الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غواية الصلصال

عباس مزهر السلامي

2009 / 8 / 31
الادب والفن


غواية الصلصال
عباس مزهر السلامي
حيثما تربَّعَ
هاأنذا أمامه جثة واقفهْ،
بعدما خلعنـي مني
وأيقظنـي من سبات
لم يدم طويلاً...
هي المرةُ الأولى كما قالوا
والأخيرة،
أقفُ
يتعالى
يشمخُ...،
أنا الآن في اكتمال المسافـــهْ،
كائنٌ لم يفقهْ من اللعبةِ شيئا
جاؤوا بي خلسةً إليه،
ستحملُ أحرفـي وِزْرَ مااقترفتُ
سيكتبني (الأصدقاء) على مسلة نسيانهمْ،
وتخلو من الدخان والحشرجات جدرانيَ الأربعهْ.
ربما يحدّقُ بي ثانيةً
وهو يعيدُ هيكَلَتـي
مرةً..... وأخرى
الى آخر مايرتئي !
***
كان موتاً نقياً
لماذا كلّما احْتَسَيتُ جرعةً منهُ
تلاشَتْ سكْرَتي
ورحتُ أسقطُ ثانيةً
في مهبِ الحياة؟
***
أستنشقُ الآن هسهسةً في الرماد
وأسمعُ ناراً تدورُ بقربي.... تدورْ،
وآجرَّتي بعض ماينسجهُ العنكبوتْ!!


***
كنتُ أعرفُ
أن انتظاراً بحجم الغيابِ
سيكتبني على آجرّة الفراغ
فيسّاقطُ إسمي حرفاً حرفاً
بعدما تشرعُ الأرضُ بالهذيانْ.
***
وحدها لَمْلَمَتْ ماتبقى
من البياض...
أوصَدَتْ عُرْيَها
تناءتْ كما نحلةٍ هاربـــهْ.
***
كل من معي اليوم
خضَّبوا اللوح بالتراب،
تواروا خفافاً الى موتهم...
الطفيليون /الأحبة!/
السائرون في الحشد/ الموغلون في العرف/ ذوو التراتيل/ الساخرون منه،المكابرون،
لاأحد الآن بمقدورهِ
اجتياز سوأته ،
كلٌ مَن جاء
انبرى يدحرجُ جثته،
يلوذُ بالنعشِ
يدحضُ أحلامهُ
ويرجمُ ماتبقى منهُ
بحجـر التوبة،
***
ماكنتُ أول مَن راعَهُ السر
ولاكنتُ آخر مَن دنا،


أقوم بإغفاءتي
يداً في أعالي الصراخ
وأخرى معفرة بالدخان،
الى حيثما يشحذُ السرابُ الأكفْ
وتطوي الخرائب أكفانَها،
أيصغي إليَّ
لأملأَ كفيهِ بالمعجزات ؟
***
أكانَ بوسعي أنْ أطلق الرأسَ
من قامتي...،
أطوي الشفاه
وأختالُ (كالأرجوز)
في حضرته؟
أحلّقُ
أدنو قابَ.... أو أدنى
وأرمي المكائدَ
أنفضُ مافي اليمين الى المحرقهْ!
***
أنا الآن طازجٌ مهيـأٌ
وفاتورتي
تقوّسُ ظهري
وتجعلُ مني شهياً
على المائدة،
الشوكة،
السكاكين... أعددتها
تقلبني ـ ريثما يستنطق الوشاة / الأدلاء
في جسدي ـ
وهُمْ يلقون بالسر إليه
تلوّ السر،
كل ماتبرعمَ من هيكلي
كل ماتدلّى
يسّاقطُ الآن من صمتهِ،
يشهدُ مرغماً
فيوشمُ جلدي بالشواظ.
***
عارياً كنتُ
والمرايا التي حمَلْتُ
تحمّلني على جمرها
تقذف بي لميقاته الأزلـي،
في يديهِ تشكلتُ
ومنها سقطتُ...
على بابها
ـ لم أزل أُقلبُني
أمرِّغُ صلصالهُ المرِ ـ
سأفتحُ عيني على سرِّها
أعتلي دكة الوعدِ
أُحدّقُ فيما ضَمَرْ
***
أنا
أنتِ والطريق إليها
معبدة بالجمر،
لسنا سوى ....
تقلبنا
وأولنا دفقةٌ طائشهْ!
أنا
أنتِ
لاجهة نقتفي إثرها
كي يصدق الحدس،
كي يرسم الرمل درباً لنا
لايزولْ ،
على موعدٍ
ومابيننا لجةٌ وسنارةٌ لاتعي
تغافلنا
فتعلَق أرواحنا الهائمهْ
***
(أيتها المطمئنة)
فرّي إليَّ
دعي كل ذاك الذهول
مرّي
فهاأنذا في سُدفة الطينِ
أركلُ تفاحتي في خشوع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صراحة مطلقة في أجوبة أحمد الخفاجي عن المغنيات والممثلات العر


.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24




.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع


.. عوام في بحر الكلام - د. أحمد رامي حفيد الشاعر أحمد راي يتحدث




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يوضح محطة أم كلثوم وأح