الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكنسية المصريه والسياسه-1

الهامي سلامه

2009 / 9 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الساحة السياسية والإعلامية المصرية مشغولة بفترة الرئاسة التي سوف تنتهي في 2011 والجميع يتكلم عن البديل السياسي المتوقع فهناك من يري التوريث وهناك من لم يدل برايه وهناك من يري أن البديل يجب أن يكون من خلال عملية ديمقراطية.وخلال هذا الصراع الذي من الواضح أن النظام الحالي سترا لفساده ورغبة في استمراريته فإنه يرغب في تنصيب مبارك الإبن.
ومما لاشك فيه أن المواجهة بين أصحاب البدائل المختلفة للمرحلة القادمة ستحمل كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة في ضحـد وجة النظر الأخري ولن يستثني من ذلك حتي رئيس الجمهورية وهنا يأتي التساؤل هل يليق بمن نعتبره خليفة السيد المسيح أن يدخل في معركة (ليست من أجل المسيح) بهذه المقاييس والشراسة ثم نطلب من الآخرين أن يحترموا خصوصية المتحدث؟.

أمّـا المسيحيون الذين يختلفون سياسيا مع الكنيسة حول هذا الموضوع أو أي من الموضوعات السياسية الأخري التي حشرت الكنيسة نفسها فيما لا يعنيها فأنهم وضعوا في مأذق الإدانة من قبل المسيحين أنفسهم فباستثناء القلة التي تتفق معك في شرعية النقد فهناك من يري أن الكنيسة في مأذق والنقد يجب أن يوجه لها من داخلها وليس من خلال الإعلام متناسين أن من أعطي شرعية النقد العلني لرجال الكنيسة هم أنفسهم لأنهم أصبحوا نجوما إعلاميين فليس علي من يرغب في زيادة التوزيع أو البرنامج الذي يرغب في زيادة متفرجيه سوي عمل حديث أو برنامج مع الأنبا فلان أو علان حيث يتكلم الأكثرية فيما لا يعنيها وقلة فيما يعنيها و لا يوجد قانون يقول أن لهم العصمة في عدم الرد عليهم عند الاختلاف معهم، أما الآخرون الذين هم أقرب للشيعة الإمامية والذين يرون عصمة رجال الدين وكلامهم من الروح القدس فأذكرهم بأن كل الهرطقات كانت من أساقفة ولم تكن من مواطنين عاديين وكذلك معجزة جبل المقطم لم يقم بها أسقف ولكنه كان سمعان الخراز.

من السابق نري ان المطلوب من المسيحين هو الصمت عند الاختلاف أو نقول امين عندما يدلي رجال الكنيسة برأيهم في الموضوعات السياسية التي تطرح في الشو الإعلامي وإذا حاول أحد الكتاب المسلمين الرد علي ما يقال في الشو الاعلامي فقـد يتهم بالطائقية فندخل في باب التحيزات الطائفية علي أساس ديانة المتكلم وليس ما يطرحه من وجهات نظر. ويصبح كل من يوجه نقدا لتدخل رجال الدين المسيحي فيما لا يعنيهم هو هجمة طائفيه من قبل المسلمين ونصبح نحن كمسيحين، من منطق البداوة، في خندق الدفاع عنهم وعن وجهات نظرهم السياسية سواء الموقف يستحق الدفاع أو لا يستحق.

ولنستعرض بعض مواقف رجال الكنيسة السياسية التي تضعها في إطار النقد أو العداء من قبل قطاع من المجتمع وهو ما يمثل تدهور في دور الكنيسة، من كنسية المسيح لكنيسة نظام فاسد:
1- تأييد الكنيسة لترشيح الرئيس حسني مبارك ودعوه المسحيين للتصويت طبقا لهذا التاييد
2- أدلى البابا شنودة بتصريحات حادة بحق جورج إسحق منسق الحركة المصرية من أجل التغيير والتي قال فيها إنه "ليس ابناً للكنيسة القبطية"
3- تصريحات قداسه البابا شنوده والأنبا بيشوي والأنبا مرقس وغيرهم التي تعلن صراحه أو ضمنا تاييدالكنيسـة لخلافة جمال مبارك.
4- رفض الكنيسة لمظاهرات الفقراء في المحلة وكل الحركات الاحتجاجية التي تطالب بنصرة الفقراء في المحلة وغيرها وموقفها من حركه 6 ابريل.

المواقف الســابقة المؤيدة للنظام هى بعض من كثر وتحمل في طياتها مضمون أن الكنيسة لم تعد تري في السيد المسيح مصدر قوتها وإنما النظام الفاسد هو البديل، ولم تعد تري الاعتماد علي النص الصريح للسيد المسيح: ثقوا أنا قد غلبت العالم ومملكتي ليست من هذا العالم، إلا نوعا من التراث الديني القديم الذي يقرأ ولا يطبق، وكذلك تخليها عن التاريخ السياسي القبطي الحديث الذي مضمونه لا يحتاج ميت إلي حماية ميت وإنما يحتاج الكل إلي حماية من لا يموت ( الانبا كيرلس الخامس ).
ختاما أزعم ان الكنيسة يجب ألا تنحرف عن دورها الديني ولا تتدخل في السياسية التي يجب ان تتركها للسياسين وللاحزاب السياسيه ولاختيار الجماهير أما إذا كان منطق تدخلكم في السياسة هو شعوركم انكم اكثر درايه بمصلحة المسيحين السياسيه فأدعي أنكم تتسببون في شرخ وتكسير عناصر الوحده السياسيه والاجتماعيه مابين المسيحين وأغلبية من مسيحين ومسلمين لا ترغب في استمرار سياسة الإفقار والفساد ولا ترغب في تحول مصر الي جمهورية صورية.
المقال القادم سيكون مناقشه حيثيات منطق تأييدكم استمرار النظام الحالي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حذارمن الباطل لان فيه خراب الديار
س. السندي ( 2009 / 9 / 1 - 16:20 )
إلى كل الاحبة من رجال دين معممين أو غير معممين ، لكم الحق في إبداء رأيكم، ولكن ليس لكم الحق بتاتا في تكفير غيركم، لانه يخالف رأيكم، فالاجدر بكم أن تكون الاسمى والقدوة لغيركم في تصرفاتكم وسلوككم وشهد كلامكم ، خاصة وأن السيد المسيح هو معلمكم وقدوتكم ،ولا غلط نقد أخطائكم من باب المحبة والتحذير لكم ، لان الانسان كائننا من كان رجل دين أم علان فهو كالمرآة إن شرخت تشوهت وشوهت الناظر فيها ، ولا تنفع كل عمليات التجميل بعدها تجميلك أوتجميلها ، فلا يغرينك منصب أمرئ ولا قهقهة حاكم أو تملق جاهل أو بسمة ثعبان ، فلا تنسى نفسك في غفلة ، لان الايام لن ترحمك ولا الناس ستقصر في رجمك .....!؟

اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ