الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرض سكني لغير المستحقين

محمد الذهبي

2009 / 8 / 30
سيرة ذاتية


اسلم ذاكرته المستعصية على النوم الى ذكرياتها المؤلمة، وراح يتصفح ماجرى منذ زمان طويل فنزت عيناه دمعة سقطت على منفضة السكائر الموضوعة قرب فراشه بموازاة جدار الغرفة المليئة بالصراصر والعناكب الصغيرة والنمل.
مازال يستمع بشغف كبير الى قرض الاسكان الذي نادت به وزارة المالية، وبعد تأكيدات كبيرة من الوزارة ،
وضع احمد ذو الخمسين عاما طراز البيت الذي سيبنيه وعدد الغرف وربما بعد هذا التاريخ الطويل من المعاناة سيحقق انسانيته ويمتلك منزلا محترما، كان جل همه الا يخدم في الجيش وقضى سنينا من عمره من معسكر ضبط الى سجن وكان يحتج على من يقول له لماذا لاتلتحق بوحدتك العسكرية انه لايمتلك ما يدافع عنه ،البعض لديهم اربعة بيوت وهؤلاء من حقهم ان يدافعوا عن ممتلكاتهم ،اما انا فما عساني ادافع عن اي شيء فأنا مفلس في القافلة .عاد الى الوراء ثانية وتذكر حين نقل هو واخيه الاصغر من بيتهم الطيني الى بيت الجيران كي لايغرق في المطر وتركت كتبه المدرسية تحت رحمة السماء وكان مصيره مجموعة العقوبات الصباحية لتمزق الكتب ولوسخ دفاتره المدرسية .
اشعل سيكارة وراح يتأمل... الان ساصل الى نهاية المشوار وسف لن يرى ابنائي كالذي رأيت ،سأتسلم قرضا بخمسين مليونا لقد سمعت من وزير المالية ان القروض تشمل جميع الموظفين ،وسف اصمم بيتي على ذوقي واتخلص من الرحيل من بيت الى بيت الى اخر ،كل يوم لي جار وكل يوم لي دار ،ابني علاقات واتحول لكي ابدأ من جديد ،حتى ابني الاصغر في اخر تحويلة بكى بكاء مرا ،لفراقه اصدقائه وانا ايضا تحسرت ،الارق هذه الليلة من نوع خاص هذه الليلة لايهمني ،غدا ساقدم اوراقي وسأبدأ اعمل في معاملتي واسرع كي اتسلم في الوجبة الاولى .
قضى ساعاته الاخيرة متفكرا متأملا فيما سيحدث وعندما اصبح الصباح ابتدأ بسيكارته اليومية ماقبل الفطور وهذه المرة سحبها بنشوة منقطعة النظير ،ارتدى ملابسه بعد ان تناول افطاره وراح مهرولا حتى وصل دائرته فرحا،استقبله الموظفون ما الذي حدث ولماذا انت بهذه السعادة فقال لهم عما يدور بذهنه .فأجابوه ان وزارة المالية اصدرت قرارا نفت فيه شمول الموظفين الصغار بقروض الاسكان ،عاد الى البيت بعد ان استحصل اجازة وبدأ رحلته الجديدة مع الهم هذه المرة والليل قريب لماذا ،الم نستفت على الدستور وانا قرأت ان العراقيين سواسية ،لماذا صغار الموظفين وهل من المعقول ان المدير العام في الدائرة التي اعمل فيها لايمتلك دارا سكنية ،آه نعم لقد قرأت ان الموظفين الصغاراعدادهم هائلة ولذا لم تستطيع وزارة المالية ان تعطي هذه الاعداد ولكنها اعطت منتسبيها وكذلك اعطت الموظفين في المصارف ، (ام محمد تسلمت ) وهي تعمل موظفة في المصرف وخريجة اعدادية التجارة ،الم يساوي الدستور ما بيننا فلماذا يفعلون هذا ،هذه المرة لن اسكت وسأنادي باعلى صوتي اين الدار التي كنت ارسمها على الورق لن اسكت ابدا ،ولكن وزارة المالية تمتلك جزءا من الحق فالمدير العام يستطيع التسديد لان راتبه كبير وقرضه ايضا كبير ،وانا اابقى اتنقل من جحر الى اخر بلا غطاء ،سأذهب في كل مذهب الم اكن عراقيا ،الم اعمل باخلاص ،ما الذي يميز هؤلاء وكم هم هل سيعطون الذي يمتلك الكثير ويمنعون الخالي الذي لايمتلك شيئا ،وماذا سأقول لابنائي ان بلدكم الذي تعيشون فيه استكثر عليكم دارا صغيرة وعيشة تشبه عيشة الآدميين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت