الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة في حديث طويل ...أنا رجل (الحلقة 6)

سعد الغالبي

2009 / 8 / 31
الادب والفن


في غفلة من الزمن ، ودون أن يعرف أحد ، إنتشر اللون الأزرق ليملأ شوارع المدينة ، ولم يكن ذلك اللون إشارة الى عمّال النظافة ، بل الى تلك ( الثمرة) التي كدح مؤسسي الأتحادالعام لشباب العراق أن تخرج لترى تلك الثمرة النور ، حينها أدركوا بقوة إن الثمرة سوف تكبر ، لأن أرض ممهدة لها قد هيأت بسبب وجود أطفال محرومين من كل شي ، وهم على إستعداد أن يبهرهم كل شيء .
كان الزمن في السبيعنات ، والجميع غافل عما يحصل من حوله ، فالمعسكرات التي أقيمت أنــــذاك لهولاء الأطفال ، كان ظاهرها للترفيه ، ولكن في ليلها يحدث الكثير ، وقد يتجاوز فهم هولاء الصغارمن حيث ما كان يقال في ليل المعسكرات وفي حفلاته الليلية المسيسة لأمر قادم .
كان يتم دس الأفكار ، التي يراد منها تحقيق أمر ما في المستقبل القريب ، بطريقة مميزة وبإتقان عالي وكأن من تبنوا تلك المهمة قد أعدوا لهذا الغرض ، وبذلك فهم جنود مخلصين لحرب قادمة ، لم يكن أحد حتى ليشعر بقرب حدوثها ، وهي حرب من من نوع خاص ، حرب لتجعل مجتمع قائم آنذاك ، وآخر قادم يخضع لمرارة ما يأتي من تعب السنين .
تلك الحرب إن تمت لها تحقيق نتائجها لسوف تكون بمثابة ولادة لتاريخ جديد يؤرخ (لعبادة الفرد)وتدريجياً .. وفي غفلة من الزمن ، كبر الصغاروأصبح لهم زمن قد سجّل بخط واضح في أجندة زارعي تلك البادرة ، تمهيداً للإنطلاق في مضمارالحرب القادمة .
هولاءالصغارقد أتقنوا دورهم الذي تعلموه في تمجيد ذلك الفرد القادم ليكون (المعبود ) كما أراد هو أن يكون بهذا الوصف .
حين جاء ذلك الفرد من خلف الأيام التي كانت تعيشها الناس ، كان مجيئه يشبه الثوار حين يأتون ، فقد كان يعرف مايريد ، لأن عقول قد هيأت لهذا القدوم بعد توالي مواسم من العطش الفكري والثقافي بعد أن إبتعد مبشري الثقافة وإنزوا في اماكن يسكن فيها الظلام .
كان مجيء ذلك الفرد يشبه مجيء سحابة مثقلة بالمطر ،وكان لزاماً أن تأتي ببعض زخات المطر على تلك العقول ،وإن أرادت تلك العقول أن تستتر لتتفادى تلك الزخات .
في ذلك الزمن ، لم يتسائل أحدنا ، ماالذي حصل ، أن نتداول إسم رجل كوبي الجنسية ، ليصبح من مفردات لغتنا الدارجة اليومية التي نتداولها في أزقة المدينة (ودرابينها ).
لماذا إسم فيدل كاستروا ، ولماذا اضحت قصص الكوبيين في التضحية والفداء مقياس لثوريتنا ، حتى طغت على كل قصص قدماء تاريخنا ،وربما إستطاعت أن تلغي أسماء ثوراتنا التي كانت في كتبنا المدرسية المشفرة .
ولكن فيما بعد حين كبرنا ، وعندما تمكن الزمن أن يزيل ورقة التوت عن عورة أفكارنا ، لنعرف إن ذلك القادم (المعبود ) يوم وقف في ملعب الشعب الرياضي بتاريخ مؤرخ في سجل أجندتهم آنذاك ليعلن أمام الآلآف الغارقة في بحر الضياع ، بحديث أوله وآخره يطرح سؤال واحدمن فمه :
-هل أنتم موافقون ؟
فيأتي الجواب من الجميع دون عناء : نعم موافقون !!
ولكن على ماذا جاءت موافقتنا .. هل جاءت على أن تكون المقرات الرسمية لإمبراطورية ذلك القادم الجديد ، لتكون في أخبئتها السرية ، آلالاف الكتب من (مطارحات ميكافيلي ) ، ثم تصبح كُل حياتنا رهن التزاوج اللا شرعي بين طريقة عيش فيدل كاسترو وطريقة ميكافيلي في كيفية قيادة المجتمعات.
في ذلك اللقاء الفوضوي الذي تم لذلك القادم المتسلل لصهوة القيادة بمن تم تجميعهم للإستماع لنبرة صوته المتحدية ليكون هو الصوت الأوحد للقادم من الأيام .
وللحديث بقية..............









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحديث
سارونة ( 2012 / 4 / 8 - 13:34 )
هااااااااااااي صراحة الحديث عوظ طويل مررررررررررة أنا ودي أزغب

اخر الافلام

.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ


.. الذكرى الأولى لرحيل الفنان مصطفى درويش




.. حلقة خاصة مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وأسرار وكواليس لأ


.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7




.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح