الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا إلهي.. ما أرخصكم

سعدون محسن ضمد

2009 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


هاجَمنا، كاعلاميين ومثقفين، جميع الارهابيين وبعض الفاسدين من ساسة البلد، بل وواجهناهم في اكثر ميادين المواجهة خطورة، اقصد تلك الميادين التي يكون فيها الارهابي أو السياسي راكبا قوته وممسكاً باقوى أسلحته، ويكون الإعلامي عاري الصدر ومكشوف الظهر.. بل ومهدد حتى من قبل الجماهير التي يكتب دفاعاً عنها، والتي هي جماهير غافلة في اغلبها. لقد قمنا بذلك بشكل جيد، بل واستطيع أن أدعي الآن بان بوادر نجاحنا بتثبيت أسس السلطة الرابعة في العراق بدأت تلوح في الافق. وهذا انتصار يسجل لحساب أسماء شجاعة ومعروفة استطاعت أن تغالب خوفها وتخاطر بمصيرها ومصائر المرتبطين بها وتقف وقفتها النبيلة. والآن وبعد أن تجاوزنا هذه المرحلة (بنجاح نسبي) أريد أن ألفت نظر نفس الأسماء الشجاعة، التي اعتبرها أسماء غير قابلة للبيع، واطالبها بمسؤوليتها الجديدة، وهي مسؤولية نقد الذات.
أريد أن اقول أننا الآن مطالبون بوقفة قصيرة لتنظيف صفوفنا من لوث بعض الوصوليين المحسوبين على الاعلام أو الثقافة ممن حددوا اسعاراً لاقلامهم ووسائل اعلامهم وعرضوها على الساسة في مزادات رخيصة لبيع الوطن والشعب والضمير. وإذا كنا حريصين في ما مضى من الوقت على مراقبة السياسي والوقوف بوجه الارهابي فاننا الآن مطالبون أكثر بمراقبة الاعلامي والمثقف. والحيلولة دون تحويل الجهد الذي بذلناه، وكدنا ان ندفع ارواحنا ثمناً له، إلى مراكب سوداء يبحر بها بعض من (الحثالة) بأتجاه حصد المكاسب الرخيصة.
هل سمعتم يا أصدقائي عن رئيس تحرير جريدة، (سليط) اللسان على المسؤولين، وصاحب فضائية يفتح (نار تهريجه) على الجميع.. وهما بنفس الوقت ماهران إلى حد بعيد في استثمار هذه السلاطة وذلك التهريج في الحصول على الاموال والعقود والاعلانات باهظة الثمن؟ بالتاكيد سمعتم. حسن فهل تعرفون بان الكثير من الاقلام التي تصدر لغطاً بموجات (عالية التردد) هي اقلام ماجورة ومحددة الاسعار سلفاً؟ انا متاكد بانكم تعرفون، بل تحفظون هذه الاسماء عن ظهر قلب. طيب فهل تعرفون بان الاحزاب السياسية تتسابق الآن فيما بينها ـ وفي خضم ماراثون أقل ما يقال عنه انه رخيص ـ لشراء هذه الاقلام؟ طبعاً تعرفون، بل وتعرفون عدد الاسماء التي تم شراؤها لحد الآن.. انتم (وانا) نعرف كل هذه الحقائق ولكننا لم نفعل شيئاً ازاءها؟
معركتنا التي خضناها لست سنوات، تقريباً، والتي هي معركة موثقة بشواهد قبور زملائنا قبل ان تكون موثقة بكتاباتهم وكتاباتنا في الصحف الورقية والمواقع الالكترونية.. هذه المعركة كانت تسعى لهدف نبيل، هو النقد الموضوعي البناء، وهذا الهدف مهدد ومعرض للخطر، ومن المعيب جداً ان نكون واضحين في نقد الآخر (السياسي) ومهملين اوممالين في نقد ذاتنا كاعلاميين ومثقفين، لان الناقد لا يكون موضوعياً اذا لم يكاشف الناس بعيوبه ويحذرهم من مخاطرها.
من حق السياسي ان يمتلك وسيلة اعلام توصل برنامجه الانتخابي، لكن بشروط أقلها ان يمول وسيلته بامواله الخاصة لا باموال الوزارة التي يتربع على قمتها!! وان يسمي اسماء الاعلاميين المطبلين له بوضوح، لا ان يبقي عليهم مندسين بين المستقلين من اجل استغلال الفرص وركوب الموجات بشكل بالغ في وضاعته ورخصه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عبثاَ نحاول....
بسام صاحب ( 2009 / 8 / 29 - 19:37 )
مادامت هناك ضمائر للبيع فمالغريب في اقلام ومواقف!كل شيء معروض ومسعر والسبب الاساس هو العوز والتخبط والضياع الفكري..لازلنا ضحية الاعيب السياسين ومكرهم وماتزال تنطلي علينا تلك الاكاذيب .


2 - اعلاميين على باب الله
جمعة كاظم ( 2009 / 8 / 30 - 08:44 )
الكاتب المحترم
في كل مكان وزمان هناك الملتزم والشريف والوطني وهناك الانتهازي والمرتزق وعديم الولاء , وهذه المقدمة البسيطة اسوقها قبل ان ابين رأيي في الاعلاميين لاني اريد ان ابين ان النوع الاول وهو الوطني الملتزم رغم انه موجود ولا يمكن ان يخلو العراق منه الا انه في الواقع قليل جدا قياسا الى نسبة الاعلاميين من النوع الثاني
وقد ساقتني الصدفة لمرات عديدة للقاء بعض الاعلاميين من كتاب وعاملين في القنوات الفضائية ومراسلي قنوات وقد وجدتهم لا يختلفون عن عمال المستشفيات الذين يقفون امام صالات الولادة لتلقي الاكراميات التي تفرض على اهل السيدة التي تلد بالسلامة!!, وانهم قد حددوا اسعار ثابتة لتغطية الاخبار وقد شاهدت منهم من يسمي نفسه بالدكتور ومع هذا فهو لا يختلف عن اي سمسار يساوم على بضاعة , واخر عاش ردحا من حياته في دولة اوربية وادعى انه مثقف حد النخاع افكاره كذا وكذا ويتأمل للعراق كذا وكذا وبعدها اتضح انه ليس اكثر من انتهازي ضئيل , واخر ... واخر
بمعنى اوضح ان الثابت والمعروف لدى اي سياسي او حزب او قناة او جريدة , ان الاعلامي شخص صاحب مهنة ( على باب الله) ولذا ولاجل استكتابه هناك اسعار ثابتة للبعض والبعض الاخر الذي يجد انه قلمه مطلوب ( وعليه رجل) يستطيع ان يساوم على اسعار اعلى ,لذل


3 - هل هذا سبب كاف ؟
سعد السعيدي ( 2009 / 8 / 30 - 17:19 )
الى المعلقين اعلاه

نعم صحيح اذا ما توفر ضعاف النفوس فسيكون كل شيء تقريبآ معروض ومسعر. لكن هل هذا سبب كاف لالقاء سلاح القلم والرأي الحر والاستنكاف عن كشف وفضح هؤلاء المنافقين والانتهازيين ؟ قطعآ لا.

احيي الكاتب على نزاهته وحرصه ومثابرته

اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات