الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


د. عبد الخالق حسين : الجهات المعادية للعلمانية هي المهيمنة على وسائل الإعلام

مازن لطيف علي

2009 / 8 / 31
مقابلات و حوارات


يشير الباحث والكتاب الدكتور عبد الخالق حسين ان العلمانيون العراقيون لم يحصلوا على موقعهم الذي يطمحون إليه، فالطموحات كبيرة، والإمكانيات محدودة، وتحقيق الطموحات يعتمد بالأساس على ظروف المرحلة التاريخية والتحوّلات الاجتماعية. فهناك نكوص وتراجع في التحوّلات السياسية والاجتماعية والحضارية وتقهقر إلى الوراء، ليس في العراق فحسب، بل وفي جميع دول العربية والإسلامية ليست في صالح العلمانية... كان لنا معه هذا الحوار:

كيف تنظر إلى الخارطة السياسية العراقية الجديدة والتحالفات التي بدأت تنشأ وتقوم؟ وهل تتوقع استمرارية هذه التحالفات؟
- على العموم ستستمرّ هذه التحالفات دون تغيير كبير وذلك لأسباب عديدة، منها الخلافات العميقة بين قوى العلمانية، وهذه لها جذورها التاريخية العميقة، مثل الصراع بين التيار القوميّ العروبيّ والتيّار اليساريّ والتيار الليبراليّ. فكلّ هذه التيارات في خصام أيديولوجيّ عميق فيما بينها، إضافة إلى ضعف الدعم المادّيّ للقوى والأحزاب العلمانية. بينما قوى التيار الإسلاميّ تتمتّع بنوع من الانسجام النسبيّ فيما بينها، وتعرف أنّها في حالة فرط تحالفاتها ستخسر السلطة التي هي في قبضتها الآن، إضافة إلى تمتع القوى الإسلامية بالإمكانيات المادية الهائلة وما تتلقاه من دعم من جهات أجنبية.
ما هي الإمكانية المتاحة لإعادة تشكيل الوعي السياسي العراقي على ضوء مقولات المواطنة ؟
-مقولات المواطنة لا تعمل لوحدها، خاصة أنّ الجهات المعادية للعلمانية هي المهيمنة على وسائل الإعلام، بالإضافة إلى المؤسسات الدينية ودور العبادة مثل الحسينيات والمساجد وغيرها، مستغلين حتى المناسبات الدينية مثل العاشوراء وغيرها للسيطرة على الجماهير وتغييب وعيها وتضليلها وبالتالي جعل الخرافة تتغلب على المقولات الوطنية. فتبني مقولات المواطنة والعلمانية يحتاج إلى وعي وطني وثقافة، بينما الإسلاموية تتفشى في غياب الوعي وتفشي الجهل.
صراع الهويات , هل هو البديل الطبيعي لصراع الحضارات بحكم راهنية الواقع المعاش؟
- ماذا تقصد بصراع الهويات؟ فإذا كنت تعني بالهويات، الانتماءات الأثنية والدينية والطائفية، فهذا الصراع نعم موجود الآن داخل البلد الواحد مثل العراق ومصر ومعظم البلدان العربية والإسلامية مع الاختلاف في درجة حدّة الصراع. أمّا ما يسمّى بصراع الحضارات، فالتسمية في رأيي خاطئة، ولكن الصراع موجود، إلا أنّه ليس بين الحضارات بل بين الثقافات، لأنّ الحضارة أوسع من الثقافة التي هي الموروث الاجتماعي للشعوب، بينما الحضارة البشرية هي واحدة ساهمت في صنعها ونموّها جميع الأمم، كل منها بقدر وفي مرحلة تاريخية معينة، وتسمّى الآن بالحضارة الغربية لأن الدول الغربية هي الأكثر تطوراً وأكثر مساهمة في تطور هذه الحضارة. والصراع بين الثقافات موجود بين الشعوب في الوقت الحاضر وبشكل محتدم لا يمكن نكرانه. وما هذا الإرهاب الإسلاميّ المتفشّي في العالم الإسلاميّ خاصة وفي العالم عامة إلا دليل على هذا الصراع الذي يغذيه الإسلام السياسيّ، ضدّ ما يسمى بالحضارة الغربية. وقد وضع التيار الأصولي الإسلامويّ المتشدّد الشعوب العربية والإسلامية في صراع غير متكافئ مع العالم.
هل استطاع العلمانيون تبوّأ موقعهم الذي يطمحون إليه خلال السنوات الخمس الماضية ؟
بالتأكيد لم يتبوّأ العلمانيون العراقيون موقعهم الذي يطمحون إليه، فالطموحات كبيرة، والإمكانيات محدودة، وتحقيق الطموحات يعتمد بالأساس على ظروف المرحلة التاريخية والتحوّلات الاجتماعية. فهناك نكوص وتراجع في التحوّلات السياسية والاجتماعية والحضارية وتقهقر إلى الوراء، ليس في العراق فحسب، بل وفي جميع دول العربية والإسلامية ليست في صالح العلمانية. وسبب نكوص العلمانية وتراجعها ليس في قصور العلمانيين في نضالهم، بل يعود إلى تعقيدات المرحلة الراهنة التي تمرّ بها دول المنطقة حيث اجتاحها منذ ثلاثة عقود تصاعد المدّ الإسلاميّ والذي يعود إلى سلسلة من الأسباب، أشبه بتأثير قطع الدومينو، يمكن إيجازها كما يلي:
1- فشل الحكومات العربية شبه العلمانية في حلّ المشاكل المعيشية لشعوبها.
2- تفاقم المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها الجماهير، بسبب الانفجار السكاني مصحوباً بتردّي الوضع الاقتصاديّ، يعني (المالثوسية)، وغياب البرامج العلمية لدى الحكومات العربية ومنعها مشاركة الجماهير وأصحاب الخبرة في حلّ هذه المشاكل.
3- تصاعد نشاط الإسلام السياسيّ المدعوم بالثروات النفطية الهائلة وخاصة الخليجية، فاستغلّ الإسلام السياسيّ معاناة الجماهير الواسعة فرفع شعارات ديماغوجية مثل: (الحلّ في الإسلام، والقرآن دستورنا، والرسول قائدنا)، وتمجيد الماضي والتراث، علماً بأنّ الخلفية الاجتماعية للشعوب العربية خصبة ومهيّأة مسبقاً لتقبّل مثل هذه الشعارات والإيحاءات، والمقولات وإلقاء اللوم في معاناة الجماهير على العلمانية، بدلاً من إلقائها على الحكومات المستبدة.
4- التحالف غير المعلن بين الحكومات العربية والمؤسسة الدينية في اضطهاد القوى العلمانية والديمقراطية والليبرالية من أجل إضعافها، واحتكار السلطة من قبل الأنظمة السياسية العربية، مثل الحملة الإيمانية التي رفعها صدام حسين في السنوات الأخيرة من حكمه…
كلّ هذه الأسباب مجتمعة جعلت المرحلة ليست في صالح القوى العلمانية في الوقت الراهن على الأقل.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إشكاليه العروبيه,والعرابه ,والمستعربين فى مصر
فتحى غريب أبو غريب ( 2009 / 8 / 31 - 18:36 )
أكون علمانى أفضل من أن أكون مغيب ومدروش وعراب
أنا علمانى يحكمنى العقل الواعى ,والضمير الحى .
الانسان أى إنسان ذكر أنثى ,وبأى عقيده أو دين ,كلهم لهم مالنا وعليهم ماعلينا ,ولافضل للانسان على الاخر إلا بما يقدمه من خير للبشريه عملا وفكراً وعلماً ,فهو الذى يرفع درجته ومرتبته بيننا ,وأما عن الخلافه والاماره.
,إسمع منى وتعلم كيف تحلل وتفكر فى مالقنوه لنا من كذب وهلوسه واعتقد أنهم لقنوها لك فى مرحله من مرتحل التعليم.
وهى أن هارون الرشيد أمير الظلم والاستبداد والظلام ,ومن جعلوه خليفه الله على ألارض فى بغداد ,نظر ألى سحابه تجرى فى سماء بغداد قائلا: أذهبى أينما شئت ,فلسوف يأتينى خراجك أو جزيتك فى أى أرض تسقين نباتاً--هنا صفق الجهله لهذه الكلمات التى تدل دلاله لاشك فيها كيف كان غزاه القهر تحت شعار الفتح الاسلامى يتعاملون مع رعايا ولاياتهم.
بعد هذا هل لنا ياعرابه مصر أن نفخر بمن قال هذا ؟
,بعد أن فرضواعلي ولايه مصر الخراب والجزيه والضريبه وقطع الالسنه ومحو تاريخنا ولغتنا التى زخرت بألفن والعلم والحقوق الانسانيه.
لازلنا نساق كقطيع يتحكم فينا من يدعى أنه شيخ أو داعيه الترهيب والترغيب ومحو تاريخ مصر وذاكرتها وثقافتها , ناظراً لنفسه على أنه نائب الله على الارض وداعيته العراب,


2 - غريب عجيب تعليقك يا أبا غريب
عدنان عاكف ( 2009 / 9 / 1 - 00:13 )
الأستاذ أبو غريب المحترم – التعليق رقم 1 –
وجدتَ من الضرورة ان تقدم لنا بطاقتك الشخصية بقولك : - أكون علمانى أفضل من أن أكون مغيب ومدروش وعراب .أنا علمانى يحكمنى العقل الواعى ,والضمير الحى . - .. سررت جدا لهذا التقديم، مع ان العلماني ليس بحاجة الى تعريف نفسه، لأن أفكاره ومواقفه هي تزكيته الأمثل أمام القارئ. لكن سروري سرعان ما تبدد. بعد الانتهاء من قراءة التعليق أدركت بان ما ورد فيه يشير الى انك خير نموذج - للعلماني - المُغيبْ ، ولا تمت بأي صلة الى العلمانيين الذين دار عنهم الحديث في المقال الذي علقت عليه. وتعليقك لا علاقة له بالموضوع المطروح في المقابلة من قريب أو بعيد. شكرا للأستاذ مازن لطيف علي، على مقاله.

اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة