الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سنفور غضبان!!

سعد تركي

2009 / 9 / 1
كتابات ساخرة


كنت وما زلت من المغرمين بأفلام الرسوم المتحركة(الكارتون) وأشعر بالدهشة والعجب من عبقرية منتجيها وخيالهم الواسع في ابتكار شخوصها..ولا يمكنني لغاية الان (وقد تخطى عمري أواسط الاربعينات) الا أن أجلس متسمراً مع أطفالي أتابع بشغف هذه المسلسلات والافلام، واظن أن الكثير من الآباء يشاطرونني هذا الشغف والولع والتحجج أمام الاخرين بأننا نشاهدها تشجيعاً لأطفالنا ونبحث عن قنواتها الفضائية من أجلهم!!
هناك واحد من هذه المسلسلات الكارتونية اعتقد أن اسمه السنافر يتحدث عن قرية تسكنها مجموعة من المخلوقات ضئيلة الحجم زرقاء اللون اسمها السنافر ولكل سنفور صفات وفروقات فردية يختلف فيها عن اقرانه فمنهم المسرور دوما وهناك القوي النشيط واخر ذكي نبيه واخرى جميلة تخلب الباب الذكور من السنافر وما الى ذلك من الشخصيات المتنوعة والمتفردة..ولعل أكثرها اثارة لفضولي واعجابي هو سنفور غضبان الذي كان يكره كل شيء ويتذمر من أي شيء وببساطة شديدة هو سنفور لا يمكن ارضاؤه ولن تراه يوما مبتسماً وغالباً ما تراه يردد عبارته الشهيرة(أنا أكره...)!!
يذكرني هذا السنفور الكاره لكل شيء ببعض من سياسيينا خصوصاً من يحسب نفسه على المعارضة(ليس لدينا في الحقيقة معارضة وفق ما هو متعارف عليه بسبب حكومة الوحدة الوطنية وسياسة المحاصصة) هذا البعض لا يؤيد أي خطوة تخطوها الحكومة او قرار تعمل على اقراره،ويعمل بكل الوسائل المتاحة لديه لمنعها من هذه الخطوة او ذلك القرار تحت ذرائع واسباب تجدها حين التمعن والنظر واهية تماما..وفي الغالب أن ما يعارضون الحكومة عليه كانت خطوات وقرارات هم بأنفسهم كانوا يدعون اليها!!
بعد تفجيرات الاربعاء الدامي تعالت الصيحات والنداءات من جميع الاطراف الى ان تتحمل الحكومة مسؤوليتها وتعلن على الملأ اسم بلد أو بلدان الجوار التي تستبيح الدم العراقي وكفى مجاملة لدولة أو دول كانت وما زالت معبراً للارهاب الذي حول حياتنا جحيماً وبلدنا خراباً وأفقدنا أعزة وأحبة..وحين فعلت(الحكومة)وأشارت الى الدولة المجاورة واتخذت الاجراءات التي تراها مناسبة لمنع هذا الارهاب تعالت ذات الاصوات مطالبة بالكف عن اطلاق التهم(جزافاً) والعمل على تحسين العلاقة مع جيراننا (الطيبين) الذين لا يرجون الا أمننا والحفاظ على وحدة بلدنا وخيراته!!وأنهم لا يجانبون الحقيقة(جيراننا الاعزاء)في قولهم أن أمنهم مرتبط بأمننا!!ولعلهم صادقون فأمنهم يعني أن نظامهم وبقاء عروشهم مرتبط بخراب وطننا واحترابنا مع بعضنا بعضاً!!
لا يمكن لأي قرية للسنافر تمتلك الحد الادنى من الحرص على أمن وسلامة (سنافرها) أن تبقى مكتوفة اليد خرساء اللسان عما تفعله القرى المجاورة من جرائم بحقها ارضاء لعيون سنفور غضبان لن يرضى أبداً لأنه يكره كل شيء حتى نفسه!!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كندة علوش ملهاش في الأكشن وبتمنتج معايا أفلامى .. عمرو يوسف


.. كيف برأ الباحث إسلام بحيري فراس السواح و يوسف زيدان من التط




.. -للحديث عن الغناء الكلاسيكي-.. صباح العربية يلتقي بالفنان ال


.. الفنان السعودي مشعل تمر يوصف شعوره في أسبوع الأزياء بباريس




.. الفنان السعودي مشعل تمر يتحدث عن حصوله على مليار مشاهدة على