الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفشل المصري الذريع في أحتضان كأس العالم 2010 فشل سياسي مخزي

هادي الخزاعي

2004 / 5 / 19
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


على طريقة الأعلام العروبي الرسمي الذي يتصدره الأعلام المصري,رسم الأخير في ذهن المتلقي العربي المسكين صورة أمكانية احتضان مصر, قلب العروبة النابض لنهائيات كأس العالم 2010, وأن المسألة أنما هي مسألة وقت ليس ألا, حتى شوقتني فضائيات مصرالعربية والأنكليزية والعبرية, لأن أرى حلمي الرياضي بمشاهدة منافسات كأس العالم على أرض عروبية, فما بالك اذا تجسد ذلك الحلم على أرض مصرالعروبة.
بكل طيبة و سذاجة المواطن العربي المسكين, رحت ألهث وراء الندوات والصحف المصرية العريقة لأتابع تحركات الأعداد والأستعداد الأعلامي اليومي للمعنيين بأعداد ملف مصر أم الدنيا لمنافسة دولتين عربيتين عريقتين,وثالثة لما تزل حديثة عهد بالسياسة والرياضة, هي جنوب أفريقيا, الخارجة توا من قمقم أعتى نظام عنصري في التأريخ. لم يستسهل الأخوة في مصر بأس المتنافسين وجديتهم, فلعبوا كل أوراق المنافسة, بما فيها طبعا ضمان عدد الأصوات التي ستحسم الأمر, ولأي دولة سيؤول شرف أحتضان منافسات كأس العالم عام 2010. فالفنان عمر الشريف ضحك وضحّك بأعتباره معلما مصريا وعربيا بارزا, ووجها عالميا, أصطف بقامته الفنية العالمية مع أهرامات الجيزة علوا وسموا, وقدمت مصر كل ما في جعبتها لترجيح كفتها في المنافسة, فيتوج هذا الأستعداد بترويج الرئيس مبارك, رئيس جمهورية مصر العربية للملف المصري أمام بلاتر الرئيس الدولي للفيفا, وهذا يعني ان مصر العربيه كانت قاب قوسين من نيل ذلك الشرف الرفيع, كما عكس ذلك أعلام مصرالواثق من نفسه, وألا لم تم توريط السيد الرئيس حسني مبارك حفظه الله ورعاه بمثل ذلك الموقف الذي مهد له أعلام مصر العربية على أنه بداية الطريق الى الفوز.
وفي تفاصيل مشوار اللحظات الأخيره للأستعدادات, أنسحبت تونس مبكرا, ورفض ملف ليبيا, ولم يبق في ساحة التنافس غير مصر والمغرب وأفريقيا الجنوبية. لم استسهل مهمة مصر رغم الضخ الأعلامي الهائل لوسائل الأعلام المصرية, فالملفين الآخرين, دسمان بما فيه الكفاية, ويغريان بالقبول, لكن الخبرة المصرية الطويلة في العمل خلف الكواليس حسب علمي, في عافية دائمة, لاسيما في مجال السياسة , فما بالك بالرياضة التي هي أسهل بكثير من السياسة؟ أذا ستكسب مصرالعربية الأصوات التي كانت ستذهب الى ليبيا او تونس على الأقل, لتضاف الى الأصوات المضمونة لها أصلا, ولم يبخل الأعلام المصري في توضيح الصورة بكل تفاصيلها المملة, فلعبة كسب الأصوات او الآراء, هي لعبة مصرية مستسهلة, لأن لمصر العروبه مجنزرة أعلامية داهية, تضمن النجاح وبنسبة 100% لأي مشوار رسمي, لاسيما أذا كان هذا المشوار أو الملف يحضى بدعم السيد الرئيس.
رغم أني يجب أن أنتظر ست سنوات لأرى حلمي العروبي يتحقق, ومن يدري, فلربما لا أراه بسبب كبر سني ومرضي, ألا انني كنت متفائلا, ففضائيات مصر وصحفها أتخمتني بالوعود, أذ أن آمالها كانت كبيرة وواسعة, فمن بين الأصوات الأربع والعشرين التي ستحسم أمر نتيجة القرعة في سويسرا حيث مقر الفيفا, هناك كما أسهب الأعلام المصري, العديد ممن يؤمنون بقدرات مصر الجبارة , وبأنها القادرة على ضمان النجاح بنسبة تقترب, اوربما تصل الى نفس النسبة التي يحصل عليها رئيس الجمهورية أثناء الأنتخابات, هكذا صورت لي الأمر وسائل ذلك الأعلام, أعلام مصر أم العروبه, وقد ذهب حسن ظني بتلك الوعود والعهود, اني قررت أن أبدأ منذ الأن بوضع برنامج كي أجمع المبلغ الذي يغطي تكاليف ذلك الحلم الذي سيجعلني من سعداء الحظ.
وجاء يوم القرعة المنتظر, وفي ساعات العد التنازلي, فكرت بحظوظ المغرب وجنوب أفريقيا, فتلك الحظوظ كفيلة بأن تجعل من أمكانية حصول جولة ثانية في القرعة, امرا واردا , فحضوض أي من هذه الدول وسمعتها يجعل الفكرة قائمة ومقبولة. فحصول أي منهم على 13 صوت في اول جوله امر يكاد أن يكون مستحيلا, فلا بد من أن تحصل كل دوله على عدد من الأصوات, بحكم الحساب والتأريخ والجغرافيا, وذلك يعني أننا أمام جولة الحسم الحاسمه, ومبروك للذي يقع عليه الخيار. بهذه الصورة وطنت نفسي رغم الرغبة المجنونة التي تتحرك وتغلي في داخلي, في أن تكون أم الدنيا مصر المحروسه حاضنة كأس العالم .
ما أرعبني عند الأطلاع على تفاصيل القرعة, ليس عدم حصول مصرعلى ذلك الشرف, ودخول حلمي المسكين الى غرفة الأنعاش,ولكن رعبي وخيبتي جاءا من عدم حصول أم الدنيا على أي صوت.. أكرر.. عدم حصول مصرأم الدنيا على أي صوت؟!
جعلني هذا الدرس البليغ, أنظر بعين الريبة والشكوك لكل ما ينتجه أعلام المحروسة, وبانه غير جدير بالأحترام أو الثقة, بل جعلني هذا الدرس أذهب بعيدا, الى السياسة, فكم وكم من التطبيل والتدليس صاحب أنجازات أعلام المحروسة. أن هذا الدرس يشير سياسيا الى ذلك النوع من الفشل المفجع في مصداقية أعطاء الأنطباعات عن برامج أم الدنيا, السياسية والرياضية أو غيرهما.
أليست فضيحه بجلاجل للذين يستمرؤون الخداع, واين ذهبت الخمسون مليون جنيه مصري, جنيه ينطح جينيه, ويخيبتكم يأهرام الجيزه وعمر الشريف, وياحرام يا ريس عله أبتسامتك العريضه الواعده لبلاتر, فمنه العوض, وعليه العوض. وحسرتي على حلمي الذي ضاع بين جزم أعلام المحروسه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق