الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 5

امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)

2009 / 9 / 3
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 5
و هكذا يكون تحالف الإقطاع و الكومبرادور قد استكمل هيمنته على السلطة السياسية للتفرغ للإستغلال الإقتصادي ، بعد تفويت الضيعات التي أقامها المعمرون على أراضي الفلاحين الفقراء للإقطاع و الكومبراور ، و عمل النظام القائم على إصدار قانون 1963 الذي يمنع على المعمرين بيع ممتلكاتهم دون موافقته و ذلك للتحكم في أراضي الفلاحين الفقراء التي تم احتلالها بموجب قانون غشت 1913 الذي يشرعن هذا الإحتلال وقانون 1914 المحدد للأملاك العمومية و قانون 1916 المحدد للمحافظة العقارية ، و ذلك نظرا لطبيعة النظام القائم المرتكزة إلى تحالف الإقطاع و الكومبرادور حتى يضمن لكل واحد منهما موقعا في السلطة ، فبعد تراكم الأموال بأيدي البورجوازية الكومبرادورية بعد استيلائها على المعامل و المصانع و الأبناك بالمدن و هيمنتها على اقتصاد البلاد نشأت طبقة الملاكين العقاريين الكبار الذين استولوا على الضيعات بالبوادي و أصبحوا ينافسون الإقطاع بعد الإستيلاء على المياه بسن سياسة السدود ، و لم يبق أمام الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين إلا مواجهة هذا المخطط الإستعماري الجديد التابع للرأسمالية الإمبريالية ، عبر التنظيم السياسي الذي يرى فيه المعبر عن طموحاته و هو الإتحاد الوطني للقوات الشعبية لكون قياداته البورجوازية انحدرت من الحركة الوطنية الثورية خلال مقاومة الإستعمار المباشر ، في الوقت الذي تجهل فيه الطبقات الشعبية التوجهات الحقيقية لهذا الحزب البورجوازي الذي عرف نكسات سياسية ، بعد القضاء على مناضليه المرتبطين بالمقاومة و جيش التحرير في1960 و 1963 و 1964 و أخيرا في الإنتفاضة الشعبية في 1965 و اغتيال أحد قادته البارزين الشهيد المهدي بن بركة في أكتوبر 1965 ، و عبر انتفاضاتها العفوية خاصة انتفاضات الفلاحين الفقراء بأولاد خليفة و تسلطانت و أولا تايمة ، و لم يبق أمام الطبقة العاملة إلا تنظيمها النقابي الإتحاد المغربي للشغل للدفاع عن مطالبه الإقتصادية و مقاومته للمخطط الإمبريالي التبعي ، و في 1961 خاض المنجميون بمناجم الفوسفاط إضرابا استمر 10 أيام من أجل الدفاع عن المكتسبات التاريخية التي حققوها في إطار قانون المنجميين بالموازاة مع مكتسبات العمال في القطاع العام و خاصة في الطاقة و الكهرباء و السكك الحديدية ، إلا أن المد البيروقراطي داخل الإتحاد المغربي للشغل و بتواطيء مع النظام القائم و للحد من المد النضالي الثوري عمل على تركيز ما كان يسمى ب" سياسية الخبز" للفصل بين العمل السياسي و النقابي و بالتالي فصل الطبقة العاملة عن نضالات الطبقات الشعبية ، و لا غرابة أن يتم تغييب الطبقة العاملة في الإنتفاضة الشعبية في 1965 كطبقة ثورية ، وهي وليدة الصراع ضد الرأسمالية الإمبريالية خلال الإستعمار المباشر شاركت في تركيز دعائم الحركة الوطنية الثورية بقيادة الإتحاد المغربي للشغل.
و بعد القضاء على تحالف الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و عزل المدن عن البوادي بقيت الحركة الشبيبية الثورية لوحدها في المواجهة عبر الحركة الطلابية و التلاميذية في إطار الإتحاد الوطني لطلبة المغرب و نقابة التلاميذ ، و لم تحدث أية انتفاضة بعد 1965 إلا و كان المحرك الأساسي فيها هو الشبيبة انطلاقا من إضرابات 1970 و 1971 و 1972 و وصولا إلى انتفاضات 1981 و 1984 و 1990 و 2008 ، و لهذا نجد أن النظام القائم بعد استنفاذه لجميع وسائل القضاء على الحركة الطلابية الثورية بالجامعات و الثانويات ، لم يبق أمامه إلا فرض الحظر على المنظمة الطلابية الثورية خاصة ما بين 1973 و 1978 و بعدها الحظر العملي ، بعد القضاء على قيادات الحركة الماركسية اللينينية المغربية خاصة منظمة إلى الأمام بالقمع و الإعتقال و الإختطاف و التعذيب حتى الإستشهاد و على رأسها الشهيد عبد اللطيف زروال ، ومواجهة كل الحركات الطلابية و التلاميذية بالقمع و الإعتقال و المحاكمات الصورية و التي لم يستطع إخمادها إلا أنه استطاع فصلها عن الحركة الجماهيرية الشعبية خاصة مع تنامي الحركة الإجتماعية الإحتجاجية بالمغرب ، بعد احتواء تعبيراتها السياسية و النقابية بتواطيء مع القيادات البورجوازية الحزبية و النقابية ، و أصبحت الجامعة منفصلة عن الواقع الإجتماعي للطبقات الشعبية بعد القطيعة بين تنظيمها الإتحاد الوطني لطلبة المغرب ذي التوجه الماركسي اللينيني والتنظيمات الحزبية و النقابية البورجوازية التي تهيمن عليها القيادات البورجوازية الحزبية البيروقراطية .
في ظل هذه الأوضاع عمل الطلبة الصحراويون الثوريون في الجامعات المغربية على تأسيس لجنة للدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي محاولين الإتصال بوزير الداخلية قصد طرح قضية تقرير مصير الشعب الصحراوي دون جدوى ، و غادر هؤلاء المغرب في اتجاه ليبيا و الجزائر اللثين وجدوا فيهما مجالا لبلورة أفكارهم حول قضية استقلال الصحراء الغربية ، و أسسوا فيما بعد جبهة البوليساريو و أعلنوا الجمهورية الصحراوية في الوقت الذي يشتغل فيه النظام القائم في تصفية تناقضاته الداخلية ، و المتمثلة في التناقضات بين الأجهزة العسكرية التي استغلها في قمع الحركة الوطنية الثورية و الإنتفاضات الشعبية ، فكان لا بد من تصفية الحسابات الداخلية لهذه الأجهزة خاصة و أنها حصلت على امتيازات سياسية و اقتصادية خلال 15 سنة من القمع في ظل الإستقلال الشلكي ، و أصبحت من أجهزة النظام القائم الأساسية نتيجة جرائمها ضد الشعب المغربي في الريف و الجنوب و الإنتفاضة الشعبية في 1965 و الحركة الطلابية و التلاميذية في الجامعات و الثانويات و المعتقلات السرية و العلنية ، و اغتيالات المناضلين الثوريين خاصة الشهداء عباس المساعدي و حدو أقشيش و المهدي بن بركة و عبد اللطيف زروال فيما بعد و نشر الرعب في صفوف الشعب المغربي ، في ظل هذه الأوضاع حدث انقلابان عسكريان في يوليوز 1971 و غشت 1972 اللذان يعبران عن مدى ما وصلت إليه التناقضات الداخلية للنظام القائم ، و في مارس 1973 قام الجناح العسكري البلانكي بالإتحاد الوطني للقوات الشعبية بعمليات عسكرية في بعض المناطق و هي لا تستمد شرعيتها من الحركة الثورية المغربية ، الشيء الذي زعزع أركان النظام القائم بعد هذه المحاولات الثالث و دفعه إلى فتح الحوار مع القيادات البورجوازية لحزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية و حزب الإستقلال في إطار الكتلة الوطنية حول عقد ما يسمى بالسلم الإجتماعي و المسلسل الديمقراطي ، و شارك الجيش في حرب أكتوبر 1973 لإيهام الجماهير الشعبية بارتباط النظام القائم بالقضايا العربية و بالتالي فتح جبهة الصحراء الغربية كبؤرة توتر في حربه ضد جبهة البوليساريو من 1975 إلى 1991 ، التي جعلها مجالا لتصفية الأجهزة العسكرية و أداة لقمع الحركات الثورية بافتعال ما يسمى بالوحدة الوطنية.
في ظل هذه الأوضاع السياسية نشأت الحركة الماركسية اللينينية في 1970 من طرف المناضلين الثوريين المنشقين عن حزب التحرر و الإشتراكية و الإتحاد الوطني للقوات الشعبية الذين أسسوا منظمتي إلى الأمام و 23 مارس ، و كان أول عمل مشترك بينهم هو الحركة السياسية عبر الإضراب في 04 ماي 1970 ضد زيارة وزير الخارجية الإسباني لوبيز برافو للمغرب ، الذي اعتزم عقد صفقة بين النظامين الديكتاتوريين بالمغرب و إسبانيا حول استغلال فوسفاط بوكراع ، و ساهمت في هذه الحركة بشكل كبير المنظمة الطلابية مما عرض الحركة الماركسية اللينينية للقمع الشرس من طرف النظام القائم ، خاصة و هي في طور التأسيس بعد تواطؤ القيادات البورجوازية لحزب التحرر و الإشتراكية و حزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية ضد مصالح الشعب المغربي ، و شملت اعتقالات 1972 و 1974 قيادات منظمة إلى الأمام و قيادات الإتحاد الوطني لطلبة المغرب ، وعلى إثرها تم استشهاد الشهيد القائد عبد اللطيف زروال في 14 نونبر 1974 و استمر قمع منظمة إلى الأمام 12 سنة إلى آخر الإعتقالات في 1986 ، و حدث تراجع خطير في صفوف قيادات المنظمة داخل السجون باختيار خط النضال السياسي الديمقراطي بعد محاولة الحصول على العفو في بداية الثمانينات من القرن 20 ، و مع انهيار الإتحاد السوفييتي في 1990 تنامى في صفوف الحركة الماركسية اللينينية خاصة منظمة إلى الأمام الإتجاه التحريفي الإنتهازي ، الذي تخلى عن الطرح اللينيني و تم تركيزه بعد ما سمي بالعفو عن المعتقلين السياسيين و المنفيين في سنة 1994 الذي استفادت منه هذه القيادات.
و نما في الجامعات الإتجاه الظلامي الذي حاول السيطرة على المنظمة الطلابية و نشر الرعب و القمع في صفوف الطلب خاصة بعد اغتيال الشهيدين محمد أيت الجيد بفاس و الطيب بوبلي بوجدة ، و عمل النظام القائم على تعزيز هذا الخط بتأسيس حزب العدالة و التنمية المعبر السياسي عن الخط الظلامي بالجامعة في الوقت الذي تعرف فيه الحركة الماركسية تشرذما ملحوظا ، كما نما بالجامعة خط ما يسمى ب"الحركة الثقافية الأمازيغية" الذي تمت تزكيته بعد تأسيس ما يسمى ب"المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية" و تم دعم هذا الخط بتأسيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي الذي تم حله من طرف النظام القائم ، في ظل تحمل المسؤولية بالحكومة من طرف الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية فيما يسمى ب"الإنتقال الديمقراطي" و "العهد الجديد" ، لتيسير سلاسة المرور من عهد إلى عهد لا يختلف عن سابقه إلا باتخاذ القوانين الطبقية ضد مصالح الجماهير الشعبية التي سنتها و صادقت عليها الأحزاب البورجوازية الإصلاحية بالبرلمان ، و من بينها تلك التي تسمي نفسها "يسارية" و التي تنحدر قياداتها من صلب الحركة الماركسية اللينينية و التي دخلت في مساومات مع النظام القائم من أجل تصفية الإرث المظلم لسنوات القمع الأسود ، و تمرير الشرعية القانونية والتاريخية للنظام القائم في إطار ما يسمى ب"طي صفحة الماضي" من 1956 إلى 1999 لتبرئة النظام القائم من جرائمه ضد الشعب المغربي ، و بالمقابل تم سن مجمل القوانين الطبقية (مدونة الشغل،قانون الإضراب،قانون الأحزاب،قوانين الخوصصة...) من أجل تركيز سيطرة الإقطاع و الكومبرادور على السلطة السياسية و الإقتصادية ، عبر ما يسمى ب"المسلسل الديمقراطي" منذ 1975 بعد تصفية الحركة الثورية و الذي تم تركيزه في انتخابات 2007 و 2009 ، و ذلك برد الإعتبار لحزب الإستقلال الذي يقود اليوم مسار تصفية ما تبقى من المكتسبات التاريخية للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء.
و عاشت الحركة الماركسية اللينينية بالجامعة صراعات مريرة ضد الخطين الظلامي و الأمازيغي من أجل إبراز الخط التقدمي داخل الجامعة ، إلا أن ضعف التنظيم و التشرذم الذي تعيشه الحركة الماركسية اللينينية ساهما في ضعف أداء المناضلين الماركسيين اللينينيين بالجامعة ، في غياب امتلاك آلياته الأيديولوجية و السياسية و التنظيمية خارج الجامعة و معبرها السياسي في إطار تنظيمها الثوري الذي يجب أن يقود الحركة ، و لن تكون الجامعة إلا فضاءا من فضاءاتها الرحبة التي يجب أن تشكل فيها البروليتاريا قاعدتها الثورية بتحالف مع الفلاحين الفقراء و الكادحين و البورجوازية الصغرى و على رأسها المثقفون و الطلبة و التلاميذ ، لكن غياب التنظيم جعل الطلبة الماركسيين اللينينيين يقودون صراعات خاسرة فيما بينهم من جهة و مع الخطين الظلامي و الثقافي الأمازيغي الشوفيني من جهة أخرى ، لدى وجب الوقوف عند محطة النضالات الطلابية باعتبارها أساسية في بلورة الفكر الماركسي اللينيني بالجامعة وتقييمها و توجيهها في صالح الحركة الماركسية اللينينية حتى لا يتم إعادة أخطاء الماضي ، سواء في تجربة منظمة إلى الأمام أو في التجارب التي تمت بلورتها خارج هذه المنظمة من أجل توحيد فصائل الحركة الماركسية اللينينية داخل الحركة الطلابية ، و بالتالي بلورة مواقف موحدة في التعامل مع عامل الإسلام و الأمازيغية داخل الحركة الإجتماعية بالمغرب.

تارودانت في : 31 غشت 2009

امال الحسين










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نجل الزعيم جمال عبد الناصر: بشكر الشعب المصري الحريص على الا


.. مقابلة مع وليد جنبلاط الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي




.. فى ذكرى وفاته.. منزل عبد الناصر بأسيوط شاهد على زيارة الضباط


.. فى ذكرى رحيله.. هنا أصول الزعيم جمال عبد الناصر قرية بنى مر




.. شرطة نيويورك تعتدي على متظاهرين داعمين لفلسطين وتعتقل عددا م