الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرار جنسية: السر الرابع عشر (عماد)

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2009 / 9 / 1
الادب والفن


ظلم للأديان توريثها ، و الظلم الأكبر فرضها...

لم يتجاوز "عماد "الخط الذي رسمته لأجوبته ،مما أنقص دهشتي و استغرابي من شخصيّة سامي ، و كلماته التي لا تزال ترن في أرجاء الغرفة ...
و عماد الذي بدأ حديثه معي قائلا :أنا أقل من عادي ...كان في الحقيقة أكثر من مختلف...

ففي جو من المرح ، و البهجة تابع حديثه معي :
دكتورة لا تدخن !! إن كل معارف أهلي من الأطباء هم من المدخنين ، على كل أكتفي بفنجان قهوة ...حلوة، (تسلم عينك) .
بعد أن طلبت له القهوة ، عدّل جلسته رافعا كتفيه ، ثم أخرج طوقه الذهبي من تحت قميصه و ضحك بصوت عال:
الواحد يتنفس قليلا ،يكفي ذل .. ضربونا و ركلونا !! كنت أعلم أنهم حمير ، لكن أول مرة (يلبطني) حمار ، ثم ذلك الفرنسي ، أظنه سينكر دمه العربي تماما بعد الذي حصل ...دكتورة هل أنت هنا لمساعدتهم في إذلالنا ، أم لتحشري نفسك في ما لا يخصك ، و فقط ...

-بل لأساعدكم أنتم !!

انفجر عماد ضاحكا :
يعني أنت المسيح المخلص الذي لطالما أرغمتني أمي على الصلاة من أجله ...أنا ملحد يا دكتورة ، ولا أحب أن يخلصني أحد...

-أنا سأساعدك لتخرج من هنا ، إن كانت الإقامة قد أعجبتك فأنت حر ، تستطيع إكمال فنجان القهوة ، ثم العودة إلى من أطلقت عليهم اسم حمير !!

كف عماد عن الضحك ، و أجابني مبتسما :
على رأسي يا دكتورة أنت و المسيح و أمي ..فقط أخرجوني من هنا ، سأحكي لك كل شيء ، لكن لا تسخري مني ...ولا تخبري أمي...
بعد أن وضع ساقا على ساق ، و رشف القهوة بصوت مسموع تحدث :
أتعلمين إنها المرة الأولى في حياتي التي أشرب فيها قهوة ،ليست لذيذة ، ربما تشربونها تقليد كما فعلت أنا الآن ...
أين كنّا في الحديث ،آه ...أحس أنني مهم جدا الآن ، و كأنني نجم سينمائي في لقاء صحفي !!...لكن انتبهي يا حكيمة ليست قصص النجوم كلها سعيدة ...

رحلت ابتسامة عماد لتحل مكانها نظرة لا مبالية و تبدأ الحديث:
لا أملك كتفي أيهم العريضين ولا قامته الرجوليّة ...و لم أكن يوما نابغة أو عبقري دراسة كماهر ...كما أنني لا أمضي ليال في القراءة و المطالعة ، ولا اهتمامات مسرحيّة لي مثل ذلك الفرنسي ...
لقد كانت وسيلتي الوحيدة كي أشعر بالتميز هي ملاحقة الفتيات ...وبما أنه في الحقيقة ، وبقلة أهميتي لا معجبات لي على أرض الواقع ، فقد لجأت إلى الانترنت و بيوت الدعارة ...
لديّ مئة معجبة في مواقع مختلفة من مواقع الدردشة ،و أعرف غالبية (بيوت الكيف) في البلد عن طريق الانترنت أيضا ،قال لي ماهر سوء استخدام الانترنت هو الذي أوصلني هنا !! لكنني لا أعتقد ذلك ...
أنا ذهبت هناك لأفرض شخصيتي ، يعني (تسلم عينك ) في البيت لا هيبة لي و لا رأي ، حتى أني بت أكره كل ما تحبه أمي ، فهي مصرة تماما على دمغي بقناعاتها و دينها و طباعها ...يعني استنساخ إجباري...
ضحك عماد وهو يهمس: أحس نفسي غير موجود .. أحيانا أتخيل أنني قد غادرت هذا الجسد البشع ، و سكنت جسد رجل وسيم مثل(تيم حسن أوهاني سلامه) ، ثم أذهب إلى بيت الدعارة بذلك الجسد الجميل، و ما أدراك يا دكتورة كم من الفتيات حلمن بي ، و حفظن أقوالي ، و لا سيّما مقولتي المشهورة (كلام الناس لا يهم) ...
اخرج من ذلك البيت كالسبع كلي ثقة بنفسي ،لكنني لا أنظر في المرآة بعدها لأيام ...
تعرفين دكتورة قررت عدة مرات أن أذهب إلى طبيب تجميل ، لكن" قصي" صديقي الملحد و السبب الرئيس في إلحادي نصحني بعدم الذهاب ، أحترمه جدا هو جارنا ذو العقل الكبير ، لذلك أتبنى أقواله ... لكن في الحقيقة أنا لا أعرف إن كان هناك مسيح و رب !! ما رأيك أنت خرافات ولا عن جد؟!

عندما قلت لأمي :أنا ملحد ..كنت انتظر منها حجة و براهينا ، لكنها قلبت البيت فوق رأسي ، وهددتني بإخبار أبي ، و ما أدراك ما أبي ؟!أفضل من يستخدم الخيزرانة في البلد... لذلك صرت أذهب معها إلى الكنيسة كل أحد ، لم اضجر لأنني كنت أقضي الوقت مصنفا لصدور الفتيات (كبير – وسط –ربع- متخف- محشو...)...
لكنني بدأت بعدها الاقتناع بأقوال "قصي" ، فهو لم يفرض عليّ شيئا البتة ، و لم يهددني ، و لا هو سخر مني ...

ضحك عماد مجددا و هو يقول لي : أتعلمين يا دكتورة ليس الممنوع مرغوب( وبس )، بل للممنوع لذة و متعة ما بعدها متعة !!


يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ممتاز
طه منور ( 2009 / 9 / 1 - 08:10 )
ممتاز


2 - أسلوب جميل
أمير الجنابي ( 2009 / 9 / 1 - 09:41 )

أسلوب جميل في الرواية يشبه الى حد بعيد اسلوب بان سعيد التي أختفت بشكل مفاجيء فقد تكونين انت نفسها.


3 - Excellent
عوض بن سحلي الخناني ( 2009 / 9 / 1 - 11:36 )
رائعة كالعادة , وأسلوب ممتاز في السرد

تمنياتي لكِ بمزيد من التقدم


4 - Excellent
عوض بن سحلي الخناني ( 2009 / 9 / 1 - 11:41 )
رائعة كالعادة , وأسلوب ممتاز في السرد

تمنياتي لكِ بمزيد من التقدم


5 - للأسف
ريم الربيعي ( 2009 / 9 / 1 - 13:38 )
لا اعرف ، هل كل اسرار العيادات الجنسية فيها دعارة دوماً ؟ الا يوجد مثلاً حالة انسانية او قصة مؤثرة سوى عن عهر ؟ الجنس ليس هكذا يا دكتورة


6 - تساؤل
يحيى نوح ( 2009 / 9 / 1 - 15:01 )
من الصعب أن أهضم هذه العلاقة الحميمة بين طبيبة ومرضاها، إلاّ إذا كانت من نسج الخيال، وبالأخص نحن لا نعلم ما هو التخصص الدقيق للطبيبة العزيزة، هل هو ( فك لغز الأسرار الجنسية) لأن مثل هذا التخصص سيدر ربحاً وفيراً على صاحبه خاصة إذا كان يمتلك مثل هذا الوجه الجميل. مع تحياتي للطبيبة الأديبة.


7 - الاديبة القاصة الجريئة لمى محمد الموقرة
عبد الوهاب المطلبي ( 2009 / 9 / 1 - 21:58 )
ارق التحايا اليك والى قلمك الفذ الرائع...قاصة متمكنة من دربة فن القصة باسلوب مميز وإبداع لا حدود له
تقبلي مروري


8 - بماذا يفترض أن أخرج بعد قرائتي لهذه القصة القصيرة؟
تميم سلامة ( 2009 / 9 / 1 - 22:45 )
سؤال بقي معي منذ قصتك الأولى قبل فترة من الزمن ؟؟؟
من الطبيعي أن تكون الأحداث مختلقة و وهمية لأنه من غير المألوف والمحترم أن تقول طبيبة أسرار مرضاها على هذا النحو؟!!!
فإذا كانت مختلقة حقا، فما المانع أن يكون عماد حالة أخرى مثلا تعبر عن عكس ما قلتيه تماما ... يعني قصة مختلقة يممكن كتابتها بأفكار مختلفة لدحض هذه الحقيقة...
مالذي ترمي إليه فعلا هذه المقالة البائسة ؟
علكم تسعفوني فأنا أجيد علم الإحصاء لو كانت تحتوي على احصائية وأجيد علم المنطق لو كانت تحتوي على فرضية مثبتة وأجيد قانون الاستقراء الرياضي لو حاولت أن تثبت شيئا .ـ

سؤال آخر ::: إلى أين يسير موقع الحوار المتمدن؟؟؟
تقبلي مروري . تميم.ـ


9 - فى انتظار المزيد
رشا ممتاز ( 2009 / 9 / 1 - 23:00 )
العزيزه لمى استمتعت بقراءة قصتك المعبرة
شخصيات قصصك واقعية حتى لو كانت خيالية
تحياتى ومحبتى


10 - تجربة ناجحة
حسين العاملي ( 2009 / 9 / 1 - 23:22 )

كأحدهم أنا ارحب بكل انتاج ادبي او ثقافي يصدر من اقلام نسائنا بالذات. هذه اول مرة اقرأ للمى واعتقد انها تجربة ناجحة ومع الممارسة تصبح حرية بالنجاح المهني ككاتبة ما دام لديها الفكرة والمبادرة ثم المواصلة مع امنياتي الطيبة.

(كاتب ومؤلف بأكثر من لغة)


11 - خيال
saman ( 2009 / 9 / 1 - 23:23 )
رغم الخيال فهي تصلح قصة لفلم هندي


12 - فكرة
نور ( 2009 / 9 / 2 - 01:11 )
يبدو أن الدكتورة لمى تضع مبضعها على جراح البعض فينتفض ؟؟!! مجرد فكرة خطرت لي بعد قراءة التعليقات ؟؟؟؟


13 - الخزرجي يطل علينا بسحنة جديدة
محمد شكري ( 2009 / 9 / 3 - 12:52 )
هل هو صاحب الابتسامة الصفراء الخزرجي يطل علينا بمظهر جديد ؟


14 - جميل جدا
مغربي ( 2009 / 9 / 3 - 19:06 )
تحياتي للكاتبة و لجميع القراء المتحضرين.. إستمري في وضع الأصبع على الجراح

اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح