الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسبوع الثقافي السريان الثاني وثماره الطيبة

يوحنا بيداويد

2009 / 9 / 1
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


الشعوب تبقى حية بانجازاتها التاريخية مثل انتاج كتابها او بقصائد شعرائها وبالواح و رسومات فانينها ، بأبطال مسرحياتها وباختراعات علمائها وبمواققف سياسيها ونظريات مفكريها وبتراثها، عادتها ، تقاليدها. كما ان المسرح مراة المجتمع، كذلك هي جميع الفنون ومجالات الابداع مراة لعظمة الامة وهيبتها. فالشعوب الحية هي كالشجار التي في بداية كل ربيع تخرج سيقان جديدة منها وباتجاهات مختلفة متصارعة مع بعضها من اجل الحصول على اكبر كمية من الماء والتربة كي تحمل اكثر اوراق خضرة وثمار طيبة وظلال متماسكة. اما الشعوب الميتة هي الشعوب التي فقد ابنائها قابلية على اي عطاء، التي قبلت ان ترتدي ثوب الاخرين، فهي فارغة تفرح برموز غيرها فهي في طور الزوال او الاندثار او الذوبان اجلا او عاجلا.

جرب شعبنا المبتلي بمصيبة التسميات حظه منذ سنين طويلة في طرق مختلفة لايجاد مخرج من حرب التسميات الوهمية بطرق عديدة لاعادة اللحمة بين ابنائه وتشجيعهم على عمل الابداع كي يتخذ موقعه بين مكونات العراقية كما كان في الماضي لكن للاسف فشل لحد الان، لان لا احزابنا ولا كنائسنا استطاعت لحد الان تقلص هذه الهوة بيننا ولم تأتي بأي مشروع اوخطة تقربنا من بعضنا في المستقبل.
لكن في الاسبوع الثقافي الذي اقامته مديرية الثقافة والفنون السريانية الاخير في مدينة عنكاوا وجدتُ بصيص من الامل، فأرجو ان لا ينطفء هو الاخر. نعم قد يكون الفن والثقافة والشعر والمسرح والرسم السبب الذي يستطيع جعلنا ان ننسى هذه الاختلافات وسببًا لامتزاج افكارنا و مشاعرنا وارائنا ومواقفنا في بودقة واحدة. وفي النهاية توحدنا.

على الرغم من المدة القصيرة لانشاء هذه المديرية ( مديرية الثقافة والفنون السريانية التابعة لحكومة الاقليم الكردستاني) الا انها استطاعت تقوم بعدد من الانجازات الثقافية الفنية اهمها تنظيم الاسبوع الثقافي الثاني قبل اسبوع بنجاح تام. كنت اقرأ عن فقرات ونشاطات المهرجان واحاول ان اتابع التقارير اليومية عنها. حقيقة فرحت بهذا الانجاز الكبير لاسيما بوجود حضور ومتابعة من قبل الجمهور في جميع الايام.

وحينما كنا هناك (في مدينة عنكاوا) قمنا بزيارة المتحف والمديرية والتقينا بالاخوة المسؤولين الذين وجدتهم كثيري الحماس والطموح لاقامة النشاطات والمشاريع لابراز الهوية التاريخية لشعبنا كذلك توثيقها باقرب فرصة قبل ان يحل الاندثار عليها بسبب الهجرة الى المدن او الى الخارج.
كل الشعوب تحاول حفظ تاريخ انجازات اجدادها، تقاليد وتراث ابائهما تفتخر بعظامئها، لا بل ان احدى اهم الطرق المعروفة في قياس عظمة اي امة تعتمد على عدد العظماء وقيمة الانجازات التي انجبت هذه الامة ، كل الامم تحاول توثيق علامات اثارها على ارض الواقع، حتى المدن الصغيرة في الدولة الواحدة او المحافظة الواحدة تحاول ان توثق جهود وانجازات ابنائها لانها ارث التاريخي الخاص بها مهم لهويتها في متحف خاص بها.

فالاخوة المسؤولين في المتحف السرياني الذين التقيناهم كانوا كثيري الدقة في طريق حفظ الوثائق، وطريقة نقل المواد القديمة، طريقة عرضها، تنظيم و عرض الازياء لمدنا وقراننا على مر التاريخ، كانوا يكتبون كل ملاحظة او معلومة متوفرة مثل التاريخ والمكان وصاحب الحاجة وطريقة عملها او المواصفات او مكان اكتشافها وغيرها من المعلومات المفيدة.
يا ليت يتم تزويدهم بكل ما هو تراثي كي تصبح دلالات وشهادات واختام لاقدام اجدانا في هذه المدن والقرى في المستقبل.

اما الاسبوع الثقافي الثاني الذي اقامته هذه المديرية بالحق هو انطلاقة جديدة لشعبنا موحدا في عمله. حيث كان المهرجان كبيراً متنوعاُ شاملاً لكل انواع الابداع الثقافي والفني، اسبوع كامل وفي كل يوم نشاط او نشاطين مختلفين. الامر الذي فرحنا اكثرهو عدد المسرحيات التي عرضت التي شبهتها بالمسابقة بينهم ، الذي ان دل على شيء فهو يدل على ان شعبنا على الرغم من جروحه الامه ومصائبه وتشتته بين دول العالم لازال حياً وله تواصل وعطاء كغيره من الشعوب في ارض اجداده بلاد الرافدين.

املنا في المهرجان الثالث ان يكون اوسع واكثر انتشار، ان يتم توجيه الدعوات لشخصيات ادبية او شعراء او فنانين المسرح او رسامين او عازفين شتى انواع الفنون من الخارج والداخل من ابناء شعبنا، كذلك توجيه الدعوات للكتاب والشعراء والفنانين المعروفين من الاخوة العرب والاكراد للحضور كضيوف شرف، وان يتم تقيم عمل المشاركين بتشكيل لجان مختصة في كل حقل ويتم تكريم الفائزين كحق طبيعي لجهودهم وتشجيعهم على الابداع والعطاء.

الف مبروك للاخ الدكتورسعدي المالح المدير العام لمديرة الثقافة الفنون السريانية والاخ بطرس نباتي مدير الثقافة والفنون السريانية والاخ فاروق حنا عتو مدير المتحف السرياني وكل العاملين في المديرية وكل الذين شاركوا في تحضير هذا المهرجان الكبير.

الف تهنئة للمشاركين من الكتاب والشعراء والفنانين والرسامين والمطربين وشتى انواع الفنون الاخرى القادمين من جميع القرى والقصبات ومدن شعبنا في الوطن للمشاركة في هذا المهرجان الكبير، بالحق انتم اليوم الجنود الحقيقين في رفع رايتنا، من خلال عطائكم الفكري، الثقافي، الفني يسمو وجودنا بين مكونات العراقية محتفظة بوجودها الى الابد. وان شاء الله في المهرجان القادم يكون عطاءكم اكثر وافضل.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن يطالب بتصعيد الجهود لوقف القتال في غزة


.. مداخلة نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية ناثان تك بشأن تط




.. الحقيقة المروعة لـ إسرائيل-.. قصة المحتجزين لدى حماس وجهود ا


.. الطائرات الأميركية والبريطانية توفر معلومات عن أماكن المحتجز




.. بعد ضجة -شي إن-.. بيان رسمي سعودي حول منتجات الشركة في الممل