياة الفنانة ليلى مراد، مروراً بمسلسل (حرب الجواسيس) لمنة شلبي و(ابن الأرندلي) ليحيى الفخراني) ليحيى الفخراني، وانتهاءً بالجزء الرابع من سلسلة (باب الحارة)، والتي لو شئنا عرضها كاملة لكانت مادة كافية لمقالٍ بأكمله وحدها.

ولعل الغرابة في الأمر أنه مع ازدياد عدد الأعمال الرمضانية كانت الجودة في الأعمال ذاتها تقل أكثر فأكثر، وذلك مقارنة بما كان يقدم في السابق. ففي الماضي السحيق عندما كان يأتي رمضان، لم نكن نشاهد أكثر من أربعة أو خمسة أعمال في الموسم الواحد، ولم نكن نرى في الأعمال أي نوع من أنواع المطِّ والحشو في إحداث المسلسلات، وذلك بهدف أن يصل المخرج بالحلقات إلى الحلقة الثلاثين تماشياً مع عدد أيام الشهر الفضيل، كما يحدث في هذه الأيام.

وعلى ما يبدو أن هستيريا المنافسة الشرسة في الساحة الفنية العربية لم تعد أمراً طارئاً، وإنما أصبحت أمراً واقعاً، وضرورة لا بد منها للفنانين كي يثبوا أنهم ما زالوا على قيد الحياة. ومعها أصبح أمراً واقعاً كذلك أن نرى بأن المشاهدين لم يعد لهم من حولٍ ولا قوة في مقاومة هذا الزحف الهائل من الأعمال الفنية الرديئة، والتي تناولت في بعضها الحياة الخاصة لفنانين كبار مثل (ليلى مراد) و(إسماعيل ياسين)، لم يكن من ضرورة الكشف عن نقابها غير تحقيق أكبر كسب تجاري ممكن من ورائها.

وها أنا بعد ما قلته لم يبق لي سوى أن أرفع صوتي إلى العلا من هول المأساة قائلاً من وحي الست أم كلثوم والحزن يعتصر قلبي: يا أيها الفنانون، رفقاً بي. حقاً إن دليلي احتار!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟