الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجه مظلم لن يبيّضه اعتذار في صحيفة

مصطفى مهند الكمالي

2004 / 5 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


جهود تبذلها ألإدارة الأمريكية لتعديل صورتها بنظر العرب والعراقيين بصورة خاصة. بعد فضيحة المعتقلين التي هزّة البيت الأبيض. إلا وهي تبيض وجه تلك الإدارة أمام المجتمع الدولي من خلال الإعلام وليس من الفعال ففي بداية الفضيحة أعلن السيد بوش أن معاملة السجناء العراقيين لا تعكس وجهة نظر السياسة الأمريكية وبعد ذلك اعتذر، وكأنه كان يكتم حقيقة ما جرى ومعرفته الشخصية بما حصل. كذلك قام به وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد. فأن الأخير بالرغم مما حصل كل ما قدمه هو اهتمامه بالموضوع وسيحاسب المسئولين عن ذلك الموضوع الذين لم يذكر أسمائهم حتى الذين كانوا السبب في انتهاك أعراض وتعذيب العشرات.
لا اعتقد ان الضربات وتعرية الملابس والإهانة والاعتداء والتعذيب الذي تعرض له العراقيون في سجن أبو غريب لا تمحوها بسهولة كلمات الأسف التي أوردها كل من الرئيس بوش ووزير دفاعه. فهذه الأفعال لا تمحوها إلا سنوات أو ربما عقود من الزمن. فأن الاعتذار ما هو إلا محاولة فاشلة لتغطية ذالك الوجه المظلم الذي طالما أدركه الفلسطينيون من خلال الدعم الأعمى الذي تقدمه لإسرائيل وأدركه العراقيون من خلال الحصار الذي فرضته عليهم لمعاقبة سجانهم السابق، للأكثر من ثلاثة عشر عاماً. بالإضافة إلى القصف المستمر لشمال أراضيهم وجنوبها خلال تلك الفترة. وانه لواضح ان من يتعدى على حرمات وطنهم لن يكون غريباً منه ان يتعدى عليهم وعلى حرماتهم فهذا هو أسلوب غير جديد فقد سبق ان دخلوا فيتنام بحجة الدواعي الإنسانية وفعل جنودهم ما فعلوا في تعذيب المعتقلين الفيتامين وانتهاك أعراضهم. وقي نهايتها خرجوا منها خائبين.
لم يثمر اعتذار بوش إلا في وضوح الصورة المظلمة فأصبح العراقيون قادرون على تميز الوجه القبيح خلف هذا الظلام. وان التغطية الإعلامية وعمليات التجميل المكثفة لتجميل هذا الوجه باءت بالفشل. فلا أسف في إعلان صحيفة أو بث مباشر لهذا الأسف من خلال الفضائيات المعنية يستطيع ان يمحوا من ذاكرة المعتقلين أو كل من يملك ولو قدر قليل من الإنسانية تلك الصور البشعة القبيحة التي تبتسم خلفها شفتا بوش وبيته الأبيض. فقد اثبت الأمريكيين ان العراقيين انتقلوا من سجان من صلبهم إلى سجان من صلب عدوه.
ان الأفعال التي تمارسها الإدارة الأمريكية وحلفائها في العراق لن تجلب لوجها إلا مزيداً من السواد والقبح والظلام أمام المجتمع الدولي... لن يسكت المتضررين عن حقوقهم ولن ينسوا ما حصل حتى إذا خرج الأمريكيين من أرضهم فأن خرجوا لن يودعهم العراقيين كفاعلوا جميل لتخليصهم من جلادهم السابق وإنما إذا خرجوا من العراق سيودعهم العراقيون كما ودعهم الصوماليون عندما جاءوا إلى بلادهم بدون دعوة في بداية العقد الماضي، وسيودعهم كما ودعوهم سُكان كوبا عند خروجهم منها خلال أزمتها النووية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أضواء قطبية -مذهلة- تنير السماء بفعل عاصفة شمسية -تاريخية-


.. النيابة العامة في تونس تمدد الاحتفاظ ببرهان بسيس ومراد الزغي




.. الجيش الإسرائيلي يعلن تكبده خسائر بشرية على الجبهة الشمالية


.. الحرب تشتعل من جديد في جباليا.. ونزوح جديد للغزيين




.. بعد الزلزال.. غضب في تركيا و-مفاجآت سارة- في المغرب