الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صورة من تراجيديا المنفى الامريكي

ستار الدليمي

2009 / 9 / 1
حقوق الانسان


صورة من تراجيديا المنفى الامريكي العراقية حنان احمد

لم يكن يشغلني حين وصلت الى مطار جون كندي في نيويورك سوى ذلك الجهد الذي يتعين علي ان ابذله لترميم ذاكرتي من الخراب الذي فتك بها جراء الحرب الاهلية التي اجتاحت وطني بعيد الغزو الامريكي للعراق غير اني وجدت نفسي غير قادرة على علاج نفسي ومضطرة للسكن مع ثلاث شبان, هكذا بدأت حنان احمد كلامها وهي تجفف دموع انهمرت من عيونها بغزارة لا يدانيها سوى كوابيس الوحدة التي اطبقت عليها منذ ان غادرت ارض الوطن قبل اربع سنوات وتتطلع ألان الى نسيان جراحات الماضي بعد أن حصلت على حق اللجوء في امريكا.
لكن يبدو الخلاص حلما بعيد المنال في (ارض الاحلام) بعد ان اصدمت بقوانيين واجراءات يتحتم على العراقيين الامتثال لها رغم ما تنطوي عليه من صرامة في التعامل مع أوضاع اللاجئين تصل الى حد الجور غير أن قسوة هذه القوانين أخذت بعدا وحشيا في حالة العراقية حنان .
تقول حنان (غادرت العراق بعد ان اصبحت الحياة فيه جحيما لايطاق حين قتلت المليشيات الطائفية شقيقي وزوجي وحين استمرت التهديدات التي تتعرض لها عائلتي وكان اللجوء هو الخيار الوحيد المطروح عليّ رغم ماينطوي عليه من مرارة لكن ماهو اكثر قسوة منه كان حجم الخديعة التي مورست عليّ من قبل دائرة الهجرة الدولية حين افهمتني بأن امريكا هي البلد المثالي الذي يستطيع أن يوفر لي اسباب الامن المفقود بالعراق واتمكن من العيش فيه باسلوب يضمن كرامتي .
لكن الصدمة كانت فوق مستوى الوصف فقد اكتشفت ان عليها ان تسكن بظروف لا تتوافر على ادنى المتطلبات الانسانية واجبرت بداية على السكن مع عائلة معبأة بالحقد الطائفي والتي ناصبتها العداء حال معرفتهم ان حنان تنتمي الى طائفة اخرى ومن هنا بدأت رحلة متاعبها في ارض الاحلام , فمنظمة اعادة توطين اللاجئين رفضت ان توفر لها سكن ملائم (لشحة الموارد المالية)
وهي ذات الذريعة التي استندت اليها تلك المنظمة حين الزمت حنان بدفع مصاريف سيارة الاسعاف التي استدعتها بعدما تدهورت حالتها الصحية ورغم اكتشاف الاطباء الى انها مصابة بمرض خطير يستدعي أجراء عملية كبرى فهي عاجزة الان على علاج نفسها فالتأمين الطبي غير كافي ومنظمة اعادة التوطين غير مبالية بها .
على أن اسواء ما تعانيه هذه العراقية هو اضطرارها للسكن مع ثلاث شبان بعدما تعذر عليها الاستمرار في السكن مع العائلة العراقية بسبب العداء الطائفي الذي اظهرته في التعامل معها ولكم أن تتصوروا حجم المأساة التي تعانيه خصوصا وأن خيار العودة للعراق صعب المنال لانها مطالبة بدفع المبالغ التي صرفتها عليها الحكومة الامريكية بمناسبة اعادة توطينها وهي لاتملك من حطام الدنيا الا ذكريات عن بلد كان في يوم وطنها .
ستار الدليمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع لدراسة رد حماس على مقترح صفقة تب




.. حرب غزة: لا تقدّم في مفاوضات الهدنة.. حماس تتمسك بشروطها ونت


.. مظاهرات في تونس لإجلاء الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين




.. مصدر مصري رفيع المستوى: أحد بنود مقترح الاتفاق يتضمن عودة ال