الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤمن لا يلدغ ..

كاظم الحسن

2009 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


عشية احداث 11 ايلول ، وفي تلك اللحظات العصيبة، طلب الرئيس الامريكي السابق، جورج بوش من ابيه النصح والمشورة، في كيفية ادارة الازمة والتصدي لها، وكان الاب صارما وقاطعا في اجابته وقال ما معناه: (انت الان رئيس الدولة وانا مواطن، وعليك ان لاتكون مترددا في قرارتك لان الشعب يسامح المخطئ ولكنه لايسامح العاجز) وهذا يعني ان الخطأ خصلة بشرية عامة ولكن العجز هو عدم القدرة على القيام بالواجب وهذا شيء اخر.

الاعتراف با لخطأ حالة ايجابية لان ذلك يتطلب الشجاعة في المراجعة والنقد الذاتي واصلاح مايمكن اصلاحه لاسيما بالنسبة لمن يعمل في اجهزة الدولة، لان الضرر يلحق بالناس وقد يطال حياتهم التي هي القيمة العليا بالنسبة للامم الحية.
والعراق يعتبر الان الجبهة المركزية في محاربة الارهاب ولذلك ينبغي ان تكون هناك مساعي وجهود عالمية لمؤازرته وان تعيد تلك الدول النظر بمواقفها وحساباتها منه ، وكذلك ان تعيد الحكومة النظر بقراءاتها وسياستها واستراتيجتها من الارهاب، وان لاتكون ظرفية ومتعلقة ببرامج سياسية مرتبطة بالانتخابات حيث ان المقولة الشهيرة التي مفادها: (ان رجل السياسة ينظر الى الانتخابات ورجل الدولة ينظر الى المستقبل )تعني ان بناء الدولة يرتكز على النظرة البعيدة المدى التي ترجح فيها المصالح العليا للبلد على الشؤون الاخرى . وتطرح في هذا الوقت العصيب والاليم على الشعب العراقي الذي مازال يعاني من وطأة وقسوة الارهاب لا سيما التفجيرات الاخيرة التي طالت الناس الابرياء والمؤسسات الحكومية والمنشأ ات المدنية والخدمية، اسئلة عن الحكمة والمغزى من رفع الحواجز الكونكريتية في الوقت لذي تتصاعد فيه وتيرة الارهاب عبر تسلل شاحنات تحمل اطنان من المتفجرات الى مناطق محصنة امنيا ومشددة فيها الحراسة لاسيما بعد الاعلان عن وجود اجهزة حديثة لكشف المتفجرات وزيادة عدد الاطواق الامنية في بغداد ؟
ونحن نعلم ان الاشهر التي تسبق الانتخابات تزداد فيها ضراوة الارهاب وتكثر الخروقات الامنية والعمليات الارهابية اي ان الفعل مكشوف ومعلن فهل يقابل ذلك حالة من الاطمئنان والاسترخاء والاعلان عن السيطرة على الارهاب والتعجيل بالانتصار عليه من باب الرغبة والامل وهذا يقلل من درجة التاهب والاستنفار والتحوط ويعطي للاعداء ثغرات يمكن النفاذ منها.
قبيل حرب الاطاحة بنظام صدام ن كان الاخير يستهين بقدرات الولايات المتحدة الامريكية ويقلل من شأنها امام القوات المسلحة العراقية والنتيجة انهيار النظام خلال بضعة اسابيع والقضية ذاتها بعد التغيير فلقد تعجلت اميركا النصر في العراق واهملت العوامل الدولية والاقليمية الرافضة للمشروع الديمقراطي في الشرق الاوسط وكذلك القوى المتضررة من التغيير.
ان عدم التقدير الصحيح لقوة الخصم او العدو يمكن ان يؤدي الى نتائج وخيمة لاسيما في الصراعات السياسية والعسكرية، بل ان معظم الحروب والنزاعات التي سالت فيها الدماء غزيرة تعود الى القراءات الخاطئة عن النصر والفوز والبطولة والوقوف على منصات المجد والخلود على صفحات التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا