الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا من عدت لتقاوم في زمن المساومة

عطا مناع

2009 / 8 / 30
القضية الفلسطينية


جاءت ذكرى رحيلك يا صاحب مقولة جئنا لنقاوم لا لنساوم، ووكل عام من ثواني سنوات عجاف امتزج لحمك بالأرض التي أحببت نفضنا عن كاهلنا ما تراكم من غبار وامتشق كل منا ما امتشق من أدوات الهزيمة وجاهر بخصالك ووطنيتك وحبك لشعبك وأرضك وتمسكك بثوابتك.
يا من أتيت لتقاوم لا تصدق معلقات التمجيد وخطب المدح، أننا بمدحك ندافع عن هبوطنا وانسياقنا وتورطنا وسكوتنا في مرحلة فاجرة تستهدف تفكيكنا والدفع بنا إلى مطحنة الشعوب.
يا من دخلت فلسطين مقاوما لقد تغيرت أحوالنا وشوهت مفرداتنا، أنت يا أبو على مصطفي في نظرهم "إرهابيا"، لأنة ممنوع عليك إن تنادي بحقك في وطنك، وممنوع عليك أن تفكر مجرد التفكير في قريتك التي هجروك منها، أنت يا سيدي لا مكان لك في عالمهم.
هل تعلم يا أيها المقاوم في زمن المساومة أن فلسطين وشعبها قابلة للقسمة على ائتين وثلاثة وعشرة........؟ وأعتقد انك سمعت بان لنا دولة في غزة وأخرى في الضفة، ألا تعتقد أننا تجاوزنا كل التوقعات.....؟
يا أبو علي مصطفى....... قل لهم ..... قل لياسر عرفات إن مقولة شهيدا شهيد شهيدا بات بضاعة لا تتناسب مع زمننا، وقل للحكيم إن الحدود العربية تقتلنا، قل لمن امنوا بما قالوا أن الثوابت تذبح والوطنيون يزجوا في السجون، ما أكثر السجون بعدكم.
يا من عدت لتقاوم في زمن المساومة، أصبحنا ندخل في بعضنا الجنة، الإعدامات في الشوارع وأمام عدسة الكاميرات، وفي السجون أعدنا الاعتبار للفلقة والقنينة والموت البطيء، أنت لا تصدق..... من حقك..... يا سيدي لقد دخلنا كتاب غنيس في النيل من بعضنا..... لقد شرعنا الموت واصدرنا الفتاوى .......
يا سيدي لقد تحولنا لقتلة...... لا بل انحدرنا أكثر من ذلك...... هل خبروك عن أنفاق الموت المجاني في قطاع غزة؟؟؟؟ وهل تصدق أن الجوع تحول لوحش من رمل يدفن شبابنا في عمق عشرات الأمتار تحت الأرض في خدمة راس المال الحمساوي .

أبو علي مصطفي: يا من رفعت شعار الحقيقة كل الحقيقة للجماهير... لقد غاصت الحقيقة في وحل المصالح وتقسيم الكعكة التي لم تنضج بعد، الكعكة ليست فلسطين، لان فلسطين من بحرها إلى نهرها منتهكة، الكعكة هي نحن الشعب بكل شرائحة التي حولته قوانينهم وفتاويهم لعبيد ينتظرون الموت الغير رحيم.
أما القدس التي التي أحببت يا أبو علي، فقد ضاقت بأهلها وابتلعها الاستيطان، القدس تحولت لمخيم من المهجرين على أرصفة الشوارع، والطامة الكبرى أن القيادة تجمع نظريا على حقنا في القدس ، لكنهم بعيدين كل البعد عن الخطوات العملية..............يا سيدي كل شيء يمشي في بلدنا على رأسه، والواحد منا لم يعد يفرق بين الرؤوس والإقدام.

يقولون لك في خطاباتهم.........نم قرير العين ..... ويقولون ..............نحن على دربك سائرون ولن نفرط بثوابتنا وقيمنا وتاريخنا وشهداءنا وأسرانا، يقولون نحن القابضون على الجمر، يبحروا في اللغة ويستخدموا كلمات فقدت معناها بشراهة وإفراط غريب، لكنها النظرية أو الديموغوجيا، الحقيقة إننا أصبحنا نجتر أنفسنا لندخل في الدائرة المفرغة التي استولت على كينونتنا.

في يوم من الأيام أعلن الكاتب الجزائري الطاهر وطار أن الشهداء سيعودون هذا الأسبوع لكنة تراجع في اللحظة الأخيرة، لأنة أدرك المخاطر التي قد تنجم عن عودة الشهداء، وفضل ان يبقى الشهداء تحت التراب منعا للفتنة، لان الفتنة نائمة وملعون من يوقظها.

في الحالة الفلسطينية تنمى أن يعود الشهداء على هيئة فنييق ينبعث من الرماد، لينشروا ألسكينه في قلوبنا التي شاخت في غير أوانها، وليضعوا حدا لأيدلوجيات الدجل، وليقولوا لنا حقيقة الأشياء، ويؤشروا لنا على الصالح والطالح منا، وليكشفوا لنا المستور.
الشهداء لن يعودوا، لأنهم لم يرحلوا، لقد جاءوا من رحم الشعب، وبالتالي هم الشعب، ولكل شعب كبوة، والكبوة محطة عابرة، والمحطة لها نهاية، وبعد كل نهاية بداية، والبداية أمام أعيننا ولا نرها، لأننا نعيش حالة وصفها الأديب الفلسطيني غسان كنفاني في رواية الأعمى والأطرش التي تعكس حالنا بجدارة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسن نصر الله يلتقي وفدا من حماس لبحث أوضاع غزة ومحادثات وقف


.. الإيرانيون يصوتون لحسم السباق الرئاسي بين جليلي وبزكشيان | #




.. وفد قيادي من حماس يستعرض خلال لقاء الأمين العام لحزب الله ال


.. مغاربة يجسدون مشاهد تمثيلية تحاكي معاناة الجوع في غزة




.. فوق السلطة 396 - سارة نتنياهو تقرأ الفنجان