الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتفال مبكر ويأس مبكر أيضاً

محمد حاج صالح

2009 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


مبكرون جداً من احتفلوا بانتصار النظام السوري، ومثلهم مبكرون جداً أولئك الذين ركبهم اليأس من معارضي النظام السوري. كلاهما أخذته المظاهر وفرحة النظام من أنه خرج من عنق الزجاجة. والحال أن زجاجة المأزق السوري كثيرة الحواصل وكثيرة الأعناق. فمن حوصلة مريحة إلى عنق كاظّ تتراوح أحوال النظام.
من حسن حظ النظام السوري أن الموقع الجيوسياسي لسورية في غاية الأهمية، يضاف إليه أنه من القليل الباقي في الأنظمة الديكتاتورية التي مازالت تستولي على المقدرات والمصائر والقرار.
مآزق سورية وأزماتها كبيرة وعديدة ولم يحل منها شيء، كل ما في الأمر أن أن مشكلة النظام في الاتصال مع العالم الخارجي قد طرأ عليها تغيير. لنقل أن جزءاً كبيراً منها قد حل، بحكم أن السياسة متحركة وبحكم أهمية سورية. لكن هذا لن يأتي بالشء الكثير لا لمآزق سورية كوطن، ولا للنظام. فالأمور مستعصية ولا حل لها باللصمجة، ولا بشيء من الفرحة بوجود وفد كونجرس أمريكي أو رسالة من ساركوزي، ولا من حرتقة بين روسيا وأمريكا... كله عابر. وتبقى المشاكل. إذ لا الجولان عاد، ولا لبنان سيعود إلى بيت الطاعة، ولا استثمار وضع العراق أيدلوجياً وسياسياً سيستمر، ولا التحالف مع إيران سيأتي بالمن والسلوى. ولا ننسى الوضع الاقتصادي المتردي، وقمع الناس، والتضييق على حياتهم، وغموض المستقبل، وانسداد الآفاق.
وفي القريب العاجل هناك استحقاقان سياسيان لا مفر منهما. أولهما المحكمة الدولية. وثانيهما عملية تخريج فك التحالف مع إيران أو التورط أكثر بهذا التحالف. وفي الزمن المنظور سيصل الاقتصاد السوري إلى بناء آيل للانهيار مع الأسف لا ينفع معه ترميم. فأين الانتصار؟ ولم اليأس؟

درب وحيدة يمكنها التأسيس للخروج من المآزق، إنها الدرب التي اختارتها الغالبية العظمى من شعوب العالم. الديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار