الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى نغير ما في أنفسنا

فاطمة الزهراء طوبال

2009 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تســاؤلات
إن البحث عن إمكانية تحقيق نظام سياسي متوازن يرتبط بمنطلق القابلية الداخلية للإنسان.
هذا النظام الذي إذا وضع ميثاقا دستوريا يحد من تجاوزاته الذاتية و انحرافاته الأخلاقية، يكون قد ضمن وجوده في مجتمع يسير وفق النهج الصحيح، فلو افترضتا خلو المجتمع من أجهزة الدولة كالأمن، فكيف سنتصور هؤلاء الأفراد الذين لا يمكنهم التحكم في نزواتهم الفطرية، و إذا افترضنا انعدام العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فكيف سيخيل إلينا نشوء مؤسسات تحت نظام انفرد بقراراته و ألزمها بلزوم الاستبداد.
كثيرا ما نسمع خطابات تربط الإسلام بالعنف، فكيف نفسر التناقضات التي تربط المسلمين بالإسلام ؟ و كيف نؤسس لنموذج حضاري راقي ركيزته الحوار السليم مادام المبدأ القرآني يقول : " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن " سورة النحل، الآية 125.
هل يستطيع العرب أن يرتقون إلى مستوى الموروث الحضاري الفكري الذي خلفه نبينا المصطفى عليه السلام بقوله:
" الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها "، ما هي السبل و المؤهلات التي تحقق لنا ذلك ؟
ما هي أسباب الصراعات و التوترات التي تشهدها الدول العربية باستمرارية لا متناهية ؟كيف يمكننا تخطيها ؟
ألا يمكن أن نجد حلا لإرضاء كل الاتجاهات الحزبية بما فيها المؤيدة والمعارضة للسلطة ؟ألا يمكن أن تكون كل الأحزاب مؤيدة ؟ هل يمكن تطبيق الديمقراطية بمفهومها الصحيح في العالم العربي ؟ كيف ذلك ؟
هل هناك وجود لوحدة حقيقية ؟
هل يمكن إقامة حد للصراع الغربي العربي ؟ و كيف يمكن الحد من أزمة الممارسة السياسية في الوطن العربي ؟
في واقع الأمر، إنّ كل دولة و لها خصوصيتها و مميزاتها ، إذ لا يمكننا تعميم نظام موحد تنتهج مساره كل الأنظمة السياسية بما فيها الملكية و الجمهورية ذلك لإختلاف الأفكار و تصارعها فيما بينها بيد أنه يمكن الحد من تلك التوترات التي كثيرا ما عمت أرجاء البلدان العربية في سياق القانون الدولي الذي يدعو إلى إحترام حقوق الإنسان و تحريم إنتهاك الحرمات الفردية.
و تجدر الإشارة إلى أن بعض الآراء جذبتها التيارات المنددة لواقع النظام الذي تتبعه دولتها الأمر الذي جعلها تعتبر بأنه لا وجود لدولة حقيقية و اعتبرت أن ماهو قائم هو عبارة عن كيانات سياسية إلا أن هذا الطرح مغلوط مادامت شروط الدولة متوفرة .
هذا ، و كما أن المفاهيم السياسية المعاصرة التي ظهرت تحت شعارات القومية و الوحدة و غيرها هي عبارة عن بؤر خطيرة ولدتها القوى العظمى في أفكار الشعوب المتحررة من الإستعمار و ذلك لخلق الصراعات و الأزمات السياسية بصفة خاصة و علا ما شهدناه في أزمة الممارسة السياسية من هذا البحث يوضح كيف أن تلك الشعارات لعبت دورا في تشتيت كيان الأمة الذي صار يعيق تقدمها ، كما حدث في الجزائر.
هذا ، وإن مابينته من أحداث تاريخية زلزلت آراء المفكرين في قضية الصراع العربي العربي و الصراع العربي الإسرائيلي جعلنا نصل إلى خلاصة أنه لا مجال من هذا النزاع مادام يؤدي إلى عواقب وخيمة للإتجاه العربي الإسرائيلي جعلنا نصل إلى خلاصة أنه لامجال من هذا النزاع مادام يؤدي إلى عواقب وخيمة للإتجاه العربي كالقضية الفلسطينية لذلك وجب الحد من هذا الصراع و تبديله بالحوار مادام المبدأ القرآني ينص على المجادلة بالتي هي أحسن إذ لا يمكن إقامته على الآراء التي تنص بمقاطعة الأديان الأخرى بمافيها المسيحية و اليهودية بصفة خاصة ، كيف والمبدأ القرآني ينص على احترامها ، لا وجود لحقيقة مطلقة من خلال تلك الآراء باستثناء ماجاء به القرآن الكريم وهذا دليل على أنه لم تشهد البلدان العربية نظاما مميزا باستثناء ماجسدته دولة الرسول محمد (ص) و الخلفاء الراشدين من بعده بحيث أنني أرى بأن القطيعة التي أحدثتها البلدان العربية للنظام الذي حملته الرسالة المحمدية هي السبب في أوضاعها التي آلت إليها من تدهور و تخلف و إنحطاط في جميع المجالات.
و خلاصة القول أننا لن نقدم على أي خطوة تقدمية مادمنا لم نع ماحملته إلينا الرسالة المحمدية ولم نع ماهو واجب علينا وحق على غيرنا و مادمنا نتخبط في نقاشات بيزنطية جاهلية ، لاعلمها ينفع و لا جهلها يضر و بالتالي فإن الله لن يغير مافينا حتى نغير مافي أنفسنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احترام
حمورابي ( 2009 / 9 / 2 - 08:19 )
نعم الاسلام يحترم المسيحية واليهودية بدليل الاية.....قاتلواالذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب (اي المسيحيين واليهود) حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون .التوبة 29


2 - الإسلام يحترم اليهودية و المسيحية
فاطمة الزهراء طوبال ( 2009 / 9 / 2 - 17:08 )
وصلتني بعض الرسائل الإلكترونية تنكر على أن المبدأ القرآني ينص على احترام الديانات الأخرى وللأسف قد اعتمدت منطق التفوق وادعاء امتلاك الحقيقة في تعليقاتها الجارحة...لا ...لايجوز أن نربط الإسلام بقلة مجرمة شوهت صورته الحقيقية ونشرت أفكارها السوداوية تحت راية الدين الإسلامي، علينا أن نتعلم كيف نتحاوربالتي هي أحسن، فما طرحته من إشكاليات في مقالي كان بدافع الوصول إلى خلق فكرة مبدأ المثالية على الأرض لا لأن أجلب إلي أفكار تنفي على أن الدين الإسلامي ينص على احترام الديانات السماوية بما فيها المسيحية واليهودية و دون أن نطيل عليكم أو نقرع رؤوسكم بأسلوب إنشائي ننصحكم بالعودة إلى قراءة التاريخ الإسلامي و المؤلفات الخاصة بالسيرة النبوية لعلها تكفيكم لتعلموا كيف أن الرسول صلى الله
عليه و سلم علمنا إحترام الديانات . قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم : ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا﴾ (الحج: 40).


3 - أختي الفاضلة
قارئة ( 2009 / 9 / 2 - 18:28 )
سأعمل على ما نصحتني به وجوابك كان في غاية التهذيب ولكن ألم يطالبك الحوار المتمدن ابداء المرونة الكاملة مع الأراء المخالفة ؟ لماذا احتفظت برسالة السيد حمورابي التي أجابت على جزء من سؤالي لك وحذفت رسالتي ؟ الكاتب يجب أن يستعد لمختلف الأسئلة ويتسلح بقدر كبير من الصبر والثبات لاقناع قارئه بوجهة نظره , ما ذنبنا أننا نصاب بالحول من الكم الهائل من المقدس الذي مرة يحيينا ومرة يميتنا ؟ حاولي اقناعي أختي الكريمة , حاولي , سيكون ثوابا لك عند ربك أما أن تحيليني الى المؤلفات الاسلامية فهي بين يدي حقا , اشيري الى ما تقصدين وسأكون ممنونة لك . مرة أخرى تشكري على نياتك الصادقة .


4 - عزيزتي الكاتبة الكريمة
قارئة ( 2009 / 9 / 2 - 18:48 )
رجاء من القلب أن تقرئي مقال السيد تنزيه العقيلي التلاوة العلنية للقرآن .... الذي ما زال مدرجا في صفحة اليوم , و يا ليتني أقرأ رأيا لك حوله . شكرا على تقبلك لاشارتي السابقة وأتمنى أن يكون الاستعداد للتسامح أكبر في مرات قادمة واسلمي .


5 - رد على سؤال
فاطمة الزهراء طوبال ( 2009 / 9 / 3 - 18:05 )
السلام عليكم:
بادئا ذي بدء،مشكورة سيدتي الكريمة على هذا الاهتمام و على التفاتتك الطيبة بالموضوع، كما يؤسفني عدم السماح بنشر رسالتك و التي لم تنأين فيها عن أسلوب الطعن والتجريح، وألوان الإثارة والاستفزاز، فمن الخطأ أن يبدأ الحوار بتجريم الطرف الآخر أو باتهام الديانة الأخرى على أنها لا تحترم الديانات السماوية كما أن رسالة السيد حمورابي المحترم قد التزمت بقواعد وآداب التعليق غير رسالتك فإذا كان من الحق ألا يمنع صاحب الحق عن حقه ، فمن الحق ألا يعطى هذا الحق لمن لا يستحقه، فكيف تريدين مني نشر تسيء إلى ديانتي و اعتقادي.
أجل سيدتي المحترمة، الخلاف حق مشروع و هو سنة الله في خلقه وهذا ما ورد في دستورنا القرآني لقوله تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ } (الروم)
هذا عن سبب رفضي لنشر رسالتك، أما في ما يخص بحثك عن حجة أقنعك بها على نصي القائل بأن - المبدأ القرآني يحترم الديانات المسيحية و اليهودية- فإن رسولنا الكريم لما جادله النصارى في إحدى المسائل قال: : تعالوا بالتوراة نقرا وإياكم , ولما اتو بها , حملها صلى الله عليه وسلم احتراماً على وسادته ومخدته عليه الصلاة والسلام, ويقول ج

اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا