الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتهامات الحكومية العراقية

طلال الغوّار

2009 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


((ضرب عدة عصافير بحجر واحد))

إن الرؤية الطبيعية للأوضاع المضطربة في العراق وما تنتجه هذه الأوضاع من إشكالات متعددة تزيد وتأزم من حالات الاضطراب والفوضى ,وبالتالي لها انعكاسها على كافة الأصعدة وقبل الدخول في التفاصيل , لابد أن نؤكد من إن الاحتلال يشكل طرفا رئيسا في المشكلة وملابساتها بسبب ما افرزه من أوضاع شاذة وممارسات لها تداعياتها الكبيرة على جميع جوانب المجتمع العراقي , كذلك لايمكن فصل الخلافات والصراعات بين الأطراف المتنفذة في الحكم عن ما يحدث لأنها تشكل جزءا كبيرا في اضطراب الوضع العراقي , كما يترتب عن ذلك من حالات الضعف وعدم القدرة في إدارة الأوضاع بالاتجاه الذي يضمن استقراره , أما التفجيرات الأخيرة , وما تبعها من اتهامات موجهة ضد الشقيقة سوريا يكشف مدى العجز والفشل السياسي , والذي تجلى في طريقة وأسلوب هذه الإطراف الذي ينم عن عدك تماسكهم وجهلهم حتى بالأعراف الدبلوماسية في العلاقات الدولية ,خصوصا إن ما حدث من تفجيرات وما تلاها من اتخاذ مواقف متسرعة تجاه الشقيقة سوريا كانت عشية التوقيع على اتفاق تعاوني بين البلدين , ومن الجدير بالذكر إن سوريا لها مواقفها المعروفة في رفضها للاحتلال الأمريكي ,كذلك لها رؤيتها ومعرفتها بالقوى المتنفذة في العراق وعلى بينة كاملة من ارتباطاتها المزدوجة وتوجهاتها الفكرية والسياسية , غير إنها ترى في ترك العراق لمن هب ودب من أجندات خارجية وإقليمية , وبعيدا عن الحضن العربي , سوف ينعكس سلبا على الشعب العراقي وعلى المنطقة العربية , طالما أكدت ((سوريا)) مرارا إن التدخل الإقليمي في العراق هو نتيجة ضعف الموقف العربي تجاه العراق , ومن هذا المنطلق مدت سوريا جسور التعاون والتفاهم مع العراق فضلا عن المصالح بين كلا الشعبين . وبالعودة الى أحداث التفجيرات وموقف الحكومة العراقية واتهامها لقوى عراقية موجودة في سوريا ,عشية التوقيع على وثيقة التعاون فيما بينها وبهذه السرعة اللافتة للنظر , يؤكد إن هناك أسباب ودوافع مباشرة غايتها تحقيق أهداف سريعة استجابة لمصلحة هذه القوى , لعل أبرزها الضغط على بعض أطراف هذه القوى التي اعلنت خروجها من دائرة الاتلاف , وخشية من إن ينفرط عقد هذا التحالف وخصوصا مع اقتراب الانتخابات البرلمانية , حيث أكدت إن وجودها غير مضمون في الحكومة القادمة إذا كانت خارج اصطفافها المعروف ناهيك من إن هذه القوى وهي تعيد حساباتها في العودة الى التفاهم والائتلاف بين هذه القوى , وجدت في هذه التفجيرات وهذه المواقف أسلوبا في تصدير الأزمات الى الخارج وتبرئتها من عدم السيطرة على الوضع الأمني المتدهور , في جميع أنحاء العراق برغم الدعاوى التي أثبتت بطلانها في تحقيق الأمن والاستقرار.
لكن ذلك لا يعني إن هناك أسباب دوافع غير مباشرة لها أهدافها المضمرة وغير المعلنة وان كانت معروفة للشعب العراقي فهي عملية ((ضرب عدة عصافير بحجر واحد )) أي إن هذه التفجيرات والمواقف لها عدة أهداف وغايات أخرى غير التي ذكرناها وإنها تندرج ضمن مخطط لا يخدم سوى المشروع الأمريكي _ الصهيوني والقوى المعادية الأخرى ولعل أبرزها :
أولا: إضعاف الدور العربي في العراق والوقوف بوجه أي محاولة في تنشيطه ,وتفعيله, الذي يتقاطع مع دور الأجندة الخارجية والإقليمية, كي لا تفقد هذه الأجندة قدرتها استخدام العراق كورقة في معادلاتها السياسي على مستوى الإقليمي والدولي, فضلا على الاستحواذ على ثرواته ومقدراته , ويشكل الدور العربي السوري الحالة المتقدة والصحيحة لدور عربي مستقبلا.
ثانيا: العمل على فصل العراق عن محيطه العربي وإبقاءه خارج هذا المحيط , وفي ذلك يبقى العراق مشلولا وضعيفا ,ولقمة سائغة لقوى إقليمية ودولية, ومسرحا لتدخلاتهم وبالتالي جعله منطقة توتر مستمرة لها انعكاساتها على المنطقة العربية بما يضعف تضمانها بوجه المشروع المعادي .
ثالثا:محاولة التخلص و الهروب من متطلبات المرحلة الراهنة, في خلق الاستقرار السياسي والأمني, الذي ستحققه المصالحة الوطنية الحقيقية, وما لسورية العربي من دور مهم وكبير في هذه المهمة وبما تتمتع به من حكمة ودراية وتأثير في تحقيق ذلك, حيث ترى الإطراف المتنفذة في الحكومة العراقي إنها ستغدو محجمة في دورها وستفقد مواقعها فيما إذا تحققت المصالحة الوطنية , بعد إن فشلت إدارة الأوضاع في العراق وفي كل المجالات الأمر الذي افقدها حتى مناصريها ومؤيدها من الشعب العراقي.
رابعا : هناك حقيقة يعرفها اغلب العراقيين وكل السياسيين والمثقفين العرب , إن هناك خط احمر وضعه الأعداء , بين العراق وسوريا والتصدي لأي علاقة فيما بينهما وبما يخدم الشعبين والمنطقة, وهناك الكثير من الشواهد التي تؤكد ذلك منذ عقود .

إن الإطراف الحكومية في مواقفها هذه وتصعيد الأزمة بالطريق المعروفة , تكشف أكثر من أي وقت مضى بأنها أسيرة لأجندة خارجية , ومحكومة برؤاها الضيقة التي تحكم اصطفا فاتها ومساراتها, وبالتالي تضعها في الطريق الذي لا يفضي الى امن واستقرا واستقلال العراق .













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هكذا هم العرب
nfsa ( 2009 / 8 / 31 - 22:40 )
لا ادري لماذا كل هذه المقالات التي تريد تبرئة سوريا ,هل نزلوا علينا هولاء الاقذار من السماء اما يكفي ايغالا بالدم العراقي,اتمنى ان تقطع العلاقه نهائيا مع كل دول الجوار فلم يصبنا منهم غير الموت.يستخدمون دول الجوار معنا اقذر الاساليب بالضغط على العراقيين المتواجديين في سوريا بينما تقوم المنظمات الدوليه بتخصيص مبالغ كبيره للدول التي تستضيف العراقيين اضافة الى الاموال التي تصرف هناك والاستثمار من قبل الكثير من العراقيين فلو خرج العراقيين جميعا من سوريا فلا ابالغ بالقول بان ازمة اقتصاديه ستحدث في سوريا.ليت الحكومة تفعلها فعلا وتقدم لمحكمة دوليه لنعرف الجاني الحقيقي لكي لا يظل العرب يعلقون اتهاماتهم على المحتل وعلى القاعده وعلى مسلحيين مجهولين وما شابه ذلك.


2 - هكذا هم العرب
nfsa ( 2009 / 8 / 31 - 22:40 )
لا ادري لماذا كل هذه المقالات التي تريد تبرئة سوريا ,هل نزلوا علينا هولاء الاقذار من السماء اما يكفي ايغالا بالدم العراقي,اتمنى ان تقطع العلاقه نهائيا مع كل دول الجوار فلم يصبنا منهم غير الموت.يستخدمون دول الجوار معنا اقذر الاساليب بالضغط على العراقيين المتواجديين في سوريا بينما تقوم المنظمات الدوليه بتخصيص مبالغ كبيره للدول التي تستضيف العراقيين اضافة الى الاموال التي تصرف هناك والاستثمار من قبل الكثير من العراقيين فلو خرج العراقيين جميعا من سوريا فلا ابالغ بالقول بان ازمة اقتصاديه ستحدث في سوريا.ليت الحكومة تفعلها فعلا وتقدم لمحكمة دوليه لنعرف الجاني الحقيقي لكي لا يظل العرب يعلقون اتهاماتهم على المحتل وعلى القاعده وعلى مسلحيين مجهولين وما شابه ذلك.


3 - كفاكم دفاعا عن امجرمين
Alrarabi ( 2009 / 9 / 1 - 13:51 )
كفاكم دفاعا عن امجرمين ياابناء امة متخلفه قد اضحكتم العالم على غباءكم وتخلفكم .لماذا كل هذا الدفاع عن حكام سوريه الجرمون واللذين يصدرون الموت يوميا للعراقيين الابرياء.


4 - تحليل غبي
ibn Alraq ( 2009 / 9 / 1 - 13:54 )
تحليل غبي وتبرير مجرمون اغبى منهم.

اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة