الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحقيق صحفي

فاطمة الزهراء طوبال

2009 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


لما تسلّل فيروس القرصنة إلى الأغنية الرايوية و السكاتشات الفكاهية
الأنشودة الإسلامية تفرض وجودها في السوق الوهراني


تعرف ظاهرة القرصنة انتشارا كبيرا إلى حد أنه أصبحت عمليات الحجز التي تقوم بها مصالح الأمن للأقراص المضغوطة تدل على ذلك،حيث كشفت الصحافة المحلية لمدينة وهران أنه تم حجز حوالي840 قرصا مضغوطا بوهران في شهر فبراير من السنة الفارطة، ورغم هذا تتحول ساحات المدينة الجديدة بوهران في كل يوم إلى فضاء كبير أين يتم بيع عدد هائل ومتنوع من "CD"
وتوضع هذه البضاعة المقرصنة على الأرض بسعر يتراوح بين 30 و 50 دج،حيث يمكن للمواطنين أن يجدوا عند هؤلاء الباعة مختلف الأفلام العربية و الأوربية كما صرّح بذلك أحد هواة الأفلام، إذ يمكنهم كذلك من اقتناء آخر أعمال السكاتشات الجزائرية الصادرة عن المنتجين المحليين و أهمها أعمال "زازة" و"حرودي" و"أفلام أجنبية أروبية و أمريكية".
وحسب ماتشير إليه إحدى الوسائل الإعلامية فإن هذه الظاهرة لا تمس الإنتاجات السينمائية فحسب، بل كذلك الوسائل التقنية التي تدخل في صناعة الموسيقى التي يمكن قرصنتها بسهولة إبتداء من قرص سمعي من نوع "سي دي" لكل المغنيين المحليين،حيث يقتني هؤلاء الباعة أجود و أحدث ماتم إنتاجه في عالم الغناء كما أن القرص الأصلي في بعض المحلات يباع ب150دج في حين لايتعدى سعر القرص المقرصن50دج
ميلاد القرصنة بدأ من شبكة الإنترنت
وفي هذا السياق يعتبر شركة إنتاج الأشرطة"الإيمان"والواقع مقرها بالمدينة الجديدة بعاصمة الغرب الجزائري(وهران)، أن هذه الأقراص من عمل الهواة يتم شحنها عبر شبكات الإنترنت و بالتالي هو ينفي مايسمى بالقرص المقرصن في السوق.
وينتقل ليوضح في سياق آخر أن الأنشودة الإسلامية تفرض وجودها في الساحة الفنية الوهرانية كون أنّ العبارة النقية الطاهرة للأنشودة مع إدخال بعض النوتات الموسيقية فيها، تقف وراء نجاح توزيع هذا النوع من الأناشيد مؤخرا بوهران،مصرحا في الوقت نفسه بأن اللحن الجميل يفرض نفسه على المستمع و بالتالي على وجود حافز لشرائها من طرف المستهلك، حيث يتردد في عالم الأنشودة الإسلامية أمثال"أسماء البدر"و"سامي يوسف" ناهيك عن "أبو راتب"،إذ يؤكد الموزع ذاته أن شركات الإنتاج تقوم بفرض أرقام محددة على الموزعين لتعطيها الحق الحصري بتوزيع شريط ما.
ويضيف المتحدث أنه لاوجود لما يسمى "بالمطرب النجم" في سوق الأنشودة الإسلامية النقية حسب تعبير موزع تسجيلات الإيمان،مؤكدا أن الغرض من تسويق الأنشودة بأسعار في متناول الجميع،حيث تصل قيمة القرص الواحد إلى50دج،هو مراجعة الشباب للكلمة الطيبة ودعوة إلى العبادة بنشر الفكر الوسط بعيدا عن التعصب وما يعرف بالتطرف مع مراعاة حقوق التأليف، مع العلم أن ظاهرة القرصنة تشكل هاجسا مزعجا في شتى الأوساط بوهران،إذ تكبد البلاد خسائر مادية،ولهذا الغرض أقرّت الجزائر عدة قوانين لمحاصرتها فصادقت على عدد من النصوص التشريعية الخاصة بالملكية الفكرية لحماية المصنفات الأدبية و الفنية لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة في الجزائر بموجب الأمر رقم97-10 المؤرخ في 06مارس1997 بحيث تنص المادة 151 من هذا الأمر على معاقبة مرتكبي جنحة التقليد و التزوير لمصنف أداء فني بالحبس من 3 إلى 6 سنوات و بغرامة مالية من 5000.00دج إلى 1.000.000.00دج سواء تمت عملية النشر في الجزائر أو في الخارج،ومن ذلك قامت الدولة الجزائرية بتكوين فرق أمنية و بالتنسيق مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة،تعمل على الرقابة و المتابعة ومحاربة الشبكات التي تنشط في هذا المجال،بحيث صرح مسؤول مصلحة مراقبة الجودة وقمع الغش بمديرية التجارة بوهران بأن العملية تتم أثناء تقديم المتضرر لشكوى تدين مرتكب جنحة التقليد أو التزوير للملكية الصناعية، فيتم فتح تحقيق على أساس تلك الشكوى من أجل ضبط أي تجاوز على مستوى السوق الداخلي.
إجراءات غير مجدية
وعلى الرغم من ذلك،فإن عمليات الحجز التي يقوم بها الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة،تبقى غير مجدية ذلك أن منتجي هذه الأعمال يجدون إمكانيات مادية و تقنية معتبرة لتلبية رغبة المواطنين.
وفي هذا السياق،يصرح المطرب "عز الدين فيلالي" أستاذ موسيقى في قصر الثقافة بمدينة وهران و الذي سبق وأن أنتج مجموعة من الألبومات في الغناء الأندلسي، أنّ توزيع " السي دي" بات يعتمد على مدى نجاح الاغنية العاطفية التي تجلب إليها اهتمام الشباب، في الوقت الذي تتكرر فيه عدة ألحان متشابهة على مدى السنة، خاصة مايعرف بالموسيقى الروبوتيكية أما الكلام حسب ذات المتحدث،فهو مستهلك من فنان إلى آخر إذ يحاول كل مطرب أن يرفع من شأن ألبومه الذي يبقى نجاحه يتعلق بمدى نجاح توزيعه.
ويضيف أنه لم تعد فيه مقاييس و معايير ينبغي احترامها لضمان التوازن بين كل الأسماء الفنية،إذ تتربع على عرشه أسماء جديدة لقبت بالنجوم الفنية و صارت تخدم الفن من الجانب التجاري أكثر منه الثقافي.
و بالتالي، تبقى قضية عدم احترام المقاييس في الاداء الفني و التجاوزات في قرصنة الاعمال الفنية جد شائكة،ملحقة الضرر بالمؤلف و الدولة في نفس الوقت
التحقيق من إعداد الصحافية:فاطمة الزهراء طوبال










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -